إسرائيل تعلن وقف الحرب من طرف واحد في الثانية فجر اليوم

أولمرت: حققنا أهدافنا وأكثر.. وحماس تلقت ضربة قاسية

فلسطيني يمر بإحدى المناطق المدمرة في رفح أمس (أ ب)
TT

في أعقاب جلسة مطولة لمجلس الأمن الوزاري المصغر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في ساعة متأخرة من مساء أمس، وقف الحرب على قطاع غزة من طرف واحد، وذلك تجاوبا مع طلب مصر التي دعت الى وقف فوري لوقف النار أمس. فابتداء من الساعة الثانية من فجر اليوم الأحد، لن تطلق إسرائيل النار.

وقال أولمرت إن القوات الإسرائيلية ستبقى بشكل مؤقت في المواقع التي احتلتها من قطاع غزة، وذلك لمتابعة تصرفات حماس، وجنبا الى جنب تواصل الجهود الدبلوماسية مع مصر ودول الغرب حول حقبة ما بعد الحرب، في ما يتعلق بفتح المعابر ومنع تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية وحول صفقة تبادل الأسرى، التي سيطلق بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

وعلل أولمرت القرار بالقول إن الأهداف التي وضعتها الحكومة والجيش لهذه الحرب قد تحققت وأكثر. فقد تلقت حماس ضربة قاسية لقدراتها العسكرية وضربة أخرى في قدرتها على الحكم ودمرت مصانع الأسلحة وقصفت مئات الأنفاق التي استخدمت لتهريب السلاح وقادة حماس مختبئون تحت الأرض والقوات الإسرائيلية تسيطر على غالبية بطاريات الصواريخ التي أطلقت منها الصواريخ على البلدات الإسرائيلية.

من جهة ثانية، هدد أولمرت انه في حالة عدم احترام حماس لوقف النار الإسرائيلي، سوف ترد إسرائيل بشدة وعنف وان كل الخيارات ستكون مفتوحة بما في ذلك الانتقال الى المرحلة الثالثة من خطة الحرب، ألا وهي إسقاط حكم حماس. وكان أولمرت قد اتصل هاتفيا بالرئيس المصري، حسني مبارك، قبل جلسة المجلس الوزاري المصغر وأبلغه انه سيطرح اقتراحا للتجاوب مع طلب مصر وقف النار. وشكره على جهوده وقال له إنه في أعقاب الأجوبة التي تلقتها إسرائيل من مصر حول ضمانات محاربة تهريب الأسلحة، أصبح بمقدور إسرائيل وقف النار. وإنه يأمل أن تمارس مصر نفوذها على الطرف الآخر (حماس) بأن يتجاوب مع وقف النار.

وقال اولمرت انه «اذا قرر اعداؤنا مهاجمتنا سيكون للجيش الاسرائيلي مطلق الحرية بالرد بقوة» على المهاجمين. واوضح انه «اذا أوقفت حماس هجماتها وقفا تاما، سنرى في اي وقت نغادر غزة».

وتوجه الى سكان غزة مؤكدا «اننا اردنا الدفاع عن اطفالنا، ونحن نشعر بالألم لكل طفل قتل من اطفالكم، وآلامكم رهيبة ونعرب لكم عن اسفنا». لكنه اتهم حماس بأنها «اخذت المدنيين رهينة من خلال اعمالها الارهابية من دون ان تأخذ هذه الالام في الاعتبار».

واكد اولمرت ان الجيش الاسرائيلي «قام بالكثير لتفادي المدنيين كما لم تفعل أي دولة اخرى»، مذكرا بأن الجيش سمح بصورة منتظمة بنقل مساعدة انسانية الى قطاع غزة.

وتابع اولمرت ان هذا الهجوم «عزز القدرة على ردع الذين يهددون اسرائيل». واعتبر ان «القدرات العسكرية لحماس قد اضعفت كثيرا». وقال ان «قادتها يختبئون. وقتل كثير من رجالها. وقصفت عشرات الانفاق. وتدنى اطلاق الصواريخ على اسرائيل. والامكنة التي اطلق منها معظم الصواريخ هي تحت سيطرة القوات الاسرائيلية».

من جهته اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان العمليات العسكرية ستستأنف عند الضرورة ضد حركة حماس في قطاع غزة. وقال «سنستأنف ونكثف العمليات عند الضرورة».

واضاف «نحن نوقف اطلاق النار ولكن لا يوجد اي ضمان بأن حماس ستفعل بالمثل. سيبقى الجيش في غزة طالما لزم الامر».

وجوبه القرار الاسرائيلي بوقف النار بالرفض من عدة أوساط اسرائيلية، حتى قبل صدوره، فقد عقد ذوو الجندي الاسرائيلي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط، مؤتمرا صحافيا طالبوا فيه بأن لا توقف اسرائيل الحرب قبل ان تضمن شيئا ايجابيا بالنسبة لمصير ابنها. وقال والده نوعم شاليط ان اسرائيل أثبتت في هذه الحرب انها قادرة على فرض قوة الردع على حماس. وعليها ان تدخل في مجال هذا الردع أيضا، خطف الجنود. كما طالبوا الحكومة بأن تأخذ بالاعتبار قضية شاليط في حال تغير الأوضاع وتوفر امكانية التوصل الى اتفاق تهدئة جديد، بحيث يطلق سراحه في اسرع وقت، وبحيث تعطي حماس اشارة جدية تدل على انه حي ويتمتع بصحة جيدة، قبل توقيع الاتفاق. وأطلق النائب جلعاد اردان من حزب الليكود المعارض، شرارة المعركة السياسية والانتخابية من كل الأحزاب ضد الحكومة بسبب وقف الحرب، فقال ان هذا القرار يعني ان الحكومة فرطت بالأسير جلعاد شاليط وأضاعت الفرصة لتوجيه ضربة قاضية لحركة حماس وذراعها العسكرية. ولكن الحكومة اتخذت قرارها بإصرار، ومن خلال قناعتها بأن هذه الطريقة هي الوحيدة المفيدة لاسرائيل في هذه الظروف، التي ستعيد لاسرائيل التأييد والتعاطف الدوليين. وفي هذا الاطار تلقى رئيس الوزراء الاسرائيلي، أمس، رسالة دعم في قرار وقف النار، وقعها 4 زعماء أساسيين في أوروبا هم، الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيسا الوزراء الايطالي، سلفيو برلسكوني، والبريطاني، غوردون براون، يؤكدون فيها تأييدهم لوقف النار حتى لو من طرف واحد ويتعهدون بالمشاركة في الجهود لمراقبة الحدود البرية وفي البحار حتى يمنع تزويد قطاع غزة بالأسلحة. ويؤكدون انهم سيقومون بهذا الدور بالتعاون مع مصر لما فيه مصلحة وأمن كل دول المنطقة وحماية المدنيين الاسرائيليين والفلسطينيين فيها. ولم يكتفوا بالرسالة، ففي ساعة متأخرة من مساء أمس، أعلن في تل أبيب ان ثلاثة منهم، ساركوزي وميركل وبراون، سيحضرون بأنفسهم الى اسرائيل اليوم، لكي يساندوا قادتها في قرارهم وقف النار ويؤكدوا للشعب في اسرائيل مباشرة انهم سيسعون لوقف تسلح حماس وتحريرهم من الصواريخ.