زعيم المعارضة الصومالية يدعو إلىحكومة وحدة والتريث في انتخاب الرئيس الجديد

اختطاف مدرس مصري بولاية أرض الصومال.. والقوات الإثيوبية تواصل انسحابها تحت النار

TT

وصف زعيم المعارضة الصومالية الشيخ شريف شيخ أحمد، انسحاب القوات الإثيوبية من مقديشو بأنه خطوة أولية، يجب أن تشمل جميع أنحاء البلاد، وقال في تصريح أدلي به قبيل مغادرته القاهرة إن «الصومال دخل مرحلة جديدة، وعلى الأطراف الصومالية تحمل المسؤولية»، داعيا إلي تشكيل حكومة وحدة وطنية. وطالب الشيخ شريف، رئيس البرلمان الصومالي، الشيخ آدم مدوبي، بالتريث في مسعاه لانتخاب الرئيس الجديد، وانتظار توسيع البرلمان الحالي ليشارك الجميع في انتخاب الرئيس، وأضاف أن مرشحيهم لحصة المعارضة في مقاعد البرلمان جاهزون، وأن الرئيس الجديد سيتم انتخابه في جيبوتي. ودعا الشيخ شريف، جناح أسمره من المعارضة الصومالية إلى الانضمام إلي مساعي المصالحة الجارية. وكشف الشيخ شريف أن «هناك مساعي داخلية، وأخري خارجية لرأب الصدع بين أطراف المعارضة، وأن هناك مساعي أخري لشطب بعض الأشخاص والفصائل من قائمة الإرهاب، حتى لا يكون ذلك عقبة أمام جهود المصالحة». ولم يحدد الشيخ شريف من يقف وراء هذه المساعي, ومن بين الأشخاص المدرجين في قائمة الإرهاب الأميركية الشيخ حسن طاهر أويس، ومعظم قادة تنظيم الشباب وآخرون.

في هذه الأثناء تشهد مدينة بيدوا تحركات سياسية، تمهيدا للترتيبات المتعلقة باختيار الرئيس الجديد للصومال، وبدأت الهيئة البرلمانية المكلفة لتولي ملف انتخابات الرئيس اجتماعاتها اليوم في بيدوا، لرسم البرامج المتعلقة بالانتخاب.

وفي العاصمة مقديشو أخلت القوات الإثيوبية اليوم أيضا مزيدا من مواقعها، وانسحب الجنود الإثيوبيون من «القرية الرياضية» التي تضم الاستاد الرئيسي لكرة القدم، وتقاطع «علي كيمن»، وقاعدة عسكرية بغرب العاصمة ومناطق أخري. وفي الوقت الذي بدأ الإثيوبيون بالتحرك للانسحاب من تلك المواقع، شن المقاتلون الإسلاميون هجمات متزامنة علي القوات الإثيوبية، لكن القوات الإثيوبية واصلت انسحابها، وقامت بقصف مكثف للمناطق التي انسحبت منها، وسوق البكارو أيضا، كما تعرض القصر الرئاسي لقصف مكثف من قبل المقاتلين الإسلاميين. وقد استولت مليشيات إسلامية مختلطة علي المواقع التي انسحبت منها القوات الإثيوبية، وأخذ بعضها أنصار الشيخ شريف، والبعض الآخر استولي عليها أنصار الشيخ حسن طاهر أويس، وظهر الشيخ عبد القادر علي عمر، نائب الشيخ شريف، وكذلك يوسف سياد مسؤول الدفاع في تحالف المعارضة في أماكن مختلفة من المواقع التي انسحب منها الإثيوبيون.   وشهدت مناطق واسعة من العاصمة قصفا متواصلا من كل من المقاتلين الإسلاميين والقوات الإثيوبية المنسحبة، ولم يتوقف هذا القصف لأكثر من 5 ساعات، ويركز المقاتلون الإسلاميون قصفهم العشوائي علي القصر الرئاسي فيما يأتي الرد من القوات الإثيوبية بشكل أعنف، بحيث تضرب بصورة عشوائية، وسقطت عشرات القذائف علي سوق البكارو، الذي أغلق أبوابه، وحصيلة القتلي والجرحي غير معروفة بعد. علي صعيد آخر اختطفت مليشيات مسلحة مجهولة مدرسا مصريا في مدينة «برعو» بولاية أرض الصومال، واختطف المسلحون المدرس محمد مصطفي إبرهيم حاوي، بين منزله والمسجد القريب، وأخذوه بسيارة كانوا يستقلونها واقتادوه إلي وجهة مجهولة. وهذا الحادث هو أول حادث اختطاف في هذه المدينة، كما أن المدرس المصري هو الأول من المصريين المقيمين في الصومال، الذي يتعرض لحادث اختطاف، وكان المدرس المختطف يقيم مع 6 مدرسين آخرين، كانوا يدرسون في معهد ثانوي في مدينة برعو منذ سنوات طويلة، بعضهم أقام في المدينة لمدة 14 عاما، لكن المدرس المختطف جاء قبل 4 أشهر فقط، وذكرت السلطات الأمنية في إقليم أرض الصومال أنها تبحث الآن عن مكان تواجد الرهينة وهوية الخاطفين، وأشارت معلومات أولية من الشرطة أن الخاطفين من سكان مدينة برعو، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن حادث اختطاف المدرس المصري.

