الرئاسة الفلسطينية: إتهام الرئيس بالمشاركة في اغتيال صيام كلام سخيف

أحد مستشاري عباس لـ«الشرق الأوسط» : حماس تريد أن تحكم غزة حتى لو أبيد كل شعبها

TT

وصلت الاتهامات المتبادلة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، الى حد خطير وغير مسبوق، واتهمت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتورط في اغتيال سعيد صيام، وزير داخلية حكومة حماس، الذي قتلته اسرائيل الخميس مع شقيقه وابنه ومسؤولي امن في حركة حماس في غارة شنتها على حي اليرموك في القطاع، وهو أرفع شخصية في الحركة تغتالها اسرائيل منذ 5 أعوام عندما اغتيل زعيم الحركة عبد العزيز الرنتيسي في منتصف نيسان 2004. واتهم صلاح البردويل، النائب في المجلس التشريعي عن حماس، ورئيس وفد الحركة إلى القاهرة، الرئيس الفلسطيني، بانه «متورط بشكل أساسي في اغتيال سعيد صيام والمشاركة في الحرب على غزة وإطباق الحصار على القطاع». وردت الرئاسة الفلسطينية بوصفها الاتهام، بانه «كلام سخيف» واكتفى نمر حماد مستشار عباس السياسي بالقول لـ«الشرق الاوسط»: «هذا كلام لا يستحق الرد». واعتبر حماد «انهم (حماس) مصرون بان يحكموا غزة حتى لو ابيد كل شعبها، وكل من يخالفهم يعتبرونه خائن». ويرى حماد ان حماس بهذه الاتهامات تحاول ان تقطع الطريق على اي مصالحة في المستقبل.

ويعتبر صيام، احد اشد خصوم حركة فتح والسلطة الفلسطينية، اذ كان مسؤولا عن قوات حماس التي هزمت فتح في معركة السيطرة على غزة منتصف عام 2007. وكانت فتح تتهمه بانه مسؤول عن قتل كثير من عناصرها في القطاع على يد القوة التنفيذية التي شكلها صيام عندما عين وزيرا للداخلية بعد نجاح حماس في الانتخابات التشريعية، عام 2006.

وقال البردويل، في تصريح للمركز الفلسطيني للإعلام، موقع حماس الرسمي، «إن عباس شارك في المعركة الأخيرة بعناصره الموجود في غزة الذين كانوا يدلون على بيوت حماس، وأبو مازن متهم بأنه مشارك في المعركة على الفلسطينيين عن طريق عملائه، وهو متورط بلا أدنى شك في اغتيال صيام وضبطنا مع العملاء قبل المعركة رسومات كروكية لبيوت «حماس» ومواقع الأنفاق لدى حماس ومكان تخزين السلاح واعترفوا لنا أن تلك المعلومات طلبت منهم من سلطة رام الله، وحددوا لنا أسماء الأشخاص التي سترسل لها المعلومات، وهم بالتالي يسلمونها لإسرائيل لتقوم الأخيرة بضرب أهدافنا وذلك عبر الاتفاق الأمني بين أبو مازن وإسرائيل». واعبتر البردويل ان «ابو مازن ليس طرفاً محايداً ولكنه طرف مشارك في الحرب على غزة». وفي الوقت الذي تقول فيه حماس ان ولاية الرئيس الفلسطيني انتهت، يعتقد البعض ان الحركة ممكن ان تقبل بالتمديد لعباس مقابل اتفاق وطني شامل، الا ان تصرحيات البردويل تكشف عن تصعيد كبير ضد الرئيس الفلسطيني، وكان موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس قال ان وقت الحساب سياتي مع ابو مازن. وقد كشف مصدر مسؤول في حماس لـ«الشرق الاوسط» بان الحركة لن تذهب نحو مصالحة مع عباس فقد انتهى دوره، ولن يعترف به، لكنها ستصالح حركة فتح.

ويرى مرقبون ان اتهام الرئيس الفلسطيني بانه مشارك باغتيال صيام، تطور كبير في العلاقة بين حماس وفتح، وله دلالات خطيرة، وقال المحلل السياسي هاني المصري، ان حماس تحاول ان تعاقب السلطة على موقفها من العدوان على غزة، لكنها تبالغ في العقاب باتهام ابو مازن بانه مشارك في اغتيال صيام». وبحسب المصري فان «حماس تريد ان تقطع الطريق على اي حوار مستقبلي مع عباس، وتريد ان تتقدم على طريق تمثيل الفلسطينين وقد حققت اول نصر في قمة قطر وكان يجب ان يذهب ابو مازن».

ويرى المصري ان حماس تضع ابو مازن بهذا الاتهام في خانة العدو وهذا يسمم الاجواء ويصعب كثيرا اي اتفاق او لقاء». وتابع، «حماس لن تقبل اصلا بطرح ابو مازن وسيرفضون مشاركة السلطة في غزة بدون ان يشاركوا هم في الضفة وفي المنظمة».

وقال المحلل السياسي يحيى رباح، ان هذا الاتهام للرئيس يكشف عن مأزق حماس، فالقتلى يتزايدون وتحت الانقاض هناك اكثر من الذي اعلن عنهم شهداء فوق الانقاض، ولا يوجد مقاومة الا في قناة الجزيرة».

ويرى رباح ان حماس تريد ان تقطع اي طريق لمصالحة ابو مازن وهي غير مستعدة للاتفاق معه وانما «تسعى لاعتراف العالم بها عبر سيطرتها على غزة». وبحسبه، فان اتهام ابو مازن بكل شيء «يكشف عن نوايا حماس ضده». ومن غير المعروف الى اي حد يمكن تذهب حماس بعد هذا الاتهام، وقد قال الرئيس الفلسطيني نفسه ان حماس حاولت اغتياله قبل ذلك عبر حفر انفاق لاصطياده اثناء احدى زياراته الى غزة. لكن حماس نفت الامر.