مصر تبلغ إيران غضبها إزاء تصريحات أحمدي نجاد أن القاهرة «شريك جريمة» غزة

القاهرة تحث طهران على ألا تستقي معلوماتها عن التحركات المصرية من مصادر غير مصرية

TT

أبلغت مصر إيران امس غضبها الشديد واستيائها إزاء ما ورد في تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد السبت الماضي (العاشر من يناير ـ كانون الثاني) حول دور مصر في التعامل مع «العدوان الإسرائيلي» على غزة، وذلك خلال لقاء بين السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية مع السفير حسين رجبي رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.

وكان الرئيس الإيراني قد قال «يتردد في بعض الاجتماعات السياسية في الغرب أن الحكومة المصرية شريك في الجرائم التي ترتكب في غزة.. الكيان الصهيوني يسعى إلى إيجادِ شريك لجرائمه، لذا على الحكومة المصرية أن تكسر هذا الصمت، وتحدد مواقفها أمام باقي الدول والشعب المصري». وقال السفير حسين هريدي إنه استعرضَ خلال اللقاء مع رجبي الجهود المصرية الرامية «لإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في غزة». كما استعرض في هذا الإطار المبادرة التي أعلنها الرئيس المصري حسني مبارك الرامية لوقف «العدوان الإسرائيلي»، والتي تؤكد في أحد عناصرها المهمة على توحيد الصف الفلسطيني، وأن «مصر في جهودها الراهنة تعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني، وأنه من الضروري أن تتكاتف جميع الجهود العربية والإسلامية وراء هذه المساعي المصرية في هذا الخصوص». وأضاف هريدي أنه أكد خلال اللقاء أن «مصر لا تعمل مطلقاً ضد حماس، وإنما تعمل لهدف أساسي هو تنفيذ قرار مجلس الأمن 1860 ووضع مبادرة الرئيس مبارك موضع التنفيذ». وقال هريدي «نأمل من المسؤولين الإيرانيين أن يقفوا وراء مصر لإنجاح الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني». كما أعرب خلال اللقاء عن الأمل في ألا تستقي الحكومة الإيرانية معلوماتها عن «التحركات المصرية من مصادر غير مصرية». وأشار مساعد وزير الخارجية المصري إلى أن رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية وعد من جانبه بنقل هذه الرسالة إلى حكومته، مؤكدا في الوقت نفسه على أوجه التشابه الموجودة بين الموقفين المصري والإيراني فيما يتعلق بضرورة العمل على الإسراع بوقف العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة. ويأتي ذلك، فيما أعلنَ وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن وفداً من منظمة المؤتمر الإسلامي سيزورُ طهران قريباً لاستعراض آخر تطورات الوضع في قطاع غزة والناجم عن العملية العسكرية الاسرائيلية في القطاع. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن متقي قال امس في حديث مع الصحافيين إن هناك تحركات سياسية مختلفة تشهدها المنطقة، وأن الجامعة العربية تواصل حالياً الجهود لعقد اجتماع وزراء خارجية العرب، و«نحن بدورنا أجرينا خلال الأيام الأخيرة اتصالات ومباحثات مع عدد من دول المنطقة والدول الأوروبية لوقف العدوان وانسحاب القوات الصهيونية من غزة وفتح المعابر والممرات ومن ثم البحث في قضية الصواريخ». وذكرت الوكالة أن متقي أكد أن إيران أرسلت سفينة شحن محملة بنحو 2000 طن من المساعدات الإنسانية والطبية والأدوية، إضافة إلى طائرة تحمل المساعدات الإنسانية إلى مصر لنقلها للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة. وأكد متقي بأنه بعث برسالة إلى نظيره المصري أبو الغيط يدعوه فيها للمساعدة في نقل العديد من المصابين الفلسطينيين إلى إيران، وأن تسمح القاهرة لفريق من الأطباء الإيرانيين بالعبور عبر معبر رفح إلى غزة لمساعدة المصابين هناك، وأن تقوم إيران بإنشاء مستشفي ميداني قريباً من غزة لمعالجه الجرحى الفلسطينيين، موضحا ان الجانب المصري لم يرد بعد على رسالته. وأضاف متقي بأن طهران طرحت اقتراحا يدعو الدول الإسلامية التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى قطع هذه العلاقات «بعد المجازر التي ارتكبتها القوات الصهيونية ضد الفلسطينيين الآمنين في قطاع غزة، خاصة بعد أن طردت فنزويلا السفير الصهيوني وسحب موريتانيا لسفيرها من تل أبيب» حسب قوله. من ناحيتها، قالت الاذاعة الايرانية امس إن البحرية الاٍسرائيلية أوقفت سفينة ايرانية تحمل مساعدات قبالة سواحل المناطق الفلسطينية.

وتابعت الإذاعة «أوقف سلاح البحرية التابع للنظام الصهيوني سفينة ايرانية كانت تحمل إمدادات غذائية وأدوية على بعد 20 ميلا من ساحل غزة»، مضيفة أن السفينة كانت غادرت ميناء بندر عباس الايراني قبل 13 يوماً. وأشارت الى ان السفينة كانت تحمل 200 طن من المواد الغذائية والادوية «لتوزيعها على شعب غزة المحاصر». وقالت وزارة الخارجية الايرانية أمس ان السفينة عبرت ميناء بور سعيد المصري الواقع عند طرف قناة السويس من ناحية البحر المتوسط. ويبعد الميناء نحو 180 كيلومترا عن سواحل غزة على البحر المتوسط. وقال أحمد نواب الذي قيل إنه قائد السفينة للراديو الايراني «جهودنا ترمي لإرسالها لغزة بصورة مباشرة، وإلا فسيتعين علينا أن نفعل ذلك من خلال مصر ومعبر رفح». وأضاف نواب أن المسؤولين في طهران على اتصال مع مصر كي يطلبوا من المسؤولين المصريين قبول المساعدة تمهيداً لتسليمها.