دبلوماسيون أوروبيون يعدون لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة

اعتبروا المبادرة المصرية الحل الوحيد للأزمة والدور السوري ضروريا لمفاوضة «حماس»

فلسطيني يطلب النجدة وسط الدخان المتصاعد عقب احد الانفجارات التي تحدثها الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ب)
TT

بينما تتطور الاحداث العسكرية في غزة والمفاوضات الدبلوماسية في القاهرة بين ساعة واخرى، ينهمك دبلوماسيون اوروبيون في مهمة رسم تصورات لمرحلة ما بعد وقف اطلاق النار في غزة المرتقب. واكدت مصادر دبلوماسية من دول اوروبية عدة لـ«الشرق الاوسط» اجماع اوروبا على ان المبادرة المصرية تعتبر «الحل الوحيد» للتوصل الى وقف اطلاق نار، الا ان التفاصيل الاخرى المتعلقة بهذه القضية بقيت غامضة. وافاد دبلوماسي اسباني مطلع على ملف الشرق الاوسط ان «الجميع يعلم بان حل غزة سيتركز في مصر، رغم اهمية دور الدول العربية الاخرى». واضاف ان زيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس الى المنطقة تأتي ضمن «جهود اوروبية للتوصل الى اتفاق بين الاطراف المختلفة».

من جهته، قال دبلوماسي بريطاني ان «الموقف البريطاني واضح في المطالبة بوقف اطلاق النار منذ اليوم الاول، ونحن ندعم المبادرة المصرية لتنفيذ قرار مجلس الامن 1860» الذي رعته بريطانيا. وتعول اسبانيا على علاقاتها الجيدة تاريخياً مع سورية لتهدئة الاوضاع في غزة. وقال الدبلوماسي الاسباني: «نحن ندعم عودة سورية الى اللعبة والعمل على اقناع سورية بالتفاوض مع حماس لتكون اكثر عقلانية»، مشدداً على ان «سورية لا تريد توسيع نطاق الازمة ونحن على تواصل معها».

وحول تأثير الانقسامات العربية على الازمة الحالية بالاضافة الى التنافس الاوروبي للخروج بمبادرة تتوصل الى وقف اطلاق نار، قال دبلوماسي اوروبي: «الكل متفق على ضرورة وقف اطلاق النار وكل التحركات السياسية التي تصب في هذا المنحى جيدة ولكن، في النهاية الاسرائيليون لا يريدون التنازل ولو ذرة واحدة مما يصعب المواقف». واعتبر المصدر الاسباني ان «اسرائيل لن تنجز شيئاً من هذه العملية وصعبت دور الذين يريدون التوصل الى سلام في المنطقة». وتراقب عواصم اوروبية التحركات التركية البارزة لمواجهة الهجوم الاسرائيلي على غزة. واعتبر الدبلوماسي الاسباني ان «النشاط التركي الملحوظ في المنطقة في الوقت الراهن وقبلها في تسهيل المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية غير المباشرة دليل على عمل تركيا لتوثيق دورها في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مع الجفاء الذي لاقته من اوروبا». واضاف الدبلوماسي ان «انقرة ترسم لنفسها خريطة واضحة ليكون لديها دور إسلامي ودور في منطقة الشرق الأوسط مما قد يعني تراجع حماسها للانتماء إلى الاتحاد الأوروبي». ولفت الدبلوماسي البريطاني الى ان «الاوروبيين عبروا عن استعدادهم للعودة الى معبر رفح مثلما كان متفقا عليه في اتفاق عام 2005 وقد قلنا إننا مستعدون لدرس أي طلب من الأطراف المعنية للعب دور آخر». وأكدت مصادر دبلوماسية عدة أن دولا في الاتحاد الأوروبي تدرس المقترحات الممكنة لتكون جزءا من الحل المقبل.

ومن القضايا التي تتم مناقشتها في وزارات خارجية أوروبية هو مصير «حماس» وإذا كان سيتعين التعامل معها مستقبلاً. وعلى الرغم من أن الموقف الأوروبي الرسمي هو رفض التفاوض مع «حماس» إلى حين تنبذ العنف وتعترف بإسرائيل وبالاتفاقيات السلام السابقة، الا ان مصادر اوروبية من دول عدة قالت ان «حماس» مازالت قوة على الارض يجب اخذها في عين الاعتبار. وقال مصدر بريطاني: «الحقيقة ان (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس بات ضعيفاً وزاد ضعفه الآن»، مما يعني قوة حماس في المقابل. ولفت المصدر البريطاني الى ان «الضغوط الداخلية تزداد على السياسيين الاوروبيين، فرأي الشارع العام واضح في هذه المسألة والمعارضة الشديدة لما جرى في غزة بالاضافة الى مطالبات النواب في البرلمانات الاوروبية يعني انه علينا التعامل مع الازمة». واضاف: «علينا ان ننشط من اجل التأكد من دور اوروبي في معالجة الدمار السياسي والفعلي الذي لحق بغزة». واكدت مصادر اوروبية عدة على هذه النقطة وعلى تأثير مشاهد القتل والدمار الذي لحق بغزة على الرأي العام الاوروبي وزيادة المطالبات بالتوصل الى حل دائم بعد وقف اطلاق النار.