لقطات الحرب

TT

* ليفني.. حمام بارد في عز الشتاء

* اللقاء مع الصحافيين المعتمدين في الولايات المتحدة، الذي أجرته وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، أمس، في نادي الصحافيين في واشنطن، فشل في هدفه لتجنيد الصحافيين وراء السياسة الإسرائيلية. لا بل إن لفني خرجت منه كما لو انها عبرت حمام ماء بارد في عز الشتاء. فقد قاطعها أحد الصحافيين وهي تدافع عن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وقال: هل جئت تخطبين هنا؟ أعطنا مجالا للأسئلة. وأضاف فورا: كل تقارير جمعيات حقوق الإنسان والأمم المتحدة الصادرة عن هذه الحرب، بما فيها تقارير لمؤسسات حقوق إنسان إسرائيلية تقول إنكم ترتكبون جرائم حرب. وحاولت الإجابة ببرود أعصاب وشيء من الاستهتار، فواجهها صحافي آخر قائلا: صرتم مثل زيمبابوي، تمنعون الصحافيين من الدخول الى غزة والعمل بحرية. وقاطعها ثالث: هل تعرفين أنك تمثلين دولة إرهاب؟

وتساءل رابع، موجها كلامه الى ادارة النادي: منذ متى تستضيفون إرهابيين في هذا النادي؟ وكاد اللقاء ينفجر بصدام، حيث أن حراس ليفني بدأوا يزمجرون غضبا ويقتربون من أولئك الصحافيين الذين «زادوا العيار» في تعابيرهم أمامها، لكن اللقاء اختصر وخرجت ليفني منه كالجريح في الحرب.

* بطل الحرب على غزة

* بسخرية مفرطة اختارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد آبي بنيهو، لتتويجه «بطلا بلا منازع» للحرب على غزة. وقد عدت الصحيفة «مناقب» بنيهو فقالت انه نجح في فرض حصار خانق على الصحافيين الإسرائيليين والأجانب بمنعهم من الدخول الى قطاع غزة ونشر قوات من الشرطة العسكرية على طول الحدود بين اسرائيل والقطاع وبإصدار أوامر تمنع الضباط من الكلام مع الصحافيين إلا بإذن مسبق وتكليف مجموعة من رجال الاستخبارات العسكرية بمهمة مراقبة الضباط حتى لا يخرق أحدهم الأوامر. وأرسل ممثلا عن مؤسسة الرقيب العسكري الى كل صحيفة إسرائيلية وكل وسيلة إعلام إلكترونية ولكل مكاتب وكالات الأنباء الأجنبية المعتمدة في اسرائيل. وراجع هذا الرقيب كل تقرير قبل صدوره وأعمل فيه المقص على هواه. وكشفت الصحيفة ان بنيهو لم يكتف بكل هذا، بل حرص على استخدام نفوذه الكبير في وسائل الإعلام الإسرائيلية ليؤثر على الصحافيين والمحررين والمنتجين حول كيفية النشر عن الحرب. وذكرت انه كان هو نفسه مراسلا عسكريا. ولكنه منذ سنوات التسعين الأولى من القرن الماضي وهو يشغل مناصب مسؤولة في عدة مواقع. فهو المستشار الإعلامي لوزراء الدفاع طيلة سنوات التسعين، وهو منذ سنة 2001 وحتى 2007 قائد ورئيس تحرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي. ومنذ السنة الماضية عمل ناطقا رسميا بلسان الجيش. وبحكم وظائفه السابقة أقام علاقات واسعة مع الصحافيين، بل ان قسما كبيرا من الصحافيين الذين يتولون مناصب مسؤولة في الصحافة كانوا من تلاميذه أو زملائه أو أصدقائه. وتعطي الصحيفة نموذجا لذلك وتكتشف ان من بين تلاميذه: 10 صحافيين (محررين ومنتجين ومراسل) في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي و10 آخرين في القناة العاشرة و6 في صحيفة «يديعوت أحرونوت» و3 في صحيفة «معريب»، وحتى في صحيفة «هآرتس» نفسها يوجد صحافيان من تلاميذه.

* جرحى حماس أيضا يستحقون العلاج

* في أعقاب المقابلات الصحافية التي أجرتها الصحافة الإسرائيلية مع عدد من الأطباء الفلسطينيين العاملين في مستشفيات غزة، والتي شكوا فيها باللغة العبرية من النقص في الأطباء وفي الأدوية وفي الأجهزة الطبية، قامت منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان» في إسرائيل بتجنيد حوالي 120 طبيبا وممرضة من سكان إسرائيل اليهود والعرب وسافروا على متن ثلاث حافلات كبيرة باتجاه غزة بغرض التطوع. وبالطبع، فقد اعترضت الشرطة الإسرائيلية طريقهم ومنعتهم من الاقتراب من الحدود مع غزة. وحضر الصحافيون والتهبت الأجواء. وراح الأطباء يهاجمون الحكومة وقيادة الجيش الإسرائيلي على جرائم الحرب ويطالبون بوقفها. وقد وجه الصحافيون الإسرائيليون سؤالا لإحراج الأطباء اليهود: «هل تذهبون الى مستشفى الشفاء وتعالجون الجرحى من حماس وهم الذين يقصفون البلدات اليهودية ويصيبون أولادنا بالجراح». فأجاب الطبيب داني فيلك، رئيس هذه المنظمة، والطبيب ران كوهن: «يحق لكل جريح أن يتلقى العلاج اللازم، أكان جنديا إسرائيليا أو جنديا من حماس».

* نتنياهو أيضا ضد جرائم الحرب.. ولكن

* أعلن رئيس حزب الليكود المعارض في إسرائيل، بنيامين نتنياهو، خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن من «واجب الإنسانية أن تتجند بكل قوتها ضد جرائم الحرب». وقبل يصحو بان كي مون من دهشته، أوضح نتنياهو أن «جرائم الحرب» التي يقصدها ليست تلك التي ينفذها الجيش الإسرائيلي بقصفه المدنيين الفلسطينيين، بل «جرائم حماس التي تستخدم الأطفال في الحرب ضد إسرائيل كدرع بشرية».