قائد القوات الإسرائيلية يتفقد جنوده بغزة لإعداد المرحلة الثالثة من العدوان

جنبا إلى جنب مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس

TT

في الوقت الذي أعلن فيه ان مفاوضات غير مباشرة ستستأنف، اليوم في القاهرة، بين ممثل حكومة اسرائيل وحماس، من أجل التوصل الى تهدئة جديدة، قام مدير العمليات الحربية الاسرائيلية قائد اللواء الجنوبي للجيش، يوآف غالانت، أمس، بجولة ميدانية تظاهرية في عدة مواقع احتلها جنوده على شاطئ غزة (قام الجيش بتعميم صورها على الصحافة). وقال مصدر عسكري ان غالانت التقى المحاربين الاسرائيليين في الجبهة وهنأ المجموعة التي قتلت خمسة مقاتلين من حماس وكرس زيارته للإعداد الميداني للمرحلة الثالثة من الحرب. وكان الجيش الاسرائيلي قد بدأ في تصعيد عملياته الحربية العدوانية منذ ظهر اول من أمس مستخدما «القنابل الذكية» التي تخترق الأنفاق العميقة تحت الأرض. وادعى انه تمكن من تدمير مخزن ضخم للسلاح في بيت لاهيا. وتباهى بتمكنه من قتل حسب زعمه المهندس أمير منسي، الخبير الأول بصواريخ «غراد». وتحت غطاء كثيف من القصف الجوي، عززت اسرائيل قواتها في المواقع التي احتلتها حتى الآن في قطاع غزة. وزادت من عمليات الاقتحام داخل البلدات الفلسطينية. وألقت منشورات على مناطق آهلة تعلن فيها اتساع عملياتها وتصاعدها. ولكن اسرائيل لم تقرر بعد الانتقال الى المرحلة الثالثة من مخطط العدوان، التي تشمل اقتحام المزيد والمزيد من الأحياء بحثا عن قادة بارزين من حماس وغيرها من التنظيمات المسلحة بهدف الاعتقال أو الاغتيال، تمهيدا لتقويض حكم حماس. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، ان فسحة الوقت الباقية لاسرائيل بدأت تضيق، حيث انه من غير السهل أن تتواصل عملياتها الحربية عندما يدخل الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، الى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري. وهذا يعني ان على الجيش أن يحقق على الأرض أكبر قدر من المكاسب الميدانية، حتى يحسن الموقف الاسرائيلي في المفاوضات السياسية الجارية في القاهرة.

ومن المقرر أن يسافر رئيس الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة، شالوم تورجمان، الى العاصمة المصرية للتفاوض حول صيغة لانهاء الحرب والتوصل الى تهدئة جديدة. وحسب المصادر الاسرائيلية، فإن تركيا وفرنسا وايطاليا تشارك في وضع هذه الصيغة مع كل من مصر واسرائيل وحماس. وان هناك احتمالا لأن يتبلور اقتراح يعطي مكسبا لحماس بالاعتراف بوجودها كقوة أساسية في قطاع غزة جنبا الى جنب مع وجود للسلطة الفلسطينية؛ ففي حين تعطى حماس شراكة في ادارة الجانب الفلسطيني من معبر كرم ابو سام في الجنوب الشرقي من قطاع غزة، يتولى جهاز الأمن الرئاسي الفلسطيني ادارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح وحراسة الشريط الحدودي المصري الفلسطيني. وحسب هذه المصادر، فإن تركيا وفرنسا وايطاليا أبدت استعدادها لإرسال قوات لمراقبة الحدود من أجل منع تهريب الأسلحة الى حماس، وهو الشرط الذي تضعه اسرائيل لوقف عدوانها. وجاءت عودة جلعاد وتورجمان الى المفاوضات بعد أن أبلغت اسرائيل بأن البحث يتم للتجاوب مع شروطها.

وحذر العميد في جيش الاحتياط، ايلان الباز، الرئيس السابق في الادارة المدنية الاسرائيلية في الضفة الغربية، من خطر منح حماس هذه القوة. وقال في حديث اذاعي، ان ما يجري في القاهرة هذه الأيام هو تتويج مكسب سياسي كبير للحركة، حيث بات واضحا ان من يريد ان يتعاطى مع أي شيء في قطاع غزة، عليه ان يتوجه اليها. والسلطة الوطنية برئاسة محمود عباس (أبو مازن)، لم تعد عنوانا لهذه المنطقة.

وكان صاروخ «غراد» قد أطلق من قطاع غزة قد سقط ظهر أمس على مبنى سكني من ستة طوابق في مدينة عسقلان وتسبب في اصابة 37 شخصا بالجراح، أحدهم جراحه متوسطة والباقون ما بين اصابة خفيفة واصابة هلع نفسي.

وأصدر الجيش الإسرائيلي نتائج دراسة أجراها مؤخرا حول صواريخ حماس خلال الحرب، وجاء فيها ان عدد الصواريخ التي أطلقت منذ بداية العمليات الحربية قبل أسبوعين وحتى مساء الجمعة (أول من أمس)، بلغ 590، منها 468 صاروخا و122 قذيفة مدفعية.