الجيش الإسرائيلي يفتح في اليوم الـ17 جبهة خامسة لخنق مدينة غزة ولا يستبعد عمليات إنزال

«كتائب القسام»: لم نستبدل بعد الصف الأول من مقاتلينا

TT

في الوقت الذي تتناقض فيه تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن مستقبل عملية «الرصاص المتدفق»، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تبين من خلال التكتيكات العسكرية التي اتبعها الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر أمس في هجومه على مدينة غزة أنه يحاول مواصلة خنق المدينة. وفي خطوة مفاجئة، فتح الجيش الإسرائيلي الليلة قبل الماضية قطاع مواجهات جديدا عندما تقدم باتجاه الأحياء الشمالية من مدينة غزة عبر الطريق الساحلي الذي يصل بلدة بيت لاهيا بمنطقة التوام، أقصى شمال المدينة. وذكر شهود عيان أن العشرات من المقاومين الذين كانوا يتحصنون في التلال التي تقع شرق مجمع «السودانية» الأمني أحبطوا تقدم الدبابات باتجاه الجنوب، مستخدمين قذائف الـ«آر بي جي» وقذائف «بي 29» في عمليات صد الدبابات. وحاولت الدبابات الإسرائيلية الليلة قبل الماضية التقدم مجدداً في قطاع الطريق الساحلي ـ تل الهوا، لكنها ووجهت بمقاومة شرسة. وبهذه ينضم قطاع المواجهة الجديد الى القطاعات الأربعة الأخرى وهي قطاع بيت لاهيا وشرق حي الشجاعية، وجنوب حي الزيتون، وقطاع الطريق الساحلي ـ حي تل الهوا. ولم تستبعد مصادر أمنية فلسطينية أن تكون إسرائيل من خلال التصريحات المتناقضة لكبار مسؤوليها الذين يؤكد بعضهم أن العملية العسكرية توشك على الانتهاء والبعض الآخر يؤكدون أن العملية متواصلة، تسعى الى تضليل حركات المقاومة مجدداً، مشيرة الى أنه من غير المستبعد أن تحاول إسرائيل مواصلة فتح ساحات مواجهة على جبهات لا تتوقعها حركة المقاومة بقصد إرهاقها وتشتيت جهدها. وتوقعت المصادر، في حال لم تنته العمليات العسكرية في غضون 48 ساعة، أن يلجأ الجيش الإسرائيلي الى القيام بعمليات انزال في قلب مدينة غزة بغية الوصول الى مركز المدينة من اجل تطويق المقاومة التي تقاتل تحديداً على الجبهة الشجاعية الشرقية. وأكدت المصادر أن اشد المواجهات هي التي يشهدها قطاع الشجاعية، وتحديداً في منطقة الشعف، التي تقع أقصى شمال شرق المدينة. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الليلة قبل الماضية وبشكل تظاهري لأول مرة عن دمج وحدات من قوات المظليين في الجهد الحربي. ونقلت قنوات التلفزة الإسرائيلية المختلفة بشكل مباشر إعلان الناطق بلسان الجيش، آفي بنياهو، عن دمج بعض من القوات في الجهد الحربي في قطاع غزة، لكن بنياهو لم يكشف عن حجم هذه القوة وإن كان سيتم دمج المزيد من هذه القوات في الحملة على القطاع. ولم تستبعد المصادر الفلسطينية أن تكون إسرائيل تهدف من هذا الإعلان الى ممارسة ضغط نفسي على قيادة حماس من أجل إجبارها على القبول بالمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار كما تم عرضها. وقالت كتائب القسام إنها لم تستبدل حتى الآن الصف الأول من مقاتليها الذين يتصدون لتقدم القوات الغازية في محاور المواجهة المختلفة. ونقل موقع المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس عن أحد قادة كتائب القسام باسم أبو معاذ قوله إن «الكتائب تملك العديد من الألوية جاهزة للقتال»، مستبعداً أن تتم الاستعانة بالمتطوعين الذين وصف جاهزيتهم بأنها «لا تقل عن جاهزية» مقاتليها الأساسيين. وأضاف أبو معاذ «بدأ مقاتلونا بالتصدي لتلك القوات ولكن بتكتيك جديد وغير معروف للاحتلال، ولم يتقدم في أي منطقة لم نرغب في التقدم فيها، بل كان كل تمركزه في المناطق المفتوحة والمكشوفة أملا منه أن يأتي له المقاتلون لصيدهم، إلا أن ذلك لم يحدث وان طال هذا التوغل فإن تقدم الاحتلال سيكون صعبا».

وفي بيان صادر عنها، أكدت كتائب القسام، أن عناصرها تمكنوا من أسر جندي إسرائيلي خلال المعارك، لكن الطائرات الإسرائيلية قتلته بعدما قصفت المنزل الذي أحتجز به، من دون أن يوضح مكان القصف وتوقيته الدقيق. وأضاف البيان، موجهاً حديثه للجنود الإسرائيليين «في كل زقاق وكل شارع وتحت كل آلية ينتظركم أسود القسام ليخطفوا أرواحكم أو يأسروكم. أرأيتم كم أن حياتكم لا تعني قادتكم، فهم يفضلون قتلكم على أن يوفوا بالتزاماتهم التي قطعوها لكم بإعادتكم إلى أهلكم في حال تم أسركم، كما أن جلعاد (شليط الجندي الأسير) لا يزال في أيدينا ولم تهتم قيادتكم به وهي تماطل غير آبهة بحياته وسلامته». على صعيد آخر، واصلت طائرات «إف 16» وطائرات الهليكوبتر والاستطلاع والزوارق الحربية والدبابات والمدافع الميدانية قصف التجمعات المدنية، الأمر الذي أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، منذ فجر أمس، سبعة منهم في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، بينهم طفلان وسيدتان، واثنان في قصف استهدف لأول مرة ميدان فلسطين وسط مدينة غزة. وأكدت المصادر أن عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية الحملة على القطاع ارتفع الى 905 قتيل، في حين بلغ عدد الجرحى 4100. وواصلت الطائرات قصف المزيد من منازل قيادات وكوادر حركات المقاومة. في ذات الوقت واصلت حركات المقاومة إطلاق الصواريخ على التجمعات الاستيطانية في محيط القطاع. فقد تبنت كتائب القسام قصف مدن بئر السبع والمجدل ونتيفوت وأوفكيم.