الشيخ محمد الصباح: كثيرون راهنوا على تفجر قمة الكويت من الداخل.. لكنها نجحت بامتياز

موسى: نطالب أوباما بوضع السلام في الشرق الأوسط على رأس أولوياته

الشيخ محمد الصباح وعمرو موسى، خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك امس (رويترز)
TT

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح أن القمة العربية الاقتصادية التي أنهت أعمالها أمس في البلاد «عقدت في جو مشحون راهن فيه الكثيرون على انفجارها من الداخل، لكن هذا ولله الحمد لم يحدث بسبب حكمة القادة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي فتح بخطابه المجال أمام مصالحة عربية واسعة».

وأضاف الشيخ محمد في مؤتمر صحافي عقده مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في ختام أعمال القمة أن «القمة نجحت بامتياز، والمطلوب الآن العمل لتنفيذ قراراتها وتوصياتها، وهذه المرة الأولى التي يحدث فيها لقاء بين مختلف منظمات المجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص مباشرة مع القادة والحكام العرب، كما خرجت بتوصيات وقرارات تمثل خارطة طريق مستقبلية للتعاون الاقتصادي العربي»، معلناً أن «الاجتماع المقبل للقمة الاقتصادية سيعقد في القاهرة بعد عامين، وستشهد مراجعة العهود التي قطعناها على أنفسنا بأن نكون صادقين مع شعوبنا وأجيالنا القادمة». وبين أن «المعونات التي ستقدم لإعادة إعمار غزة ستكون عبر تكليف البنك الدولي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بتقدير خسائر العدوان الإسرائيلي على غزة، وذلك وفقاً لقرارات الاجتماع المشترك بين وزراء الخارجية والمالية العرب، إلى جانب الترحيب بمبادرة مصر بعقد مؤتمر دولي للمانحين في القاهرة».

ونوه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح إلى مبادرة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بإنشاء صندوق للقروض الصغيرة التي تتراوح قيمتها بين 10 إلى 50 ألف دولار، والتي تستهدف الأنشطة الصغيرة لرجال الأعمال الصغار، والشركات الصغيرة وحتى ربات البيوت، وهو ذاته الصندوق الذي اقترحه الشيخ صباح الأحمد برأسمال قدره مليارا دولار، تبرعت المملكة العربية السعودية بمليار منها، والكويت بـ 500 مليون دولار، وأنه لإدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وهو أفضل وسيلة لمعالجة الفقر.

أما أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى فأعلن أن «الإدارة القانونية في الجامعة العربية تدرس التحرك قانونياً ضد إسرائيل، وجيش الاحتلال بعد سقوط أكثر من 1300 قتيل أغلبهم من النساء والأطفال»، كاشفاً عن أن المبادرة العربية للسلام لن تبقى طويلا على الطاولة كما بيّن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لذا فإن المبادرة ستكون أساس عملنا خلال 2009».

وكشف موسى عن أن «قطر ومعها عدة دول طلبوا خلال اجتماع وزراء الخارجية اليوم (أمس) إدراج ما انتهت إليه مقررات اجتماع الدوحة التشاوري، لكننا اكتفينا بالبيان الختامي»، كما أكد في رده على سؤال «أن الاجتماع لم يشهد خروج أو انسحاب أي وزير» في إشارة إلى معلومات تواترت عن انسحاب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من الاجتماع اعتراضا على محاولات قطرية لإدراج مقررات الدوحة في البيان الختامي.

وأكد أمين عام جامعة الدول العربية أن «الوضع العربي لا يزال مضطرباً والأمور ليست على ما يرام، وهذا يتطلب المزيد من الجهود لإعادة اللحمة العربية».

وبيّن أن «جامعة الدول العربية لا دور لها في المصالحة الفلسطينية، ولا كذلك دعم أي طرف ضد آخر، لأن الفلسطينيين وحدهم هم من يقرر الانتخابات ونتائجها، لكنْ هناك إجماع عربي على دعم التوجه نحو المصالحة الفلسطينية، ودعم الجهود المصرية في هذا الإطار، وعليه يجب أن يعرف الفلسطينيون أن انقسامهم سبب في المصائب التي لحقت بهم، وهو ما أدى إلى أن تكون القضية الفلسطينية قضية ثانوية»، مشدداً على أن «الجامعة العربية لا تنحاز لطرف دون الآخر في الصراع الفلسطيني، وهذا غير مقبول، لأن انحيازنا رسمياً قولا وفعلا مع القضية الفلسطينية».

وقد حمل الأمين العام للجامعة العربية الفلسطينيين المسؤولية الأولى عن تجاوز الوضع الراهن والأزمة التي شهدتها الفترة الماضية.

وجدد موسي تأكيده أن الجامعة العربية تحمل الفصيلين الرئيسيين فتح وحماس المسؤولية عما جرى من انقسامات وما تلاها من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن «الجامعة لا تناصر أي فصيل على الآخر ولن يرهبها أية اتهامات تكررت حول هذا الموضوع خلال الفترة الماضية».

وأكد موسى في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الكويتي أن تشكيل حكومة وحدة وطنية «مسؤولية الفلسطينيين أنفسهم وليس أي طرف آخر»، لافتاً إلى أن هذه الحكومة جرى تشكيلها من قبل بموجب اتفاق مكة. قال موسى إن استمرار مبادرة السلام العربية مرتبط بعودة واشنطن إلى لعب دور «الوسيط النزيه» بين العرب والإسرائيليين.

وطالب موسى «الرئيس الأميركي الجديد بوضع السلام في الشرق الأوسط على رأس أولوياته، وأن تكون بلاده وسيطا نزيها في هذه القضية».

وذكّر موسى في مؤتمر صحافي عقب اختتام قمة الكويت العربية الاقتصادية بما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال افتتاح القمة حول أن المبادرة «لن تبقى على الطاولة للأبد». وقال موسى «إن الكثير سيعتمد على: هل تعود الولايات المتحدة إلى دور الوسيط النزيه أم لا تعود».

إلا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية قال إن المبادرة العربية للسلام «لا تزال قائمة» بالرغم من عدم الإشارة إلى ذلك في قرارات قمة الكويت.

وأضاف «لا خلاف في أن (المبادرة العربية للسلام) تعبر عن موقف عربي واحد وإنما لن تظل على الطاولة إلى الأبد، لكن لا بد أن نبحث خيارات نلجأ إليها في حال استمرار إسرائيل في موقفها وإجرامها الذي لا يمكن أن تكون وراءه رغبة في السلام».

وأكد أن «أهم ما قيل في المبادرة العربية ما قاله خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز أن المبادرة لن تبقى على الطاولة إلى ما لا نهاية. نحن متفقون على هذا وعلى أن تكون قاعدة أساسية لعملنا في 2009». كما أكد أن عام 2009 «سيكون حاسماً في عملية السلام».