دعوة قطر لعقد قمة طارئة تصطدم بالنصاب القانوني

موسى: 12 دولة وافقت على الحضور * الشيخ محمد الصباح: قمة الكويت ستبحث الأوضاع في غزة

TT

عواصم عربية: «الشرق الأوسط»: انقسمت الدول العربية أمس، بين رافض ومؤيد لدعوة قطرية لعقد قمة طارئة بعد غد الجمعة بالدوحة، لمناقشة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وتصب الخلافات في أن القمة المقترحة، تأتي قبل 3 أيام من انطلاق قمة أخرى اقتصادية تعقد في الكويت، كما تتزامن مع جلسة مقررة لوزراء الخارجية في الكويت، بشأن تطورات غزة. وأكدت الكويت من جانبها أمس، أن القمة الاقتصادية التي ستستضيفها يوم الاثنين المقبل، ستبحث الوضع في قطاع غزة.

وطبقا للوائح الجامعة، فإن أية دعوة لعقد قمة عربية طارئة، يجب ان تحظى بتأييد الثلثين أي 15 دولة لكي تلتئم. وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أن 12 دولة وافقت خطيا على حضور القمة، من دون ان يذكر الاسماء. وقال مصدر دبلوماسي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، ان جهودا تبذلها قطر والجامعة العربية، من أجل اكمال النصاب، رافضا في الوقت نفسه تحديد اسماء الدول التي ستحضر قبل ان يكتمل النصاب، قائلا ان «ذكر الاسماء سيؤدي الى مزيد من الانقسام».

وقال أحمد القطان مندوب السعودية لدى الجامعة العربية «لا نرى انه من المناسب عقد قمة ثانية» مضيفا أنه «ليس من المعقول ان يجتمع القادة العرب قبل ان يجتمع وزراء الخارجية». وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، ان القاهرة ابلغت الجامعة العربية عدم موافقتها على القمة، مشيرا الى ان «مصر ترى ان وجود القادة العرب في الكويت في يوم 18 من الشهر الجاري، عشية مشاركتهم في القمة الاقتصادية صباح الاثنين 19 من الشهر الجاري، يمكن ان يكون مناسبة ملائمة للتشاور في ما بينهم بشأن الوضع في غزة». وأكدت سورية ولبنان، والجزائر والسلطة الفلسطينية، موافقتها على الدعوة القطرية. وقال عمرو موسى للصحافيين أمس، ان الجامعة ما زالت تتلقى ردودا من الدول العربية. وذكر عبد العليم الأبيض المتحدث باسم جامعة الدول العربية، أن قطر تقدمت بطلب عقد القمة أول من أمس، «لكن يتطلب موافقة ثلثي الدول الاعضاء بالجامعة ومجموعهم 22 دولة لكي تعقد القمة». وقرر مجلس الوزراء اللبناني، في جلسة عقدها في بيروت أمس، الموافقة على أية قمة عربية تعقد بموجب ميثاق الجامعة العربية. واعلن وزير الاعلام طارق متري في ختام الجلسة التي عقدت في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان، واستمرت خمس ساعات ان «مجلس الوزراء اتخذ موقفاً لجهة الاسراع بعقد قمة طارئة». وقال ان بلاده «تأمل أن تكون القمة المقترحة توافقية، تصوغ موقفاً عربياً موحداً». وكان وزير الخارجية فوزي صلوخ قد ذكر ان اتصالاً تم بينه وبين وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة. وأفاد بأنه تبلغ منه أن قطر ستدعو الى قمة عربية استثنائية تعقد في الدوحة الجمعة المقبل.

وفي رام الله، أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، ان الرئيس محمود عباس تلقى دعوة لحضور القمة.. ورحب بها. وقال أبو ردينة «إن الموقف الفلسطيني الدائم هو مع وحدة الصف العربي، ووحدة الموقف من اجل وقف العدوان في هذه الظروف الصعبة». وأكد ان عباس جاهز لحضور أية قمة عربية، وهو مع اي جهد عربي حقيقي لوقف العدوان. وأضاف ان «المطلوب موقف عربي.. والرئيس ابلغ الجميع إننا مع أي لقاء عربي في قطر او الكويت، او أي مكان يختاره العرب، لأننا نرى في الموقف العربي الجماعي، قوة للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير، ويساعد الجهد الفلسطيني للحصول على وقف إطلاق نار سريع وفوري في قطاع غزة».

وأعلنت الجزائر مشاركتها في القمة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن «مصدر مطلع» أن الجزائر ستكون حاضرة في الاجتماع. وينتظر أن يلتحق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالدوحة مساء الخميس، وسيمدد إقامته في الخليج، حيث سيشارك في القمة الاقتصادية العالمية المنتظرة في الكويت.

من جهته أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح، أن القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي ستستضيفها الكويت الأسبوع المقبل، «ستبحث الوضع في قطاع غزة». وأضاف «من المنطقي والطبيعي أن تكون غزة في قلب قمة الكويت، وأن القادة في لقائهم سيبحثون الوضع هناك، كما أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد يولي تطورات الأوضاع في غزة بالغ اهتمامه وعنايته، ويتطلع إلى لقاء إخوانه للبحث في السبل التي من شأنها وضع نهاية سريعة لمعاناة وآلام الأشقاء في غزة، وسوف يعكس سموه ذلك في خطابه الافتتاحي للقمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية».

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الكويتي، بعد يوم واحد من تأكيدات أطلقها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بعد غد الجمعة في الكويت، لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي المحتلة والخطوات الواجب اتخاذها عربيا، للتعامل مع عدم الانصياع الإسرائيلي لقرار مجلس الأمن.