التفاؤل يعم الولايات المتحدة مع تنصيب أوباما

72% من الأميركيين يتوقعون أن تكون بلادهم في وضع أفضل بعد ولايته الأولى

TT

على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالولايات المتحدة ومواجهة تحديات عسكرية كبيرة في العراق وأفغانستان، يسود الولايات المتحدة جواً نادراً من التفاؤل. فمع تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما، يعتبر 72 في المائة من الأميركيين أن البلاد ستكون في وضع أفضل بعد 4 سنوات، أي مع انتهاء الولاية الأولى من رئاسة أوباما. ومن اللافت أنه يبدو أن الإيمان بقدرة أوباما على تحسن أوضاع بلاده قد زاد منذ انتخابه في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ قال 65 في المائة من الأميركيين إنهم يتوقعون تحسن أوضاع البلاد بحلول عام 2013، لترتفع النسبة بـ7 في المائة خلال الأشهر الماضية.

ويدل الاستطلاع الذي أجراه معهد «غالوب» ونشرته صحيفة «يو إس أي تودي» أمس على قدرة أوباما على توحيد البلاد، إذ إن التفاؤل الذي يعم الولايات المتحدة ليس مختصراً على الديمقراطيين الداعمين لأوباما. فعلى الرغم من أن 92 في المائة من الديمقراطيين قالوا إن الولايات المتحدة ستكون بحال أفضل بعد رئاسة أوباما، اتفق 67 في المائة من المستقلين مع هذا التوقع، بينما وافق غالبية الجمهوريين هذا الرأي بنسبة 52 في المائة. وكانت نسبة الأميركيين الذين شاركوا في الاستطلاع وتوقعوا أن تتراجع أوضاع البلاد 20 في المائة فقط. وتظهر نتائج استطلاع الرأي التي نشرت أمس فرقاً شاسعاً عن آمال الأميركيين عند تنصيب رؤساء سابقين، ليؤكد مجدداً الطابع التاريخي لاختيار أوباما رئيساً للبلاد. فكان 46 في المائة من الأميركيين يتوقعون تحسن أوضاع البلاد عند تنصيب الرئيس الأميركي جورج بوش للمرة الأولى عام 2001، لترتفع هذه النسبة إلى 53 في المائة عند تنصيبه للولاية الثانية عام 2005. وكان التفاؤل أقل بنسبة ملحوظة عند تنصيب آخر رئيس ديمقراطي، إذ توقع 51 في المائة من الأميركيين تحسن أوضاع بلادهم مباشرة بعد انتخاب بيل كلينتون عام 1992. ومن الواضح أن الأميركيين يتوقعون أن تكون شخصية أوباما المحرك الأساسي في تحسن أوضاع بلادهم. فـ62 في المائة من الأميركيين يتوقعون أن رئيسهم الجديد سيكون «ممتازاً» أو «أفضل من الرئيس العادي»، بينما 11 في المائة فقط يتوقعون أن أداءه سيكون «سيئاً». وربع الأميركيين فقط يتوقعون أنه سيكون «عادياً». وقدرة أوباما على تقديم حلول أفضل لشعبه تكمن في علاقته الجيدة مع الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، إذ إن 9 من كل 10 أميركيين واثقون من أن الرئيس الجديد «قادر على العمل بفعالية مع الكونغرس لإنجاز الأعمال»، بينما 84 في المائة يتوقعون أن أوباما سـ«يدير الفرع التنفيذي من الحكومة بجدارة»، بينما 77 في المائة توقع الشيء نفسه لبوش عند توليه الرئاسة. ولكن من اللافت أن ثقة الشعب بأوباما اليوم أقل من بوش عند توليه الرئاسة في مجال واحد، وهو استخدام القوة العسكرية. فبينما 71 في المائة من الأميركيين «واثقون تماماً» من استخدام أوباما القوة العسكرية بطريقة حكيمة، 78 في المائة توقعوا ذلك من بوش عام 2001، ولكن بالطبع عند إجراء ذلك الاستطلاع لم يكن بعلم الأميركيين أن بوش سيشن حربي العراق وأفغانستان. ولم تختصر مشاعر التفاؤل على الولايات المتحدة فقط، فأظهر استطلاع للرأي نشره معهد «غلوبسكان» أمس أن 67 في المائة من الناس حول العالم متفائلون بتنصيب أوباما لتحسين علاقات واشنطن مع العالم الخارجي. واتفق 76 في المائة من المكسيكيين مع هذا الرأي، حيث عانت المكسيك في السنوات الأخيرة من بعض التوتر مع جارتها الأميركية. وكانت نسبة الأوروبيين المتفائلين بتحسن العلاقات مع بلدانهم عالية أيضا، فـ79 في المائة من الإيطاليين و 78 في المائة من الألمان و78 من الإسبان و76 في المائة من الفرنسيين و70 في المائة من البريطانيين متفقون مع هذا الرأي. ولكن 58 في المائة من المصريين و51 في المائة من الأتراك فقط متفائلون بتحسن العلاقات مع واشنطن تحت ولاية أوباما. وفقط في روسيا واليابان، كانت نسبة المتفائلين دون الـ50 في المائة، فـ48 في المائة من اليابانيين توقعوا تحسن العلاقات بينما 37 في المائة توقعوا بقاءها على المستوى نفسه مع أن العلاقات بين البلدين جيدة على كل حال.

ومن المتوقع أن تسهم أصول أوباما الأفريقية في تحسن علاقات واشنطن مع أفريقيا، إذ 87 في المائة من سكان غانا توقعوا تحسن العلاقات، بينما 74 في المائة من سكان نيجيريا توقعوا ذلك. وأعرب شعب إندونيسيا، الذي كان أوباما يقيم فيها بصغره، عن تفاؤلهم أيضا، إذ 64 في المائة توقعوا تحسن العلاقات مع واشنطن.