شتاينماير يعرض المساعدة في «منع تهريب السلاح».. وأبو الغيط يرد: التهريب يتم من البحر

وزير خارجية ألمانيا التقى مبارك وأبو مازن وموسى ونظيره المصري

TT

شهدت القاهرة أمس نشاطاً دبلوماسياً ألمانياً مكثفاً، إذ زارها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي عرض على مصر مساعدة بلاده في وقف ما قال إنه «تهريب السلاح عبر الحدود المصرية»، لكن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عقب قائلاً «فيما يتعلق بتهريب السلاح فإن ذلك غير صحيح حيث نرى أن الكثير من السلاح يصل إلى القطاع من البحر». والتقى شتاينماير الى جانب ابو الغيط الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني اضافة الى امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى.

وتحدث أبو الغيط عن «آلية» لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1860 بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وأوضح أن وفداً من حركة حماس يضم قياديين من داخل فلسطين ومن خارجها، وصل إلى القاهرة لإجراء المزيد من المناقشات حول الآلية المقترحة وتنفيذ قرار مجلس الأمن.

وأكد أبو الغيط أنه ناقش مع نظيره الألماني الآلية، «التي نأمل في تنفيذها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار تنفيذا لقرار مجلس الأمن». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع شتاينماير أن اتصالات مصر مع الإسرائيليين تقوم على أن الآلية المصرية المطروحة هي الوسيلة لتحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن الجانب الإسرائيلي ما زال ينظر فى الأمر «وأعتقد أنه سيكون لنا لقاءات معهم بالقاهرة فى القريب العاجل».

وأضاف أنه على الجانب الآخر هناك اتصالات مع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن حول «الحاجة لتحركهم الفوري ومعهم أمين عام الأمم المتحدة الذي أرسلت إليه أيضا في هذا الشأن وينوي الحضور إلى مصر يوم 14 و15 الجاري لكي يجري مشاورات مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية حول كيفية السيطرة على الموقف»، معربا عن أمله في «ألا يقتضي الموقف أن ننتظر لأربعة أيام أخرى لحضوره ونأمل في أن يتوقف إطلاق النار فوراً وأن يصل الجانبان إلى قبول الآلية المصرية من ناحية ويقبلان وقف إطلاق النار الفوري المطلوب».

وحول اقترح شتاينماير بأن تقوم ألمانيا بانتداب مجموعة من الخبراء في حماية الحدود لكي يلتقوا مع نظرائهم من الخبراء المصريين لمناقشة أوجه التعاون وسبل الدعم الذي يمكن تقديمه من الجانب الألماني سواء فيما يتعلق بالدعم الاستراتيجي أو التجهيزي، قال أبو الغيط إن مصر قامت منذ عدة أشهر بشراء معدات بقيمة ثلاثة وعشرين مليون دولار.. وتم تدريب الأفراد المصريين وهم يعملون على خط الحدود ثم بدأت العمليات العسكرية فتوقف عمل الأفراد المصريين.. وطرح الجانب الأوروبي والألماني والأميركي الآن المزيد مجانا. وأعتقد أن المصريين على استعداد لأن يأخذوا أي معدات من أي طرف ليقوموا بتدريب قواتهم ويزيدوا من قدرتهم على الأرض. وأكد أبو الغيط أن هذا هو ليس بيت القصيد بالطبع والهدف هو وقف إطلاق النار.. ووقف قتل الفلسطينيين ولا يمكن استمرار آلة القتل الأعمى هذه..

وحول المزاعم التي تتردد بأن المبادرة المصرية تسعى لإضعاف المقاومة الفلسطينية وحصار الفلسطينيين قال أبو الغيط «ليس من مهمة مصر أن تعزز من قدرات الحرب بل أن مهمة مصر هي أن تعزز قدرات الشعب الفلسطيني للعيش فى أمن.. أما أن يقال فلتفتحوا البوابة لكي يعبر السلاح فهذا هو حديث الشيخ نصر الله .. ولن نساير الشيخ نصر الله في هذا الطرح».

وبالنسبة لإمكانية شطب الدور الأميركي لأنه دور منحاز وغير محايد قال أبو الغيط «إن مهمة الإدارة الحالية ستنتهي خلال أسبوع ولكن الولايات المتحدة أتاحت فرصة صدور القرار وكانت تستطيع أن تستخدم الفيتو». وتعليقا على ما يراه يمنع إسرائيل من تنفيذ قرار مجلس الأمن قال أبو الغيط «أن ما يوقفهم هو الاعتقاد الخاطئ بأنه يمكن استخدام أساليب عسكرية لتحقيق هدف سياسي».. وأضاف معلقاً «إن إسرائيل لن تتوصل إلى تحقيق هدف تدمير حماس.. فلا أحد يستطيع تدمير حركة مقاومة سواء داخل غزة أو خارجها وهو ما نقوله للإسرائيليين.. نقول لهم اسعوا من أجل حل سياسي فهذا هو سبيلكم للخروج.. وقد كان هذا هو الموقف المصري دائما.. ومن يلقون باللوم على مصر مخطئون لأننا قلنا لهم من اللحظة الأولى لا تذهبوا للحرب».

وحول خطة العمل التي تحدث عنها وزير خارجية ألمانيا لتنفيذ القرار قال أبو الغيط إن الأوروبيين ومن بينهم الترويكا وألمانيا يتحدثون عن كيفية مساعدة مصر على تجاوز الاتهامات التي يرددونها في إسرائيل خطأ بأن هناك تهريبا على الأرض المصرية، «ونحن نرد عليهم قائلين إذا كان هناك تهريب فهو تهريب خاص بالمواد الغذائية والأدوية للشعب الفلسطيني.. وأراها أمرا منطقيا للغاية.. ولا أصدق أن شعبا تحت هذا القدر من الحصار ولا يحاول أن يحصل على قوته والقمح والألبان والغاز.. وإذا ما تم فتح المعابر بالشكل الذي يحقق للشعب الفلسطيني احتياجاته فان من يفتح النفق سيكون كمن يرمي بنقوده على الأرض».

وأضاف أبو الغيط أنه فيما يتعلق بالادعاءات الكاذبة والاتهامات التي تروج لوجود أسلحة تمر عبر هذه الأنفاق فهذا كذب وفهم خاطئ للأمور لسبب أساسي لأن سيناء تحت السيطرة الكاملة للدولة المصرية وبالتالي من يوجه اتهاما بأن هناك أسلحة يتم تهريبها يعتقد أن العريش ورفح المصرية تشبه الحدود الشمالية الغربية في باكستان والمناطق المتاخمة لأفغانستان وهذا فهم غير دقيق للأمور ويقلب الأمور.

وحول الصواريخ التي تم توجيهها من لبنان وتوسيع جبهة الحرب قال أبو الغيط انه إذا ما تم توسيع هذه المعركة فستشمل عناصر كثيرة فى الشرق الأوسط ويتحقق ما حذرنا منه فقد حذرنا إسرائيل من أن هذا العمل العسكري له عواقب وستكون عواقبه وخيمة.. والمقصود بعواقب وخيمة على سبيل المثال وليس الحصر توسيع الحرب إلى لبنان.. وهذا ليس في صالح الشعب اللبناني وآمل أن الأخوة الموجودين على الجانب اللبناني أن يتحسبوا من هذه المسائل لأنها قد تقود بلادهم إلى الكثير من المشاكل.