تركيا: مقاطعة إسرائيل خطأ.. وبقاء قنوات الاتصال ضروري للتوصل إلى حل

مسؤول من حماس في اسطنبول: سنواصل القتال.. وأبو مازن ليس مخولا التفاوض باسمنا

TT

أكد وزير الخارجية التركي، علي باباجان، ان تركيا لا تريد تعليق علاقاتها مع إسرائيل بالرغم من انتقاداتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي على غزة، في حين قال مسؤول من حماس في اسطنبول ان الحركة لا تنوي وقف القتال مع إسرائيل وانها لا تعتبر الرئيس الفلسطيني مخولا إجراء أي محادثات سلام باسمها.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن باباجان قوله «نعتبر ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة امرا مهما. اذا كان علينا تسوية المشكلة فهذا سيتم عبر الحوار». وقال ان قطع العلاقات مع اسرائيل «لارضاء بعض الاوساط او باسم النزعة الشعبوية سيلحق الضرر بالمنطقة»، مقرا في الوقت نفسه بأن لهجة تركيا، الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة، حيال الدولة العبرية «باتت مختلفة عما كانت عليه في الماضي» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد دعت ايران وسورية كافة الدول الى قطع علاقاتها مع اسرائيل. وقررت قطر وموريتانيا الجمعة «تعليق» العلاقات مع الدولة العبرية.

وقال باباجان ان «وقفا ثابتا ودائما لاطلاق النار يستلزم موافقة كافة الأطراف المعنيين. ان وقفا احاديا لاطلاق النار لن يأتي بنتائج». وأضاف ان اطلاق حماس صواريخ على الأراضي الإسرائيلية غير مبرر لكن لا يمكن اعتبار حركة المقاومة الاسلامية «مجرد حركة مسلحة تضم آلاف الأشخاص» في اشارة الى ان حماس تحظى بدعم شعبي.

كما أكد باباجان أن بلاده قدمت عرضا قويا لطرفي الصراع في قطاع غزة. ونقلت صحيفة «حريت» التركية امس عن بابا جان قوله، فى لقاء مع شبكة «إن تي في» الإخبارية التركية أن «تركيا قدمت عرضا قويا للأطراف المعنية (في غزة) سيساعد في إقامة أرضية مشتركة» إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل عن هذا العرض.

غير أن الصحيفة اليومية قالت إن الاقتراح تضمن تشكيل «قوة مراقبة دولية» بقيادة تركيا لضمان تحقيق هدنة مستدامة إذا ما تم الاتفاق على وقف إطلاق النار. وقالت تركيا أيضا وفق الصحيفة إنه يجب رفع الحصار المفروض على قطاع غزة والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للقطاع.

من جانب آخر، أفادت وكالة انباء الاناضول ان القادة الاتراك دعوا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الى بذل مزيد من الجهود لوقف الهجوم الإسرائيلي العسكري العنيف على غزة.

وقالت الوكالة ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ابلغ بان خلال عشاء مغلق ان تركيا تود ان تقوم الامم المتحدة بدور اكثر فاعلية في تسوية النزاع في غزة.

وتابعت ان الامين العام للمنظمة الدولية سمع رسالة مماثلة من الرئيس التركي عبد الله غل الذي قال ان «المأساة في غزة تضر بمكانة الأمم المتحدة».

وكان بان وصل امس الى انقرة في زيارة قصيرة في اطار جولة اقليمية تهدف الى وضع حد للهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. ولدى وصوله تجمع مئات المتظاهرين قرب مبنى الامم المتحدة في انقرة منددين بالهجوم الإسرائيلي. وقدرت الشرطة بنحو 400 عدد المتظاهرين الذين دعوا الى «حل الامم المتحدة» واتهموها «بالتواطؤ مع اسرائيل».

وعلى مستوى المواقف، اعلن المتحدث باسم حماس، سامي ابو زهري، ان الحركة لن تستسلم ابدا وانها ستواصل القتال ضد اسرائيل. وقال ابو زهري في مؤتمر صحافي في اسطنبول ان حماس «لن تركع امام قوات الاحتلال ولن ترفع الراية البيضاء». وقال ابو زهري المقيم في سورية «سوف نواصل القتال رغم امكاناتنا المحدودة»، مضيفا «ماذا يتوقعون منا ان نفعل؟ هل نشاهد أولادنا يموتون؟ هل يريدوننا ان ننتظر الموت في منازلنا؟ هذا لن يحصل ابدا».

وأضاف «سوف نعتبر أي قوات مسلحة في غزة على انها قوات احتلال لكننا قد نقبل بمراقبين دوليين على معبر رفح»، معلقا «اذا كان هنالك أي تهريب للسلاح فأنه سيكون من مصر الى غزة». وشدد ابو زهري على ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس مخولا تمثيل حماس في أي محادثات للسلام. وقال «كيف نسمح لمحمود عباس بالقيام بذلك؟ لم يقدم حتى الآن سوى تنازلات». كذلك، أثنى ابو زهري على موقف تركيا التي ادانت الهجوم الإسرائيلي، قائلا «رئيس الوزراء التركي يرى الحقيقة التي فشلت في رؤيتها شعوب عربية».