حماس: وضعنا تصورا تفصيليا حول العناوين التي احتوتها المبادرة المصرية

اتصالات وتحركات مصرية مكثفة مع أطراف دولية وإقليمية وأنباء عن قرب وقف إطلاق النار

شباب فلسطينيون يبكون اقرباء لهم قتلوا في العدوان الاسرائيلي في بيت لاهيا شمال غزة امس (رويترز)
TT

في الوقت الذي تواصلت فيه الاتصالات المصرية المنفردة مع الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة بالصراع في الشرق الأوسط، بهدف تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني، تحدث وزير خارجية إسبانيا ميغيل موراتينوس أمس عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له للمرة الثانية خلال 48 ساعة، «أن إسرائيل أكثر استعداداً الآن للوصول إلى وقف لإطلاق النار»، معرباً عن تفاؤله بما سمعه من تغير في موقف حركة حماس من المبادرة المصرية.

وقال صلاح البردويل القيادي بحركة حماس في مؤتمر صحافي في القاهرة إن المبادرة المصرية هي المبادرة الوحيدة التي عرضت على الحركة وتضمنت خطوطا عامة حول وقف إطلاق النار والهدنة والمصالحة، و«نحن لم نتطرق إلى بنودها، ولا نستطيع أن نغير أي بند فيها لأنها مقدمة من رئيس مصر، ولذلك وضعنا تصورا تفصيليا حول العناوين التي احتوتها المبادرة وهذا التصور يؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي وفتح المعابر وفك الحصار بشكل دائم. وقال إن الإسرائيليين سيقدمون للجانب المصري رؤيتهم أيضا، وستقوم مصر بمحاولة التوفيق بين الرؤيتين ونأمل أن تنجح الجهود المصرية للاتفاق على وقف إطلاق النار.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن وفد حماس طلب هدنة لمدة أسبوع، تقوم خلالها اسرائيل بسحب قواتها من غزة، وبعد ذلك يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم والبدء في موضوع الهدنة، والمصالحة الوطنية. وأعلنت إسرائيل انها سترسل عاموس جلعاد المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع الى القاهرة اليوم.

غير ان محمد نصر، عضو المكتب السياسي لحماس، وعضو وفد الحركة الى القاهرة، نفى ما تردد حول موافقة حماس على وقف اطلاق الصواريخ او وقف تهريب السلاح. وأكد في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» «ان هذا (الحكي) لا اساس له من الصحة»، موضحاً أن وفد حماس «بحث في القاهرة مع الإخوة بمصر ومع الوزير عمر سليمان وعلى مدار ثلاثة ايام وقف اطلاق النار». وأكد ان حماس رحبت وترحب بالدور المصري، ولكنها اختلفت على بعض النقاط في المبادرة، رافضاً الحديث عن هذه الاختلافات في وسائل الإعلام. ورداً على سؤال حول ما أعلنه الرئيس المصري من استعداد حماس لوقف إطلاق الصواريخ، قال «اننا منذ البداية لدينا استعداد لوقف اطلاق النار المتبادل ووقف اسرائيل للعدوان عن شعبنا وانسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة ورفع الحصار وفتح المعابر، بما في ذلك معبر رفح». واكد محمد نصر «ان هذا هو موقفنا ونصرّ عليه». واكد موقف نصر هذا احد قادة حماس في الضفة الغربية، وهو رافت ناصيف، إذ قال لـ«الشرق الاوسط» إن كل ما أعلن عن موافقة حماس غير صحيح، وان الموافقة مرهونة بالتجاوب مع تحفظات حماس. واكد ناصيف انه لا تزال هناك نقاط خلافية مع مصر، وان حماس بانتظار رد مصر التي ستنقل للاسرائيليين غدا كما يبدو موقف حماس ويتم نقاشه.

وتحدث مصدر مصري شارك في مباحثات المسؤولين المصريين مع وفد حماس، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عن تغير في موقف الحركة. وقال المصدر المصري لـ«الشرق الأوسط» إن حماس تجاوبت مع التحرك المصري لوقف نزف الدم الفلسطيني خلال المباحثات التي جرت معها على مدار الأيام الثلاثة الماضية. وأوضح أن مباحثات مكثفة جرت على مدى الأيام الثلاثة الماضية مع حماس، وأن الحركة تجاوبت مع التحرك المصري الهادف إلى وقف نزف الدم الفلسطيني، مؤكداً «أن مصر ستواصل جهودها واتصالاتها مع جميع الأطراف من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن». وصرح موراتينوس بأن الهدف من جولته الحالية في المنطقة يتمثل بشكل أساسي في المساهمة في نجاح المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس حسني مبارك، الأسبوع الماضي.

