أطباء عرب يعبرون إلى غزة تحت وابل القصف.. ويحتسبون أنفسهم شهداء

الدفعة الثانية من الأطباء المتطوعين لعلاج جرحى العدوان الإسرائيلي

اطباء فلسطينيون يصلون شكرا لله لدى وصولهم إلى غزة للمشاركة في معالجة جرحى العدوان امس (ا ف ب)
TT

قبل رحيل الحافلة من معبر رفح من الجانب المصري بلحظات فوجئ الجميع بأحد الأطباء يجري اتصالا بأسرته وعيناه تلمعان من الدموع؛ إذ أخبر زوجته بأنه في طريقه إلى غزة وانه يحتسب نفسه منذ هذه اللحظة شهيدا وطلب من أولاده ألا ينتظروا قدومه إلا اذا شاء الله.. هكذا كان المشهد عند معبر رفح، حيث كانت مصر قد سمحت بعبور الدفعة الثانية من الأطباء المتطوعين إلى قطاع غزة في طريقهم إلى مستشفيات القطاع للمشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين من جراء أعمال القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ نحو 14 يوما.

وقال الطبيب محمد أبو عرب، وهو دنماركي من أصل فلسطيني، انه كان يأمل منذ بداية القصف الدخول إلى القطاع للمشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين الذين يزداد عددهم يوما بعد آخر.

وقال مسؤول مصري بمعبر رفح، إن الأطباء الذين سمح لهم بدخول قطاع غزة بينهم 11 طبيبا مصريا وثلاثة أطباء من الأردن وطبيب نرويجي وآخر دنماركي من أصل عربي وهم يعملون في تخصصات طبية مختلفة. وتابع انه لا يخاف من أعمال القصف وان دخوله إلى غزة من منطلق إنساني بحت لإنقاذ حياة الجرحى الذين قد يموتون بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية بشكل سريع. وصعد الأطباء الحافلة التي أقلتهم إلى الجانب الفلسطيني وهم يرددون الشهادة؛ إذ كانت أعمال القصف مستمرة من الطائرات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية بالقرب من معبر رفح وانتظرت الحافلة مدة قصيرة إلا أن القصف تواصل فطالب الأطباء من السائق التوجه إلى رفح الفلسطينية.

وقال الطبيب فتحي زين العابدين، وهو طبيب مصري، إنه سعيد جدا بالسماح له بالدخول إلى القطاع بعد أن ظل لأكثر من خمسة أيام يأتي يوميا إلى المعبر حتى سمحت السلطات المصرية للأطباء التابعين لاتحاد الأطباء العرب بالعبور إلى غزة. وأضاف أن عمله داخل القطاع واجب يجب أن يسارع اليه كل طبيب لإنقاذ حياة الجرحى الذين يتساقطون أمام الجميع كل يوم. وتابع انه لا يعلم ما هي المستشفى التي سيعمل بها داخل غزة، ولكنه موافق على خدمة الجرحى في أي مستشفى يمكنه فيها تقديم المساعدة لهؤلاء الجرحى. وعلى صعيد متصل، يوجد داخل معبر رفح 24 طبيبا آخر من اتحاد الأطباء العرب في انتظار إنهاء إجراءاتهم في طريقهم إلى قطاع غزة للمشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين كما ينتظر نحو عشرة أطباء آخرين من بلجيكا السماح والتنسيق اللازم لدخولهم إلى قطاع غزة.

وتوجه سبعة اطباء اردنيين الى العريش امس في طريقهم الى غزة للانضمام الى مجموعة الاطباء العرب والاجانب التي تنتظر السماح لها بالدخول الى غزة لمعاينة المرضى والمساهمة في انقاذ الوضع الصحي المتدهور. واكد نقيب الاطباء الاردنيين الدكتور زهير ابو فارس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الملتقى الوطني للنقابات المهنية واحزاب المعارضة عبد الهادي الفلاحات ان مئات الاطباء الاردنيين جاهزون للسفر الى القطاع، وان الاطباء السبعة سينضمون للاطباء العرب والاجانب على معبر رفح الحدودي في انتظار سماح السلطات المصرية بدخولهم الى القطاع.