الصومال: استمرار التضارب حول مكان جلسة البرلمان لانتخاب رئيس جديد

احتمال نقل جلسة البرلمان إلى جيبوتي بسبب انعدام الأمن في بيداوة

صوماليون يعودون إلى منازلهم في العاصمة مقديشو أمس بعد انسحاب القوات الإثيوبية (أ. ب)
TT

قبل 8 أيام فقط من الجلسة التي من المقرر أن يعقدها البرلمان الصومالي في السادس والعشرين من الشهر الجاري لانتخاب رئيس السلطة الانتقالية في الصومال خلفا للرئيس الصومالي المستقيل عبد الله يوسف، لا يعرف أي من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 275 عضوا على وجه التحديد مكان انعقاد الجلسة المرتقبة في إشارة إلى طبيعة الفوضى السياسية والأمنية في البلاد.

وقال برلمانيون صوماليون تحدثوا أمس لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة الكينية «نيروبي» ومن مدينة «بيداوة» جنوب الصومال إنهم في حيرة من أمرهم بشأن المكان الذي يتعين عليهم التوجه إليه لانتخاب الرئيس الجديد.

وأوضح هؤلاء أن ثمة تضارب في تصريحات مسؤولي الأمم المتحدة ومنظمة دول الإيقاد بشأن الذهاب إلى جيبوتي المجاورة، بينما يرى معظم أعضاء البرلمان إمكانية عقد جلسة انتخاب الرئيس في «بيداوة» التي تقع على بعد 24 كيلومترا جنوب العاصمة الصومالية مقديشو.

ونفى الشيخ عدن مادوبي القائم بأعمال الرئيس المؤقت ورئيس البرلمان في الصومال «الشرق الأوسط» أي نية لنقل الجلسة إلى جيبوتي، وقال قبيل توجهه بشكل مفاجئ إلى نيروبي في طريقه إلى الكويت للمشاركة في أعمال القمة الاقتصادية العربية هناك إنه لا صحة مطلقا لما ردده مسؤولون في الاتحاد الأفريقي بالإضافة إلى أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الصومال، بأن جلسة البرلمان ستنتقل إلى جيبوتي بسبب انعدام الأمن في بيداوة.

ودعا مادوبى جميع أعضاء البرلمان الصومالي للعودة إلى مقره في أسرع وقت ممكن للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس وممارسة مهام عملهم الدستورية.

وأضاف مادوبى نحن من نقرر متى وأين سيجتمع البرلمان وليس أي جهة أخرى ولن نسمح بأي وصاية على قرار البرلمان في هذا الخصوص؛ في إشارة على ما يبدو إلى الاتحاد الأفريقي وبعض كبار مسؤوليه.

وأربكت بيانات صادرة عن الاتحاد الأفريقي من مقره في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ومبعوث الأمم المتحدة في نيروبي أعضاء بالبرلمان الصومالي خاصة أنها أعلنت أن الاختيار وقع على جيبوتي لاستضافة جلسة البرلمان المقرر عقدها في السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وتقدم ستة مرشحين حتى الآن فقط لخوض المنافسة على منصب الرئيس الانتقالي من بينهم رئيس الحكومة الحالي العقيد نور عدي وسلفه علي محمد جيدي ووزير الداخلية السابق محمد جعمديري ويوسف الأزهري وطاهر جبريل ميريل مستشارا الرئيس السابق عبد الله يوسف وأكاديمي صومالي يعيش في السويد.

يشار إلى أن الشيخ شريف شيخ أحمد زعيم جناح جيبوتي المنشق على تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له قد أخفق في إقناع الولايات المتحدة والأمم المتحدة بتأجيل الاستحقاق الرئاسي المرتقب في الصومال.

وقالت مصادر صومالية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الشيخ شريف الذي اجتمع مؤخرا في العاصمة الكينية نيروبي مع كل من السفير الأميركي وأحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة لدى الصومال على مأدبة عشاء خاصة، لم ينجح في إقناع الجانبين بانتظار استكمال مفاوضات جيبوتي للسلام.

ويسعى شريف الذي فقد رئاسته لاتحاد المحاكم الإسلامية وتحالف أسمرة إلى ترشيح نفسه للمنافسة على خلافة الرئيس الصومالي المستقيل عبد الله يوسف، لكنه يصر في المقابل على أنه من دون توسيع عضوية البرلمان إلى الضعف فان فرصته للفوز بالمنصب تبقى محدودة.

وأبلغ سمير حسني مسؤول ملف الصومال في الجامعة العربية «الشرق الأوسط» أن الجامعة العربية تلقت رسائل واتصالات من عدد من أعضاء البرلمان الصومالي يطالبون خلالها بنقل جلسة البرلمان المقررة في معقل السلطة الانتقالية بمدينة «بيداوة» الجنوبية إلى أماكن أخرى طلبا للأمن بعد تزايد حالات القتل والخطف للبرلمـانيين الصوماليين.