وكيل مساعد وزارة الصحة (المقالة) لـ «الشرق الأوسط»: الاحتلال يعيق تحرك الطواقم الطبية.. والأزمة الصحية تتفاقم

TT

ما أن تطأ قدميك مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، حتى ترى سيارات الاسعاف تنقل القتلى والجرحى جراء الغارات الاسرائيلية التي تتقصد المدنيين في منازلهم، وكذلك السيارات الملقاه جانباً جراء تدميرها نتيجة للقصف أثناء قيامها بواجبها، بينما ينتظر مئات المواطنين جرحاهم في فناء المستشفى، وسط مخاوف من ان يفارقوا الحياة بسبب أزمة المواد الطبية والادوية والوقود وغيرها التي يواجهها المستشفى بعد اسبوعين من القصف العشوائي الذي اسفر عن قتل اكثر من 815 فلسطينيا وجرح اكثر من 3350 اصابة.

ومستشفى الشفاء هو المستشفى الرئيسي الذي يخدم مئات الالاف من الناس في قطاع غزة، وتوقفه عن العمل يعني توقف الامل بالنسبة لالاف الجرحى ناهيك عن مرضى القطاع باكمله. وقال الدكتور حسن خلف وكيل مساعد وزارة الصحة في الحكومة المقالة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأزمة الصحية في مشافي القطاع قائمة منذ أن بدأ الحصار الاسرائيلي قبل 21 شهراً، الذي أنهك وزارة الصحة ومقدراتها كما كل المجتمع الفلسطيني، من كافة النواحي. وأضاف أنَّ الأزمة وصلت ذروتها مع العدوان الاسرائيلي الذي بدأ في 27 ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي. وتابع أن هناك معيقات كبيرة يعاني منها القطاع الصحي في ظل الهجمة الشرسة للجيش الاسرائيلي، تتمثل في نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وتعطيل عدد كبير من الأجهزة الطبية، إضافة إلى العمل المستمر على المولدات الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وكذلك تقطيع أوصال القطاع وصعوبة التنقل للطواقم الطبية والمرضى، يضاف الى ذلك الاستهداف المباشر لهذه الطواقم وسيارات الاسعاف.

وأكد الدكتور خلف أن «جيش الاحتلال يمنع الطواقم الطبية من نقل الكثير من الشهداء في شرق جباليا وشرق غزة، رغم مرور 72 ساعة على استشهادهم»، مضيفاً أن «هناك مجازر ارتكبها الاحتلال بحق المواطنين العزل لم يتم القاء الضوء عليها». وفي ذات السياق قال الدكتور حسن خلف إن عدد الشهداء وصل إلى أكثر من815 شهيدا ونحو 3350 جريحاً، بالاضافة الى الارقام الكبيرة التي لم تحص بعد. وحول آلية نقل المصابين إلى مصر عبر معبر رفح قال: «إن الصليب الاحمر يتابع معنا للتنسيق مع الاحتلال للسماح لسيارات الاسعاف بالانتقال من غزة، الى رفح نظراً لوجود قوات الاحتلال وسط قطاع غزة» واضاف ان نحو 130 جريحاً وصلوا لمصر ونقل منهم الكثير إلى المستشفيات في البلدان العربية ومنها السعودية.

وفي ما يتعلق بالمساعدات الطبية العربية قال الدكتور خلف: «رغم اهميتها في التخفيف من الأزمة لكنها غير كافية»، معرباً عن شكره لكل من ساهم في تقديم يد العون للشعب الفلسطيني. وعن آلية تعاون المؤسسات الدولية مع وزارة الصحة كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، أوضح بانهم مكبلون من قبل الجيش الاسرائيلي ولا يتعاملون مع الحادث على قدر المشكلة، مستشهدا بالمجزرة الاسرائيلية بحق عائلة السموني التي راح ضحيتها 19 فلسطينياً وما زال حتى اليوم اشخاص تحت الأنقاض، والاحتلال يمنعهم من اخراج الشهداء، وأضاف أن الصليب الاحمر برر عجزه برفض الاسرائيليين لهم بالدخول للمنطقة. من جهتهم عبر عدد من أهالي الجرحى الذين ينتظرون أبناءهم في فناء المستشفى عن غضبهم لما حلَّ لأبنائهم وأقاربهم من آلة الحرب الاسرائيلي، من دون اي ذنب اقترفوه إلا لأنهم يعيشون في قطاع غزة، مناشدين المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة، وفتح معبر رفح الحدودي أمام حركة المواطنين. وناشد المواطن طارق أيوب نجل صياح أيوب الذي ما زال جثمانه ملقى على الأرض في ساحة منزله لليوم الرابع على التوالي في عزبة عبد ربه شرق جباليا ناشد الصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية لانتشال جثمان والده لمواراته الثرى.

وقال طارق لـ«الشرق الاوسط» إن قذيفة مدفعية استهدفت منزل والده الأمر الذي ادى لاستشهاده واصابة امه بجروح متوسطة، فيما أكدت مصادر طبية أن عشرات الشهداء ما زالوا تحت الأنقاذ ويتعذر على الطواقم الطبية والدفاع المدني الوصول إليهم عنهم بفعل استمرار العملية العسكرية الاسرائيلية.