مركز تنسيق استخباراتي ممول أميركيا في منطقة خيبر

التجربة الأولى من نوعها لتبادل المعلومات بين الباكستانيين والأفغان وقوات التحالف

TT

تم تخصيص مبلغ قدره 3 ملايين دولار لمركز التنسيق الحدودي في خيبر، والمستقر عند سفح سلسلة الجبال الشاهقة شرق أفغانستان، بالقرب من الحدود مع باكستان. ومع افتتاح المركز، سيتم اعتباره كتجربة هي الأولى من نوعها لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين الباكستانيين، والأفغان، وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وأثناء الاحتفال بقص شريط الافتتاح في 29 مارس (آذار) الماضي، وصف الجنرال ديفيد رودريجويز، القائد الأعلى للقوات الأميركية شرق أفغانستان في ذلك الوقت، افتتاح المركز الأميركي التمويل بأنه «خطوة للأمام إزاء التعاون، والتواصل، والتنسيق». وعلى ما يبدو اُعتبر هذا الحفل، والذي تم تقديم فيه فريق ديكسيلاند للموسيقى العسكرية، وتضمن وليمة أفغانية سخية، بالإضافة إلى التصاريح المتفائلة التي أدلى بها الجنرالات، لحظة تاريخية بالنسبة لكل من أفغانستان وباكستان، إذ حدثت المصادمات والمناوشات بين البلدين بشأن الحدود الفاصلة بينهما على مدى أكثر من مائة سنة. وبعد انقضاء أكثر من 9 أشهر على تأسيس هذا المركز الحدودي، أفاد المسؤولون الأميركيون بمركز خيبر أن لغة الحواجز، والنزاعات الحدودية، بين الضباط الميدانيين الباكستانيين والأفغان، علاوة على سوء الظن الكامن بين الجهات العسكرية الثلاث أدت إلى إعاقة حدوث أي تقدم من نوعه في المركز.

ويقول دان فيلاريال، المتعاقد العسكري والذي عمل بالمركز من افتتاحه: «إنه مركز مفيد للغاية، إلا أنه سيحتاج إلى بعض الوقت قبل أن يتفهموا ما يقتضيه التعاون». وتتمثل المهمة المعلنة للمركز، وهي الأولى ضمن المهام الست المحددة لافتتاح المركز الحدودي في كلا الجانبين، على امتداد الخط الحدودي البالغ طوله 1500 ميلا، في استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا وأساليب جمع المعلومات الاستخباراتية لتعقب تحركات المتمردين في المناطق التي تسيطر عليها القاعدة وقوات طالبان السابقة إلى حد كبير. وأشار المسؤولون العسكريون أيضا إلى أنهم يأملون في أن يساعد هذا التعاون التجريبي الثلاثي على تأمين طريق النقل المحاصر لعبور إمدادات الناتو من باكستان إلى أفغانستان. جدير بالذكر، أن الهجمات التي تشنها قوات طالبان قد ارتفعت إلى حوالي 12 خلال الشهرين الماضيين وحدهما، وأنهم يشنون تلك الهجمات على طول الطريق القريب من مدينة بيشاور الباكستانية في الشمال الغربي، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة النقل التجارية عبر الحدود لعدة مرات تقريبا. ومنذ أسبوعين ماضيين، تم إغلاق المعبر الحدودي في مدينة طورخام لثلاثة أيام، أجرى فيها الجيش الباكستاني عملية عسكرية تهدف إلى إيقاف هجمات المتمردين على القوافل التجارية. ويقول الكولونيل لوي باريت بالجيش الأميركي، الضابط المسؤول عن توسيع عمليات مركز خيبر: «إذا كان بإمكاننا الحد من أنشطة العدو على أساس توسيع التعاون من كلا الجانبين، فلن يسفر هذا عن حرية عبور الإمدادات عبر الحدود فقط، لكنه سيعزز التجارة أيضا، كما سيحسن الاقتصادات في كلتا الدولتين». يُذكر أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على افتتاح المركز الحدودي المشترك، فتح ضباط دورية حراسة حدودية من الأفغان والباكستانيين النيران على بعضهم البعض بعد نشوب خلاف ثانوي، خرج عن السيطرة. وظلت تلك المناوشات تظهر بصورة منتظمة بالقرب من معبر خيبر، حيث يعتقد كلا الجانبين أن الحدود التي رسمها البريطانيون عام 1893 تعتبر خيالية إلى حد كبير. في تلك الأثناء، أدت الهجمات التي يشنها المتمردون على طول الطريق السريع الأفغاني إلى تأجيل إنشاء مركز ثان. وكان من المقرر افتتاح المركز في شهر مارس (آذار)، إلا أن الصور الأخيرة أوضحت أنه لم يتم الانتهاء من بنائه بعد. تجدر الإشارة إلى أن عصابة من اللصوص اختطفوا ضابطين باكستانيين من فريق جمع المعلومات الاستخباراتية بمركز خيبر، أثناء سفرهما، حيث كانا عائدين إلى منزليهما في إجازة. وظل الضابطان الباكستانيان رهن الأسر في المناطق القبلية الباكستانية. ولم تكن هناك أي فرصة لإطلاق سراحهما ما لم تقدم أسرتاهما فدية قدرها 70,000 دولار نظير الإفراج عنهما. وأدت عملية اختطاف 7 آخرين في شهر ديسمبر (كانون الأول) إلى تعقيد العلاقات مع الجيش الباكستاني الراغب عن اتخاذ أي إجراء حيال هذا الأمر. ويقول لوي: «إن هذا الأمر يبدو مزعجا، فعملية الاختطاف هذه من المحتمل أن يكون لها أثر على قدرة الجيش الباكستاني في دعم هذه الجهود. ويتعين عليهم التفكير حاليا في كيفية إحضار ضباطهم إلى هنا، وإذا ما كانوا سيجيئون ويذهبون في أمان أم لا». خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»