غزة تتعرض لأعنف قصف.. وليبرمان يدعو إلى إلقاء قنبلة نووية على القطاع

الجيش الإسرائيلي يفتح قاطع مواجهة سادسا.. و11 جنديا يرفضون المشاركة في العدوان

حريق ضخم يشب في مبنى قصف بصاروخ اسرائيلي في رفح امس (رويترز)
TT

تحت غطاء من القصف هو الأعنف الذي شهدته المدينة منذ بدء إسرائيل حملتها العسكرية، وفي ظل مقاومة فلسطينية شرسة، فتح الجيش الإسرائيلي ساحة مواجهة سادسة الليلة قبل الماضية عندما حاولت الدبابات الإسرائيلية التقدم في عمق مدينة غزة من تقاطع كل من حي التفاح، شمال شرقي المدينة وحي الشجاعية. وحاول الجيش التقدم في الساحة الجديدة عبر استخدام تكتيك قديم ـ جديد يقوم على أساس التقدم في المنطقة عبر تدمير البيوت والسير فوقها، حتى تتجنب الدبابات والجنود السير على الطرق المرصوفة التي يدعي الجيش أن المقاومين الفلسطينيين قاموا بتلغيمها.

وفي الوقت الذي كانت فيه المدرعات مدعومة بجنود لواء «هناحل» تحاول التقدم في القاطع الجديد، كانت الدبابات يدعمها جنود لواء المشاة «جفعاتي»، وبغطاء جوي تنفذه طائرات الهليكوبتر وطائرات الاستطلاع اضافة الى القصف البحري، في الأطراف الغربية الجنوبية من حي تل الهوى الذي تطلق عليه حماس منذ استيلائها على غزة اسم تل الاسلام، وحي الشيخ عجلين، جنوب غربي المدينة. وحاول الجيش الاسرائيلي إجبار الأهالي في هذه المنطقة على الفرار من منازلهم، جراء القصف المشدد الذي دمر عددا من البيوت، وبسبب القنابل الفسفورية التي أدت الى حرق عدد من منازل عائلة الدحدوح التي تقطن في اقصى الطرف الجنوبي من الحي، التي سمعت استغاثات نسائها عبر اتصالات تليفونية بعد اصاباتهن والأطفال بالاختناق وضيق التنفس.

لكن ورغم القصف المكثف الذي استهدف التلال الرملية التي تنتشر في المنطقة الريفية قبل توغل الدبابات، إلا أن عناصر المقاومة فاجأوا القوات المهاجمة بصواريخ «التندوم» المضادة للدروع، وقذائف بي 29 على الدبابات المتقدمة، التي اطلقت عليها من خلف الكثبان الرملية، الأمر الذي أدى الى تراجع الدبابات الى ما كان يسمى بمستوطنة نيتساريم، جنوب مدينة غزة. وأكدت كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس، والاجنحة العسكرية الاخرى للفصائل الاخرى، أنها نجحت في تدمير دبابة اسرائيلية قبل أن تنسحب قوات الاسرائيلية من المكان.

لكن كان أكثر محاور القتال سخونة، هو محور قطاع بيت لاهيا، الذي يتولى القتال فيه لواء المظليين، اذ اعترفت القيادة الجنوبية أن مقاتلي كتائب القسام نجحوا باستدراج الوحدة الخاصة في هذا اللواء الذي يعتبر أكثر ألوية المشاة نخبوية، الى بيت في حي العطاطرة، شمال غربي بيت لاهيا، وتفجيره بعدما دخله الجنود، واصيب في الهجوم قائد الوحدة الخاصة، في حين اصيب خمسة اخرون بجراح.

