أسير فلسطيني: على قادة حماس أن يقتدوا بنصر الله.. ويعترفوا بأنهم أخطأوا

نائب في الكنيست: أسرى حماس في إسرائيل.. في ظروف أسوأ من معتقل غوانتانامو

TT

كشف عضو الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، الدكتور جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني، أنَّ الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي يقبعون في معسكر اعتقال يدعى «سديه تيمان» شمال غربي مدينة بئر السبع، في ظروف تزيد سوءا عن ظروف معتقل غوانتانامو الأميركي في القاعدة العسكرية الأميركية في كوبا. وقال زحالقة ان وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، أمر بفتح هذا المعسكر في الرابع من الشهر الجاري. وأضاف: «معظم المعتقلين هم من المدنيين، ووفق القانون الإسرائيلي فإن المعتقلين من غزة لا يعتبرون أسرى حرب لأنهم ليسوا جزءا من جيش نظامي لدولة ولا يعتبرون سجناء وفق قانون فك الارتباط الذي سنه الكنيست الاسرائيلي عشية إخلاء الجيش قطاع غزة. ويجري التعامل مع معتقلي غزة وفق قانون خاص هو (قانون المحاربين غير الشرعيين). كما تعاملت اسرائيل مع أسرى حزب الله. هذا القانون يحرم أسرى غزة من الحقوق المتعارف عليها بشأن الأسرى والسجناء».

وأضاف زحالقة أن مئات العائلات في غزة تبحث عن أبنائها ولا تعرف إن وقعوا في أسر الجيش الاسرائيلي أو قتلوا. وتوجه بطلب الى منظمة الصليب الأحمر والوزير باراك بالكشف عن أسماء الأسرى حتى يعرف أهالي غزة مصير أبنائهم. المعروف أن قوات الجيش الاسرائيلي تعتقل أكبر عدد ممكن من الشباب في غزة بغية الحصول على معلومات منهم. وقال زحالقة ان تحصيل المعلومات يتم بوسائل  الضغط والتعذيب، وإلابتزاز والمقايضة في مواجهة حماس. ورغم أن السلطات الاسرائيلية فرضت تعتيما حول الموضوع إلا أن المعلومات تدل أن هناك المئات من المعتقلين وأن السلطات الاسرائيلية اعتقلت بالجملة من هم فوق سن 16 عاما في المناطق التي احتلتها في غزة. وأعادت الكثيرين منهم الى غزة. فالجيش الاسرائيلي يعترف ان 12 – 15% فقط منهم يمكن اعتبارهم ناشطين فاعلين في حركة حماس.

وقد سمح الجيش لمراسلة صحيفة «معريب»، حين كوتس ـ بار لقاء بعض منهم، فقالت انهم يقذفون على رمال المعسكر بانتظار التحقيق وهم يرتعدون من البرد. عيونهم مغطاة وأيديهم مقيدة بالاغلال. أحدهم محمد أبو بكر الهيسي (52 عاما)، مقطوع إحدى اليدين. يسكن في مخيم اللاجئين جباليا ويعرف نفسه على انه ابن يافا، التي هجرها أهلها سنة 1948. يقول صراحة ان «اسرائيل فاجأتنا. اعتقدنا بأنكم ستقصفون من الجو. بعض الغارات وتكتفون. فما الذي أصابكم، لقد جننتم. فعلتم بنا كما فعل الزلزال في ايران أو التسونامي في آسيا. وبعد ذلك تستغربون كيف نكرهكم؟ نحن نعاني الأمرين من سياستكم. أنا انضممت لحركة فتح قبل أن تقوم حماس. همي أن أقتل اليهود الذين شردونا ويواصلون حرماننا من الوطن ومن الحياة الطبيعية».

اعتقل محمد اثر القاء القبض عليه جريحا خلال عملية تفجير في اسرائيل. سجن في اسرائيل 14 سنة. خرج من السجن وانضم الى حماس لأنه اعتقد انها أكثر جدية من فتح. ثم اقترب من الدين. وفتح مقهى، كان من زبائنه فيها اسماعيل هنية. لكن المقهى أفلس، فأصبح صيادا. وترك السياسة. وفي الحصار جاع مثل غالبية أهل غزة. ويقول: أنا ما زلت أحب حماس. هم أقوياء. ولكنهم ارتكبوا خطأ جسيما. قولي نحن أخطأنا. فأنا أيضا حماس. حسن نصر الله قال: لو كنا نعرف ان الرد الاسرائيلي سيكون بهذا الحجم لما تصرفنا هكذا. ونصر الله بطل. الاعتراف بالخطأ فضيلة. قلت لرجال حماس انه كان علينا ان نتصرف بشكل آخر. كنا يجب أن نقبل الوساطة المصرية أو أية وساطة أخرى ونتوصل الى تسوية. فالبلاد عندنا اليوم مدمرة. لقد عدنا الى أيام 1948. فقدنا كل شيء. نشعر اليوم كم نحن ضعفاء. أنا لست غاضبا على قادة حماس الذين هربوا وتركونا. فهذا طبيعي. ويقول الأسير الآخر، الذي لم تذكر الصحفية اسمه وعمره 21 عاما: «حماس قوية. في ظل حكمها بدأ يسود النظام. لا يستطيع أحد قيادة سيارة من دون رخصة. إذا وقع حادث طرق تأتي الشرطة. ولكن الناس يخافون. كنت ذات مرة واقفا بالدور فحاولت تجاوز الأشخاص أمامي، فضربوني وقالوا: (عد الى الوراء يا كلب). ولكن عندما جاء رجل حماس سمحوا له بالمرور قبل الجميع. وذات مرة شاهدتهم يطلقون الرصاص الحي على مواطن ليس عضوا في حماس. ولكن عندما بدأت الحرب اختفى رجال حماس. تركونا وحيدين».