موريتانيا: ارتياح سياسي لتجميد العلاقات مع إسرائيل.. ومطالبة بقطعها

«قاعدة المغرب الإسلامي» تهدد بضرب سفارة إسرائيل في نواكشوط

TT

ثمنت قوى سياسية عديدة في موريتانيا خطوة تجميد العلاقات الموريتانية ـ الإسرائيلية، ووصفوها بالهامة، وطالب بعضهم بقطع هذه العلاقات.

ودعا حزب «تكتل القوى الديمقراطية»، أكبر أحزاب المعارضة، الشعب الموريتاني، إلى مواصلة ما وصفه بهبته التاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني «حتى يتوقف العدوان، وتنتهي كل علاقة بين موريتانيا والكيان الإسرائيلي». ومن جهته شدد رئيس «الحزب الموريتاني للتغيير» صالح ولد حنن، على ضرورة إنهاء هذه العلاقات، وطالب رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، بالإسراع في قطعها نهائيا، ووصف قرار التجميد «بالمنسجم مع موقف الشعب الموريتاني الرافض لأي شكل من أشكال العلاقات مع هذا الكيان».

وذكر المتحدث باسم البرلمان سيدي محمد ولد محمد، أن قرار التجميد يعكس استجابة قادة موريتانيا الجدد لمطالب الشعب الموريتاني، الذي أجمع بمختلف أطيافه وفئاته على ضرورة طرد السفير الإسرائيلي من نواكشوط، ووقف أنواع الاتصال الدبلوماسي مع إسرائيل. ويتوقع مراقبون أن تسهم هذه الخطوة في امتصاص الجبهة الداخلية المناوئة لانقلاب السادس من أغسطس (آب) الماضي. وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن تشكيلات سياسية عدة ومنظمات أهلية ونقابات، تعد لحفل استقبال شعبي ضخم عند عودة الجنرال ولد عبد العزيز إلى نواكشوط، تثمينا لقراره بتجميد العلاقات الموريتانية ـ الإسرائيلية، الذي اتخذ أثناء مشاركته أول من أمس في لقاء الدوحة. وسيتم حشد الآلاف من الموريتانيين أمام البوابة الكبرى بقاعة الشرف بمطار نواكشوط الدولي، حيث سيخرج عبد العزيز مع الوفد المرافق له.

وكانت نواكشوط شهدت على مدى الأسبوعين الماضيين سلسلة مظاهرات عنيفة احتجاجا على ما يجرى في غزة، شاركت فيها مختلف القوى السياسية من أغلبية ومعارضة، وتبنت نفس الموقف الداعي لإنهاء هذه العلاقات التي أبرمها الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطائع سنة 1999. وأسفرت هذه الاحتجاجات عن سقوط عشرات الجرحى في صفوف المتظاهرين وعناصر شرطة مكافحة الشغب، وتم إحراق آليات تابعة للأجهزة الأمنية، مما دفع وزير الداخلية محمد ولد معاوية، إلى الإعلان عن نيته ملاحقة من وصفهم بـ«أصحاب النوايا السيئة، الذين يدفعون الشعب للقيام بأعمال شغب»، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي.

من جهة ثانية أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عزمه استهداف سفارة إسرائيل في موريتانيا، وحرض أنصار التيار السلفي الجهادي في المنطقتين؛ المغاربية والعابرة للساحل، على ضرب المصالح الأميركية والأوروبية، انتقاما لما يجري في قطاع غزة.

ونشر التنظيم أمس، على شبكة الإنترنت، شريطا صوتيا، مدته 15 دقيقة، لقائده عبد المالك دروكدال، يشدد فيه على لهجة التهديد ضد المصالح الغربية والإسرائيلية بالمنطقة، وضد الأنظمة التي اتهمها بالعمل على «الحؤول بيننا وبين نصرة إخواننا في غزة». ودعا دروكدال المعروف حركيا باسم «أبو مصعب عبد الودود»، المنتمين للتيار السلفي في المجتمع الموريتاني، إلى التمرد على النظام الحاكم، والضغط عليه لقطع العلاقات مع إسرائيل. ولم يتضح ما إذا كان الشريط أعد قبل أو بعد إعلان موريتانيا أول من أمس تعليق علاقاتها مع إسرائيل.

وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، استهدف في فبراير (شباط) 2008 السفارة الإسرائيلية في موريتانيا بالمتفجرات، مما أسفر عن إصابة موظفين بالسفارة، يتحدران من جنسية فرنسية. وتم جرح أشخاص كانوا داخل ملهى قرب السفارة. وتمت الاستعانة بسلفيين جهاديين من موريتانيا لضرب الممثلية الدبلوماسية. وشن التنظيم نهاية 2006 هجوما بالمتفجرات على موظفي شركة أميركية، بالضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية أسفر عن مقتل شخصين. وفي تصعيد غير مسبوق ضد الأهداف الغربية في المنطقة، دعا دروكدال من سماهم «شباب المغرب الإسلامي» إلى مساعدة أفراد التنظيم لشن هجمات واسعة على مصالح إسرائيل والدول الغربية في دولٍ حددها الشريط، في صور بثها مع التسجيل الصوتي، وهي بلدان المغرب العربي، ودولتان في الساحل هما النيجر ومالي. وأرفق التنظيم التسجيل بصور عن قتلى وجرحى العدوان على غزة، مأخوذة من قناة فضائية عربية. وأبدى دروكدال (39 سنة) رغبة رجاله في «التواجد حاليا في غزة للذود عن أهلينا وأطفالنا، لكنها الأنظمة التي تحول بيننا وبينكم». وأضاف «إننا قادمون لنحطم الحواجز.. ولن ندخر جهدا لنصرتكم».