ولم يحرز أي تقدم على محاور القتال الثلاثة الاخرى في حي الزيتون والشجاعية، والخط الساحلي ـ حي التوام. وبلغ عدد جنود الاحتلال الذين اصيبوا في المواجهات التي شهدتها محاور القتال 15 جنديا باعتراف اسرائيل. وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ «الشرق الاوسط» إن الذي يفسر عدد الجرحى والقتلى القليل من الجنود الاسرائيليين هو حقيقة امتناع الجيش رغم التفوق النوعي الكبير عن التقدم نحو الاحياء السكنية. واكدت المصادر أن الجيش يخشى أن يفقد تفوقه النوعي في المجال التكنولوجي في حال اقترب من الاحياء السكنية، مشيرة الى أنه يفضل تخويف الناس ودفعهم للفرار حتى يكون بوسعه استخدام أكبر قدر من النار في مهاجمة المقاومين. وواصل الجيش الليلة الماضية وأمس القصف والتدمير في جميع انحاء قطاع غزة. ففي ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية اقتحمت عشرات الدبابات تحت غطاء من القصف الجوي الاطراف الشرقية من قرية خزاعة، التي تقع بمحاذاة الخط الفاصل، شرق خان يونس، جنوب القطاع. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن القصف اسفر عن مقتل احد عشر شخصاً، من بينهم عدد من الاطفال والنساء والشيوخ، وجرح عشرات الاشخاص. وذكر شهود عيان أن الجرافات الاسرائيلية دمرت 25 منزلاً في البلدة، الى جانب تجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. ورغم تقدم الجيش إلا أن اشتباكات واسعة نشبت بينه وبين عشرات المقاومين. وعلى طول الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن مصر واصلت طائرات «إف 16» إلقاء عشرات الأطنان من المتفجرات على شكل قنابل ذات قدرة على اختراق الارض واحداث ارتجاجات كبيرة، بهدف العمل على تدمير الأنفاق. وأدت عمليات القصف هذه الى تدمير عشرات المنازل في حي زعرب القريب من الشريط الحدودي، الأمر الذي ادى الى حركة نزوح كبيرة من المنطقة باتجاه مناطق اكثر عمقاً في المدينة.

وفي مخيم النصيرات، وسط القطاع، دمرت الطائرات نادياً رياضياً ومنزلا يعود الى ناشط في حركة حماس في مخيم المغازي المجاور وسط القطاع. وذكرت مصادر طبية أن عدد القتلى الذين سقطوا منذ فجر امس بلغ 47 قتيلاً، ليرتفع عدد القتلى الاجمالي منذ بداية الحملة الى 945 قتيلا.

الى ذلك واصلت فصائل المقاومة اطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية في محيط القطاع. وذكرت مصادر اسرائيلية ان الفلسطينيين اطلقوا سبعة صواريخ، سقط احدها على مدرسة خالية في مدينة عسقلان التي تبعد 20 كيلومترا شمال غزة.

على صعيد آخر رفض احد عشر جندياً اسرائيلياً المشاركة في العدوان على غزة، قائلين انها يعارضون شن الحرب، لدواع اخلاقية وضميرية. وحكمت محكمة عسكرية بالسجن لمدة 14 يوماً على جندي رفض الخدمة العسكرية في القطاع.

الى ذلك دعا رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان إلى القاء قنبلة ذرية للقضاء على غزة. وخلال محاضرة ألقاها أمس أمام طلاب جامعة «بار ايلان»، قال ليبرمان «شعب اسرائيل لن يكون في أمان ما دامت حماس تحكم قطاع غزة، وعلينا الاستمرار في الحرب حتى انهاء وجود حركة حماس والقضاء عليها قضاء مبرماً». وأضاف إن «الحل يتمثل في أن نقتدي بالضبط بما قامت به الولايات المتحدة لحسم الحرب العالمية الثانية، ويتوجب علينا أن نتصرف بالضبط مع غزة كما تصرفت الولايات المتحدة مع اليابان، وبالتالي لا داعي لاحتلال غزة». واكدت النسخة العبرية لموقع صحيفة «معاريف» على شبكة الانترنت أنه يستشف من كلام ليبرمان أنه يدعو الى إلقاء قنبلة ذرية على غزة، من اجل الانتهاء من هذه المشكلة نهائياً والتخلص من وصف العالم لاسرائيل بانها دولة احتلال.