وأعرب موراتينوس عن شعوره بالتفاؤل إزاء فرص التوصل لوقف إطلاق النار في غزة قريبا.. «وقال إننا في انتظار تطورات إيجابية في هذا»، مشيرا إلى أن إحساسه بالتفاؤل يرجع في جزء منه لما لمسه من تطور في موقف حماس تجاه مبادرة الرئيس مبارك، وقال «إن أطرافاً دبلوماسية متعددة، ومنها الدبلوماسية التركية ساهمت في هذا الأمر».

وقال بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عقب لقائه الرئيس المصري «إن طلبه هو وقف فوري للعنف في غزة وإنهاء العمليات العسكرية الهجومية ووقف إطلاق الصواريخ من حماس فمن الواضح أن المدنيين هم الذين يعانون من تلك الهجمات العدائية، وهناك حاجة إلى تكثيف المفاوضات من أجل التوصل لإجراءات وضمانات للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم».

وحول ما إذا كانت هناك محاكمات ستجرى لمن شاركوا في تلك الجرائم ضد الإنسانية، قال الأمين العام للأمم المتحدة «لقد تم قتل الفلسطينيين وهناك العديد من القتلى والجرحى جراء العمليات العسكرية». وأضاف «تم تدمير ممتلكات للمدنيين والبنية الأساسية، وهذا أمر غير مقبول. والإسرائيليون قتلوا أو جرحوا بسبب صواريخ حماس. وأدين العمليات من جانب إسرائيل ولا بد أن يوقف الطرفان إطلاق النار، لذا فإني أطالب كل الأطراف بشكل قوي بوقف إطلاق النار بشكل فوري ولا يوجد لدينا وقت نضيعه». وحول ما إذا كانت إسرائيل قد منعت بان كي مون من الذهاب إلى غزة ومدى مصداقية الأمم المتحدة إذا كانت لا تستطيع إقناع الأطراف بتنفيذ قراراتها، قال مون «حاولت زيارة غزة بنفسي هذه المرة، ولكن الظروف لم تسمح لي بذلك، ولن أفصح عن تفاصيل مباحثاتي مع الحكومة الإسرائيلية ولكني ملتزم بشكل كامل». من جانبه، قال أبو الغيط إن قرار مجلس الأمن «ليس له طرق أو خريطة طريق للتوصل إلى وقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية نبتغيها جميعاً. وقد سبق قرار مجلس الأمن إطلاق مبادرة الرئيس مبارك، وهي مبادرة شاملة تحدد طبقاً لمراحل خطط تنفيذ وقف إطلاق النار». وأضاف «نحن الآن في اتصال مع الجانبين، وجانب من حماس، وهناك وفد من حماس موجود في القاهرة حالياً، ونطرح عليهم العناصر والتفاصيل المتعلقة بوقف إطلاق النار وكيفية فتح المعابر وتأمين الانسحاب الإسرائيلي؛ وهو أمر يسبق فتح المعابر لأننا لا نتصور أن يكون هناك وقف إطلاق النار وتبقى القوات الإسرائيلية داخل القطاع». وقال «سنتحرك بعد ذلك للمرحلة التالية التي تضم عنصرين؛ أولهما كيفية مراقبة وقف إطلاق النار والتزام اسرائيل بعدم القيام بعمليات عدوانية على القطاع وعدم القيام بالاستفزازات التي يمكن أن تؤدي إلى استرخاء الوضع على الأرض». وتابع «سننتقل بعد ذلك إلى مرحلة المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية لفتح الطريق أمام وضعٍ جديدٍ ونأمل تحقيق ذلك، ونحن نتحرك بأسرع وقت ممكن، وفي سباق مع الزمن، لأن أطفالنا في فلسطين يتم قتلهم». وأضاف «علينا أن نوقف آلة القتل الإسرائيلية العمياء، ونأمل أن تكشف الأيام القليلة القادمة عن حالة تطور جوهري في الموقف الذي تحدث عنه موراتينوس وزير خارجية اسبانيا».