الجيش الباكستاني يقصف متشددين في جبال قرب الحدود الأفغانية

إعادة السيطرة على مدينة هانغو بعد مقتل العشرات في عنف طائفي

TT

قال مسؤولون حكوميون إن القوات الباكستانية هاجمت أمس متشددين في الجبال القريبة من الحدود الأفغانية بعد معارك عنيفة مع مقاتلي طالبان. وذكرت القوات الباكستانية أن أكثر من 600 متشدد لهم علاقة بالقاعدة هاجموا معسكرا لقوات الأمن ونقطتي تفتيش في منطقة مهمند الواقعة إلى الشمال من مدينة بيشاور ليل السبت وقتلوا ستة جنود وجرحوا سبعة.

وقالت قوات الأمن إنها صدت المتشددين الذين هاجموا من جهة الحدود الأفغانية، وإنها قتلت أربعين منهم خلال المعارك التي استمرت عدة ساعات. ولم يتسن التأكد من صحة محصلة القتلى من جهة مستقلة. وصرح ميراج خان وهو مسؤول كبير في مهمند بأن القوات الباكستانية قصفت بالمدفعية مخابئ المتشددين في الجبال المطلة على قريتين أمس (الاثنين). وقال خان إن القصف العنيف مستمر في الجبال لكن ليس لدينا أي تفاصيل بعد عن الخسائر في الأرواح.

وتقع مهمند إلى الجنوب من باجور على الحدود الأفغانية أيضا، حيث تخوض القوات الباكستانية معارك عنيفة مع المتشددين منذ أغسطس (آب). وقال الجيش الباكستاني إن أكثر من 1500 متشدد قتلوا في باجور لكن لم يتسن الحصول على تأكيد لعدد القتلى من جهة مستقلة. ويجري تنسيق الحملة في باجور مع القوات الأميركية على الحدود في إقليم كونار الأفغاني بهدف طرد المتشددين. وصرح خان بأنه يعتقد أن بعض المتشددين في مهمند جاءوا من باجور. وقال سيد محمد خان وهو مسؤول آخر في مهمند إن أعدادا إضافية من الجنود والمعدات منها دبابات وعربات نقل جنود مدرعة وصلت أمس إلى قاعدة عسكرية في المدينة الرئيسية بالإقليم. وتحث الولايات المتحدة وأفغانستان، باكستان، منذ سنوات، لبذل مزيد من الجهد للتصدي لمتشددين ينطلقون من مناطق يغيب عنها القانون على الحدود الأفغانية والتي لم تسيطر عليها من قبل أي حكومة باكستانية. إلى ذلك قال مصدر حكومي لـ «الشرق الأوسط» إن القوات الباكستانية أعادت السيطرة على مدينة هانغو بعد عنف طائفي في المدينة. وارتفعت حصيلة أعمال العنف الطائفي المتفجرة في مقاطعة هانغو بإقليم الحدود الشمالي الغربي منذ ثلاثة أيام إلى نحو أربعين قتيلاً وعشرات المصابين بين الطرفين. وقال سكان محليون في المنطقة إن المعارك تستمر بين الطرفين بشكل متواصل حيث يستخدمان الأسلحة الثقيلة والرشاشات الآلية لاستهداف الآخر. وكانت المعارك قد اندلعت بين طائفتين في المقاطعة يوم الجمعة الماضي عندما حاولت حشود من الطائفة الشيعية دخول مدينة هانغو التي فرضت عليها قوات الأمن حظر التجوال خلال أيام عاشوراء لتجبنها من أي أعمال طائفية، غير أن إصرار تلك الحشود على دخول المدينة عنوة دفع قوات الأمن إلى إطلاق النار. وتسعى قوات الأمن في الوقت الحالي إلى تهدئة التوتر وإيجاد مخرج له ووضع الهدنة بين الطرفين بوساطة زعماء العشائر هناك. وتنشر باكستان نحو 100 جندي من قواتها على حدودها الغربية مع أفغانستان وإن اضطرت إلى سحب أعداد محدودة من هناك بسبب التوتر مع الهند عقب الهجوم الذي وقع على مدينة مومباي الهندية في نوفمبر (تشرين الثاني).