الأسد: نعمل للتهدئة في غزة.. وتهريب السلاح من مصر يجب أن يتوقف في إطار حل أشمل

قال إن حماس تقبل الحاجة لوقف إطلاق نار قابل للاستمرار وأن مشاركتها ضرورية في أي محادثات سلام فلسطينية ـ إسرائيلية

TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن بلاده التي تستضيف عددا من الفصائل الفلسطينية، تعمل ما في وسعها للتوصل الى تهدئة في غزة، مشيرا الى ان دمشق تعمل مع بلدان كثيرة في هذا الاتجاه خاصة فرنسا، وان حماس قبلت الحاجة الى وقف للنار قابل للاستمرار. وقال الأسد، بحسب تلخيص للمقابلة منشور على موقع هيئة الاذاعة البريطانية، ان تهريب السلاح للفلسطينيين في غزة من مصر يتعين وقفه، ولكن ذلك ليس شرطا فوريا لإنهاء الاقتتال.

واعتبر الأسد وقف تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين في غزة من مصر، جزءا من «حل أشمل» للصراع في الشرق الأوسط، معربا عن تأييده لوقف تهريب السلاح في غزة وفق هذه الرؤية، وقال ما معناه إن ذلك ليس شرطا بالضرورة لـ«وقف فوري لإطلاق النار».

وأكد الأسد في لقاء تلفزيون «بي.بي.سي» إن سورية تفعل كل ما في وسعها للوصول إلى وقف لإطلاق النار، محذرا من أن العدوان الإسرائيلي على غزة «سيغذي التطرف والإرهاب في العالم العربي والإسلامي». ورأى أن «أثر الحرب أكثر خطورة من الحرب نفسها، إنه يبذر بذور التطرف والإرهاب في المنطقة». ودعا الأسد إلى إنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وقال إن إطلاق الصواريخ يجب أن يتوقف كذلك. وأضاف الأسد أنه لكي يتوقف المسلحون الفلسطينيون عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإنه يجب على إسرائيل الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار، وإنهاء حصارها لقطاع غزة. واعتبر ان فشل اسرائيل في احترام الاتفاقات السابقة لوقف اطلاق النار والالتزام بالسلام، يبرر المقاومة الفلسطينية. وتابع قائلا «اننا لم نحقق السلام بعد، واسرائيل لم تف بالتزامات عملية السلام منذ ان بدأت في عام 1991. واكد ان أية محادثات سلام فلسطينية ـ اسرائيلية، لكي تكون ناجحة، يجب ان تتضمن حماس، لأن لديها نفوذا وهذا هو الأهم، وبدون جلبها الى المفاوضات، فإنها لن تكون ناجحة.

وانتقد الأسد السياسة الداخلية الإسرائيلية، وقال إنها أفرزت حكومات ضعيفة غير قادرة على الإيفاء بعملية السلام، مضيفاً أن إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش، فشلت في لعب دور الوسيط المطلوب. متهما إسرائيل بعدم احترام وقف إطلاق النار، مضيفاً أن الهدف منه هو وقف قتل الفلسطينيين، وإنهاء حصار غزة. واعرب الأسد عن امله في ان ينخرط الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما بشكل مباشر في عملية السلام، فور توليه منصبه، مرحبا به لزيارة سورية.

وفي إطار التحركات الدبلوماسية الجارية، والتحضير لعقد قمة عربية طارئة، تلبية لدعوة قطر، زار دمشق محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أول أمس، والتقى الرئيس الأسد. وتركزت المحادثات على تطورات الأوضاع في غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وتم تأكيد أهمية «التحرك الدولي العاجل لوقف العدوان، وبلورة موقف عربي حقيقي يمنع تفاقم المأساة الرهيبة، التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ويحول دون إحداث الضرر بأمن واستقرار المنطقة».