وزير الخارجية العراقي لـ «الشرق الأوسط»: قمة الكويت فرصة لإنهاء الانقسام العربي قبل الانقسام الفلسطيني

قال إنه يتوقع حوارا بين واشنطن وطهران يؤدي إلى تفاهم أو تصعيد

TT

اكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لـ«الشرق الأوسط» الحاجة الى مصالحة عربية ـ عربية قبل معالجة الانقسام الفلسطيني واعتبر قمة الكويت فرصة مهمة لتنقية الاجواء العربية حتى لا تؤثر الخلافات على العمل العربي المشترك واعترف بدور ايراني تركي في المنطقة نظرا لغياب الدور العربي متوقعا حوارا منفتحا بين ايران واميركا ولكن لفترة لا تزيد عن ستة اشهر يقيم بعده الاميركيون نتائج الحوار في اتجاه حسم الملفات العالقة مع طهران محذرا انه اذا لم تحل كل المشاكل سوف تشهد المنطقة تصعيدا خطيرا بين واشنطن وطهران. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، اعتبر وزير الخارجية العراقي ان العراق «رأى انه من الافضل الا يشارك في لقاء الدوحة والسبب اننا لا نريد تكريس الانقسامات العربية ـ العربية وقلنا ان قمة الكويت هي المكان المناسب لبحث هذا العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة» شارحا ان مشاركة نائب الرئيس طارق الهاشمي اجتماع الدوحة «كانت مقررة وكانت لديه دعوة الى الدوحة وتحولت القمة الى لقاء تشاوري وبالتالي رأى نائب الرئيس المشاركة في هذه القمة وبالتالي مشاركته لم تكن لاكمال النصاب». واعتبر ان «قمة الكويت، اذا شاركت فيها كل القيادات والدول ولم تحدث مقاطعات او اعتذارات او غيابات، يمكن ان تشكل فرصة للمصالحة والمصارحة والمكاشفة حول هذه المواقف».

وقال زيباري «العدوان (الاسرائيلي على غزة) وصل الى مراحله النهائية ولذلك لا بد من التفكير والبحث فيما يمكن عمله والقرار كان انه يمكن العودة الى مجلس الامن لتنفيذ قرار الوقف الفوري لاطلاق النار والانسحاب وفتح المعابر ورفع الحصار وبالتالي لابد من العمل بشكل مشترك لاعادة اعمار غزة خاصة ان قطر اطلقت صندوقا واضافة الى هذا موضوع فتح المعابر مسألة معقدة». وعن الرقم المخصص في الصندوق العربي لاعمار غزة، وهل وصل الى مبلغ 2 مليار دولار، قال زيباري ان الامر طرح وثمة كلام حول هذا الرقم ولكن ترك تحديده للقادة العرب. واعتبر زيباري ان «عددا من قرارات لقاء الدوحة يعد محل اتفاق هنا في قمة الكويت مثل محاكمة قادة اسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها في العدوان على غزة ووقف العدوان وتحميل اسرائيل المسؤولية ورفع الحصار وفتح المعابر، هذه كلها امور متفق عليها واتصور ان الخلاف سيكون حول مسألتين هما تجميد او انهاء مبادرة السلام والدعوة الى قطع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل على الاقل بالنسبة لمصر صاحبة مبادرة انهاء العدوان اذ كيف تنفذ مبادرتها في ظل قطع العلاقة مع اسرائيل وكذلك بالنسبة للاردن». وأمل وزير الخارجية العراقي الا تؤثر الخلافات على القمة العادية المقبلة في مارس المقبل. وعن دور تركيا وايران المتعاظم في المنطقة، قال زيباري «الدور بالفعل اكثر مما كان في السابق والسبب هو كما قلت هو غياب الدور العربي الذي بدا في العراق ثم لبنان ومؤخرا فلسطين وغزة». واضاف «انا من المؤيدين لحوار مع ايران على كل المستويات وسبق ان طرحت هذا الموضوع عدة مرات. ايران لها تأثير ونفوذ في المنطقة ولديها حلفاء في العراق ولبنان وفلسطين ودول اخرى وبلا شك انها دولة لها مصالحها وفي تقديري ان هذا العام سيكون مهما وسوف تكون هناك فتح قنوات جديدة للاتصال والحوار بين الادارة الاميركية الجديدة وايران في سبيل وقف تخصيب اليورانيوم ووقف البرنامج النووي وسوف تكون هناك تهدئة واضحة صريحة بين اميركا وايران الى مدة ستة اشهر واذا لم يحدث اي تفاهم سوف نشاهد تصعيدا خطيرا خلال النصف الثاني من العام».

وعن العلاقة مع واشنطن بعد توقيع الاتفاقية الامنية، قال وزير الخارجية العراقي ان «العلاقة مع الولايات المتحدة اصبحت مستقرة وقبل ايام عقدنا الاجتماع الاول للجنة التنسيق العليا بيننا وبين الفريق الاميركي التنسيقي واعضاء من الفريق الانتقالي لاوباما حتى نصل لعلاقة انتقالية منظمة وقد تلقينا تأكيدات من ادارة اوباما بانهم يؤيدون ويتفهمون هذه الاتفاقية وسوف يعملون على تنفيذها وهم ايضا اشاروا الى ان هذا العام بالنسبة لهم سيكون مهما وسيكون عاما لتقييم تواجدهم ومدى التقدم الذي يحرزه العراق تجاه المصالحة وفي اتجاه حل المشاكل الخلافية».

واضاف «الرسالة التي تسلمناها من نائب الرئيس المنتخب الذي زار العراق قبل فترة هي الاستمرار مع التأكيد بان الحكومة العراقية لابد ان تحقق مع اللجنة السياسية بخصوص المصالحة والانتخابات والمراجعة الدستورية ومسألة كركوك والحكم وهم سوف يراقبون الوضع والاداء الحكومي اكثر من السابق والادارة الاميركية الجديدة لديها ازمة مالية والحرب في افغانستان مازالت مشتعلة والصراع العربي الاسرائيلي والعدوان على غزة ولذلك لا نتوقع الاهتمام الاميركي بالوضع العراقي».