قبائل البدو في سيناء تنبذ خلافاتها الداخلية مع بدء القصف على غزة

سارعوا في تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني

TT

تراجعت حدة التوتر الشديد، الذي كان يسود مناطق القبائل بسيناء، سواء بين بعضها البعض أو بينها وبين أجهزة الأمن، بسبب القصف الإسرائيلي لغزة، الذي جعل الجميع في خندق واحد ولسان حالهم يقول، «هناك حرب طاحنة على بعد أمتار منا وشظاياها طالت منازلنا».

«الكل مهدد»، هكذا تحدث الشيخ محمد المنيعي من كبار عواقل عشيرة المنايعة برفح، وهو نفس الرجل الذي رأس قبل أيام من الحرب على غزة مؤتمرا برفح المصرية لعرض مطالب البدو من الأجهزة الأمنية، بعد مصادمات عنيفة بين الجانبين قتل فيها ثلاثة من البدو، وأصيب عدد من رجال الشرطة الذين احتجزهم البدو ساعات.

ويقول المنيعي، «الوقت لا يسمح بوجود أي خلافات.. الوضع الحالي يستوجب تعاون الجميع من أجل هؤلاء (مشيرا إلى الجانب الاخر من رفح الفلسطينية) نحن نجمع لهم المساعدات والمعونات من جميع القبائل، ونقوم بإرسالها إلى معبر رفح لإدخالها إلى قطاع غزة».

ويضيف المنيعي، وهو أيضا ناشط حقوقي، أن خلافات القبائل مع أجهزة الأمن ستحل من خلال الحوار بين الجانبين، لدينا مطالب نعمل على تحقيقها، لكن الوقت ليس مناسبا بالمرة.

ويقول احمد أبو ذراع من قبيلة السواركة، ويعيش بقرية المهدية ويحظر بشكل يومي أمام معبر رفح لتقديم المساعدة في دخول المساعدات، «الكل نسي كل ما بينهم من خلافات، الأولوية الآن هي توصيل المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، فالوقت لا يسمح بالتفكير في أي شي سوى تقديم المساعدة، ومساندة قوات الأمن المصرية في حماية خط الحدود».

ويقول عبدالله جهامة رئيس مجلس قبائل وسط سيناء، أبناء سيناء جزء من مصر وهم دائما في خط المواجهة، ولديهم ولاء وانتماء شديد يجعلهم يشعرون دائما بالمسؤولية تجاه هذا الوطن وليس من الممكن أن يكون هناك حرب وقصف على مقربة منهم وهم يثيرون المشكلات.

ويضيف أن هناك هدوءا تاما بين جميع القبائل، سواء من ناحية خلافاتها في ما بينها أو حتى في علاقتها مع رجال الشرطة، على الرغم من التوتر الشديد الذي كان قبل نحو شهرين بالمنطقة.

ويتابع أن أبناء شمال سيناء هم أول من سارعوا الى تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني، حيث تبرعوا بنقل المعونات على حافلاتهم إلى معبر رفح بدون مقابل.

ويقول موسى البرميلي من قبيلة الرميلات ويعيش بقرية الطايرة، وكانت قبيلته قد دخلت في نزاع مع قبيلة الترابين قبل بداية الحرب على غزة بأيام، نحن نتفهم ما يحدث في قطاع غزة وتمت تنحية كل الخلافات القبلية جانبا.. الوضع في غزة كارثة على الجميع، أنا حزين جدا بسبب ما يحدث من عمليات قصف للمدنيين نشعر بها نحن هنا.

ويقول إن عددا من الوجهاء استغلوا فترة الهدوء هذه الأيام للتقريب بين المواقف البدوية لإنهاء الخلاف، الذي كان قد وقع مع قبيلة الترابين وهو الآن في طريقه للحل.