وفي القاهرة قالت مصادر إن المدرس المصري اختطف فيما كان ذاهبا لأداء صلاة العشاء مساء أمس الأول (الثلاثاء) بأحد جوامع مدينة برعو عاصمة إقليم توغدير بجمهورية ارض الصومال المتمتعة بشبه الاستقلال الذاتي، حيث استوقفته مجموعة من المسلحين ثم اقتادوه إلى مكان آخر بواسطة مركبة كانت في حوزتهم بصورة «شبه سلمية» في تلك المنطقة التي يخيم عليها الهدوء والكائنة بشمال غربي البلاد، كما أبلغ محافظ إقليم توغدير وكالة الأسوشيتد برس الأميركية أمس (الأربعاء).

وقد فتحت الشرطة المحلية تحقيقا في الواقعة وبدأت السلطات الأمنية التابعة للسلطة المحلية في تلك المنطقة المتمتعة بما يشبه الحكم الذاتي عملية تفتيش واسعة لضبط الخاطفين، كما قال قائد شرطة أرض الصومال. وقال السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية والهجرة والمصريين بالخارج، «لا يوجد تعليق على هذه الواقعة». وأشار خلال اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى أن السفير الصومالي بالقاهرة عبد الله حسن أبلغ وزارة الخارجية المصرية بتلك الحادثة ولكن «ليس لدينا تعليق رسمي في هذا الشأن».

جدير بالذكر أن عصابة يقدر عدد أفرادها بنحو 15 قرصانا صوماليا خطفوا سفينة تجارية مصرية تقل حمولة زنتها ستة آلاف طن من سماد اليوريا دون مقاومة قبالة السواحل اليمنية ثم اقتادوها إلى منطقة «عييل» الواقعة في إقليم «أرض البونط». وتبذل السلطات المصرية جهودا مضنية للإفراج عن السفينة وطاقم ملاحيها الـ28 فيما يطالب القراصنة بفدية قدرها خمسة ملايين دولار. وقال القبطان عبد الرحمن سليم العوا رئيس شركة «نيو مارين» المالكة للسفينة المصرية المخطوفة «بلو ستار» لـ«الشرق الأوسط» إنه أجرى اتصالا بطاقم السفينة ظهر أمس (الأربعاء) وأبلغ ربانها محمود كامل سويدان مخاوفه من أن تطول حبال التفاوض مع الخاطفين، وطالبه بمساعدة فريقه من البحارة على الاحتفاظ برباطة جأشهم لما بلغه من مداهمة أحاسيس نفسية أليمة جراء مشاعر الاغتراب والأسر.