المقاومون يحبطون محاولات الجيش الإسرائيلي لاستدراجهم إلى المناطق المفتوحة

لم يتجاوبوا مع التحركات الاستعراضية للدبابات في مناطق مكشوفة

TT

بعد ظهر الأحد الماضي فوجئ الأهالي الذين يقطنون الأحياء الغربية من مخيم النصيرات وسط القطاع، القريبة من شاطئ البحر بصوت هدير ضخم يقترب منهم، حاول الناس معرفة ما حدث، فوجدوا أن رتلاً من الدبابات الإسرائيلية من طراز «ميركفاه 4»، التي تتمركز فوق موقع مستوطنة نيتساريم السابقة، تتجه على الطريق الساحلي صوب الطرف الجنوبي من المخيم، لكن ببطء ودون أن تطلق نارا، وعندما وصلت قبالة الفيللا التي كان يقيم فيها القيادي في حركة فتح محمد دحلان في المنطقة قفلت عائدة من حيث أتت، ثم ما لبثت أن عادت ثانية، وظلت تجيء وتروح وهكذا حتى حل المساء. مصادر أمنية فلسطينية أكدت لـ «الشرق الأوسط» أن ما قامت به الدبابات الإسرائيلية يشكل مثالا لتكتيك الاستدراج الذي يتبعه الجيش في مواجهة مقاتلي المقاومة، مشيرة الى أن هذا التكتيك نجح في السنوات الماضية في تصفية مئات المقاومين الفلسطينيين، حيث كان المقاومون يخرجون للعراء للتصدي للدبابات الإسرائيلية بمجرد ان يشعروا بانها تقترب من التجمعات السكانية، فتنهال عليهم طائرات الاستطلاع بدون طيار بالصواريخ. وتضيف المصادر أن الجيش الإسرائيلي هدف من استعراض الدبابات أمام المخيم الذي يضم عشرات الآلاف الى إغراء المقاومين للخروج للتصدي لها، في المناطق المفتوحة والمكشوفة قبالة البحر، ومن ثم يفسح المجال أمام طائرات الاستطلاع لاستهدافهم من الجو. وأشارت المصادر الى أن أحد أهم أهداف الحملة البرية الإسرائيلية على قطاع غزة هو استدراج المقاومين للمناطق المفتوحة بغية قتل أكبر عدد منهم، مؤكدة أن المقاومة تعلمت من أخطائها في الماضي وترفض «الانسياق للإغراء القاتل». وأعادت المصادر للأذهان عمليات التوغل التي كان يقوم بها الجيش الإسرائيلي في الأعوام 2005 و2006 و2007 التي كان يطلق على بعضها «صيد الأغبياء»، في إشارة إلى قدرته على استدراج المقاومين إلى المكان الذي يمكنه من قتل أكبر عدد منهم.

الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية نقلت عن مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية قولها إن هناك شعورا بخيبة الأمل يسود أوساط كبار الضباط في الجيش بسبب عدم استجابة المقاومين للاستدراج، مشيرة إلى أن المقاومين يرابطون في أنفاق وخنادق، وبين الأزقة في الأحياء السكنية، الأمر الذي يقلص قدرة طائرات الاستطلاع وطائرات الأباتشي على المس بهم. ويشير هؤلاء الضباط الى أن الهدف من اطالة أمد الحملة البرية على القطاع هو السعي الى استدراج المقاومين نحو المناطق المكشوفة، وذلك حتى يكون بالإمكان الإعلان عن جباية ثمن كبير من الفصائل الفلسطينية.

وتؤكد المصادر الأمنية الفلسطينية أن أهداف الجيش الإسرائيلي من فتح جبهات جديدة في المواجهة الحالية حول مدينة غزة وشمال القطاع لا تنحصر في محاولة تشتيث المقاومة، بل أيضاً الى محاولة استدراج المقاومين للمناطق المفتوحة، منوهة الى أن الجيش الإسرائيلي يحرص على فتح قطاعات مواجهة جديدة بالقرب من المناطق المفتوحة تحديداً.