أوباما يسير على خطى لنكولن.. ويدعو إلى استقلال جديد

قال إن بوش رجل جيد يحب بلاده ولكنه اتخذ خيارات سيئة

الرئيس الاميركي المنتخب وزوجته وبعض المرافقين خلال انتقالهم من ويلمنغتون الى بالتيمور امس في الطريق الى البيت الابيض (أ ف ب)
TT

سار الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما أمس على خطا سلفه ابراهام لنكولن قبل اكثر من مائة وخمسين سنة، فاستقل القطار من مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، حيث وقع الأباء المؤسسون على اعلان الاستقلال، الى واشنطن، وسلك بذلك الطريق نفسه الذي سلكه الرئيس الذي أنهى الحرب الاهلية والعبودية، عندما استقل قطارا قديما وانطلق من المدينة التي كانت عاصمة اميركا الاولى. وقبل ان يستقل اوباما القطار، القى خطابا تعهد فيه ببداية عهد «تغيير» جديد، مثمنا فعل لنكولن، عندما اعلن نهاية تجارة وامتلاك السود، حتى أنه دعا الى اعلان «استقلال جديد» للتحرر من الطائفية وضيق الافق والايديولوجيات.

ونقل اوباما عبارات قالها الرئيس لنكولن، وايضا عبارات من اعلان الاستقلال الاميركي الذي وقع في فيلادلفيا في صيف عام 1776. وقال اوباما ان الآباء المؤسسين «خاطروا بكل شيء، وبدون ضمان اي شيء، بارواحهم واموالهم وشرفهم المقدس، وذلك من اجل مجموعة مبادئ ظلت الى يومنا هذا، تنير العالم: نحن متساوون، وحقوقنا في الحياة والحرية والبحث عن السعادة ليس مصدرنا القوانين التي نضعها، ولكن قوانين خالقنا، الحكومة من الشعب، وبالشعب، وللشعب».

وعندما القى اوباما خطابه في المدينة التاريخية، كانت تقف الى جواره زوجته ميشيل، وحياها الحاضرون بمناسبة عيد ميلادها الخامس والاربعين. وانتقل اوباما بعدها بالقطار في رحلة تمتد طوال مائة واربعين ميلا، بصحبة عائلته ومستشاريه، اضافة الى اربعين شخصا كان قد قابلهم خلال الحملة الانتخابية، ومؤخرا، دعاهم لاستغلال فترة رحلة القطار ليتناقش معهم في المواضيع التي تهمهم.

وبالاضافة الى العبارات التاريخية والحماسية، تحدث اوباما عن الكارثة الاقتصادية التي تواجه اميركا والعالم، وقال: «اعرف ان التحديات الاقتصادية الكبيرة لن تختفي سريعا. ستكون هناك بدايات خاطئة، ولحظات فشل، وتوتر، وخيبة. وسيطلب منا ان نصبر، رغم اننا سنعمل في عجل». وعن حربي العراق وافغانستان، قال: «نريد من واحدة ان تنتهي نهاية مسؤولة، ومن الثانية ان تخاض في حكمة». واشار ايضا الى وجوب تخفيض اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد، ووجوب بذل جهود اكثر لنظافة البيئة. وقال: «نحن هنا اليوم، ليس فقط لتقديم الولاء والتحية للآباء المؤسسين وللابطال الاوائل، ولكن، ايضا، لمواصلة العمل الذي بدأوه».

والقى اوباما الخطاب في القاعدة التذكارية التاريخية في فيلادلفيا حيث وقع الأباء المؤسسون اعلان الاستقلال. وعندما هم بركوب القطار، القى كلمة قصيرة قال فيها: «نحتاج الى اعلان استقلال جديد، استقلال من الخلافات العقائدية والمناقشات الضحلة». ورغم برودة الطقس، وقف اوباما في خلفية آخر عربة في القطار ليحيي المواطنين الذين وقفوا على جانبي الخط الحديدي. وبسبب برودة الطقس، وخوفا على ارواحهم، طلب منهم رجال الامن والشرطة ان يقفوا في نقاط معينة. وبقي آخرون في سياراتهم وخرجوا لاستقبال القطار عند مروره بتقطاعات الطرق، وفوق الكباري، وداخل الانفاق.

غير ان اهم محطة للقطار كانت وليمنغتون في ولاية ديلاوير حيث كان نائب الرئيس جو بايدن في الانتظار فخلال ثلاثين عاما في الكونغرس، كان بايدن يستغل القطار كل صباح الى واشنطن لحضور جلسات الكونغرس، ثم يعود بالقطار عند نهاية اليوم. ووقف القطار لفترات طويلة، ايضا، في كليرمونت (ولاية ديلاوير) وبولتيمور (ولاية ماريلاند). وفي الاخيرة، خاطب اوباما اكثر من مائة الف شخص احتشدوا في الميدان العام، رغم برودة الطقس، ووصل الى واشنطن العاصمة بعد غروب الشمس.

وكان أوباما قد قال في مقابلة أول من أمس إن الرئيس الاميركي جورج هو «رجل جيد» ولكنه ارتكب اخطاء. وأشار الى ان الولايات المتحدة ستعاني بعد انتهاء ولايته من نتائج «خياراته السيئة». وقال اوباما في مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية «سي ان ان»: «أعتقد ان بوش رجل جيد يحب عائلته وبلاده واعتقد انه اتخذ افضل القرارات التي استطاع ان يتخذها في ظروف بالغة الصعوبة»، وأضاف: «هذا لا يعني انني اتراجع عن تصريحاتي باننا قمنا في السنوات الاخيرة بمجموعة من الخيارات السيئة وسنرث عواقب هذه الخيارات السيئة».