قائد صحوة فقد ذراعه وساقه وإحدى كليتيه والبنكرياس.. وما زال يواصل نشاطه

الكضاوي الذي أقام نواتها الأولى قرب كركوك: تجربتي أغضبت المتنفذين والمتطرفين

عبد الكريم الكضاوي، قائد الصحوة قرب كركوك، أثناء حضوره استعراضاً لما يعرف باسم «أبناء العراق» في بلدة الحويجة (أ.ف.ب)
TT

يؤكد قائد قوات الصحوة قرب كركوك شمال بغداد عبد الكريم علي نصيف الكضاوي، أنه مستمر في محاربة «القاعدة» رغم تعرضه لسبع محاولات اغتيال، أفقدته آخرها ذراعه اليسرى وجزءا من ساقه اليسرى.

ويوضح الكضاوي المتحدر من عشيرة الجبور الواسعة الانتشار في العراق «تعرضت لسبع محاولات اغتيال، وفقدت ذراعي وجزءا من ساقي وكليتي والبنكرياس وأعضاء أخرى في تفجير انتحاري في 12 أغسطس (آب) 2008».

ووسط منزل كبير يقع على مفترق طرق مؤدية إلى مدن الموصل شمالا والحويجة وبيجي غربا وتكريت جنوبا، احتشد عدد من عناصر قوات الصحوة في ناحية الملتقى لحماية مقر قائدها الكضاوي. ويوضح أثناء جلوسه بجوار ضباط من الجيش الأميركي وسط مضيفه الذي يتسع لأكثر من ألف شخص، أن الأميركيين «يبحثون معنا كيفية الحفاظ على المكاسب الأمنية التي تحققت بمناطقنا بعد أن عصف بها الإرهاب».

ويضيف الكضاوي من المنزل الضخم المحاط ببحيرات للأسماك «وصل الأميركيون إلى مناطقنا من أجل إنهاضها وتطويرها، فقررنا التعاون معهم لمعرفة توجهاتهم، لأنهم يضربون من يضربهم لكنهم مدوا لنا يد العون وساعدونا بشكل كبير».

ويقول «تشهد مناطقنا اليوم، حيث يعيش 45 ألف نسمة في 40 قرية، مشاريع عدة مثل تشييد مدارس وطرقات وشبكات مياه وخدمات وملاعب، فمنطقتنا خالية من البطالة». ويروي الرجل أن أعداءه «أرسلوا مرة سيارة يقودها انتحاري، لكنني رأيته أثناء اقترابه مني، فرميت بنفسي إلى النهر». ويضيف «أنا ريفي نشأت في منزل من الطين وأتحمل الصعاب، أغامر في سبيل دحر القاعدة وعصابات الجريمة لتحقيق الأمن والاستقرار في مناطقنا وتطويرها».

وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن الكضاوي متزوج وله 26 ولدا من أربع نساء كردية، وعربية، وتركمانية، وإحدى قريباته، ولكل واحدة منهن منزل قرب مقره الكبير. ويوضح «أقول بكل فخر إن منطقتنا هي الوحيدة في العراق التي لم تشهد عملية واحدة ضد الأميركيين، لكنها شهدت قبل أكثر من عام ونصف العام عمليات خطف وسلب وقتل وتخريب لحقول النفط». ويقول «كانت مناطقنا قبل تشكيل الصحوة تشكل خطرا مميتا للسنة والأكراد والتركمان والمزارعين الشيعة الذين اعتادوا على المجيء إلى مناطقنا بآلياتهم من الجنوب للحصاد وتم قتلهم بأيد إجرامية، مما أدى إلى إصابة الحياة بشلل، بحيث لم يبق طبيب أو مدرس أو تاجر إلا تعرض للقتل أو الخطف».

ويتابع الكضاوي أن «تجربتي أثارت غضب المتنفذين في كركوك والجماعات المتطرفة. وبعد نجاحي هنا، وانتشار الفوضى في مناطق أخرى، طرحت على الأميركيين توسيع التجربة، فتم تشكيل أول فوج للصحوة قبل عام ونصف العام كنواة لتشكيل صحوات في المناطق الملتهبة في الحويجة والزاب والعباسي والرياض والرشاد». ويبلغ عدد قوات الصحوة في هذه المناطق حوالى 11 ألف مقاتل. ويقول الكضاوي «عدد الفوج الخاص بي يبلغ حوالى ألف مقاتل لم أنظر إلى ماضيهم، وركزت على تنويع القوة من كل أبناء العشائر دون استثناء، فقمنا بتدريبهم وتثقيفهم تحت إشراف ودعم الجيش الأميركي، كما تمت الاستعانة بضباط من الجيش السابق». ويؤكد أن «حكومة كركوك لم تقدم أي دعم لعملنا، لكننا استمددنا قوتنا من الجيش الأميركي وأبناء العشائر وشيوخها». ويضيف «أننا نشعر بخوف تجاه المستقبل، لكننا نشعر كذلك بثقة تجاه الحكومة لبناء دولة القانون، فخلال الأشهر المقبلة، سيتم تحويل عناصرنا إلى الجيش العراقي لتسلم رواتبهم، شرط أن يبقوا في مواقعهم وواجباتهم وعملهم». ويتابع «منطقتنا هي الأفضل من حيث الخدمات، فهل تتصور أن هناك متنزهات وساحات لرياض الأطفال ومشاريع مياه ومجاري ومدارس في هذه المناطق الريفية الجرداء التي ظلمت قبل العام 2003 وعندما وصل الأميركيون قالوا لنا: أنتم من العرب السنة وقريبون إلى صدام، فلماذا مناطقكم محرومة من كل شيء؟». وأضاف الكضاوي «يوجد في أرضنا أكبر حقول النفط وهي الخباز ومشروع التركيز الحديث الذي ينطلق من خلاله الخطان العراقي التركي والسوري وخطوط بيجي والدورة، فكيف يمكن أن نتركها للغير؟»، ويعتبر أن «أهم مقومات النجاح تكمن في وعي العشائر لما جرى بعد العام 2003، فتجدهم اليوم أكثر توحدا في سبيل نيل حقوقهم وعدم التفريط بكركوك والاستعداد بقوة للانتخابات»، ويؤكد «لا خيار لنا سوى محاربة التطرف وإقامة حكومة قوية ودولة قانون تضمن لنا عراقية كركوك».