الشيخ صباح: قمة التضامن مع غزة واستعادة التضامن العربي والانطلاق الاقتصادي والتنموي العربي

ملك البحرين: مبادرة خادم الحرمين «تعبر عن روح الأصالة والنخوة العربية.. وكلمته رسمت الطريق للمرحلة القادمة»

خادم الحرمين الشريفين لدى مغادرته الكويت حيث كان في وداعه الشيخ صباح الأحمد الصباح (واس)
TT

وصف الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، قمة الكويت بأنها قمة انطلاق اقتصادي وتنموي واجتماعي عربي، وقمة التضامن مع أهلنا في غزة ومساعدتهم على تجاوز آثار العدوان وتداعياته، وقمة استعادة التضامن العربي، وإصلاح ذات البين، بين أعضاء الأسرة العربية الواحدة، ووضعها على المسار الصحيح، تحقيقا للمزيد من التقارب بين الأشقاء، إيمانا بوحدة المصير، وتجسيدا لروح التضامن العربي.

وأضاف في كلمة ألقاها في اختتام أعمال القمة أمس، «لقد أتاح لنا هذا اللقاء المبارك الفرصة للنظر بعمق في العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي تعرض له شعبنا المناضل في غزة، وما ارتكب خلاله من جرائم، استبيحت فيها كل المحرمات، ولم تراعَ فيها أية قواعد أو قوانين أو أعراف أو قرارات دولية، في جريمة اتحد العالم كله في إدانتها، وفضح طبيعتها الوحشية، وإلقاء المسؤولية الكاملة على إسرائيل فيها، ولقد أولى قادة الأمة العربية الأولوية القصوى لهذا الحدث والنظر في تداعياته وآثاره، وتم بفضل الله تعالى التوصل إلى النتائج التي عبرت عن الرؤى المشتركة لدولنا حيالها، وتفاعلنا الايجابي مع تطوراتها» وقال «كما أتاح لنا أيضا فرصة للقاء أخوي تاريخي جمع الإخوة الأشقاء، وأسهم في تنقية الأجواء لتعود اللحمة، ولله الحمد، إلى الصف العربي، متطلعين إلى البناء مستقبلا على هذا اللقاء المبارك. وهكذا كانت قمة الكويت قمة انطلاق اقتصادي وتنموي واجتماعي عربي، قمة التضامن مع أهلنا في غزة، ومساعدتهم على تجاوز آثار العدوان وتداعياته، قمة استعادت التضامن العربي وإصلاح ذات البين بين أعضاء الأسرة العربية الواحدة، ووضعها على المسار الصحيح، تحقيقا للمزيد من التقارب بين الأشقاء، إيمانا بوحدة المصير، وتجسيدا لروح التضامن العربي».

وأكد أمير الكويت أن «الوقوف مع أهلنا في غزة وإعادة إعمار ذلك القطاع المنكوب، أضحى مسؤولية دولية جماعية، وإن ما اتفقنا عليه يمثل خطوة نحو إزالة آثار ذلك العدوان وتداعياته، ومدخلا لتحقيق السلام ،ودعما لمختلف الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء العدوان، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ورفع الحصار عن غزة، وفتح المعابر، وتعزيز جهود الدول المانحة من أجل إعادة إعمار ما دمرته الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وقال إن دولة الكويت تتطلع بكل تفاؤل إلى الاجتماع الدولي للدول المانحة في الشهر القادم، الذي تمت الدعوة إليه في قمة شرم الشيخ الدولية لإعادة إعمار غزة، وأنها سوف تعلن مساهمتها في هذا المؤتمر.

وتابع قائلا في كلمته «إننا نترحم على أرواح الأبرياء من أشقائنا الفلسطينيين الذين سقطوا نتيجة ذلك العدوان، ونحتسبهم عند الله شهداء، ونتمنى للمصابين منهم سرعة الشفاء والعافية».

وأكد أن ما تم إنجازه وإقراره في هذه القمة الاقتصادية من مشاريع، وما صدر عنها من قرارات، يعتبر لبنة رئيسية في البنيان الاقتصادي، وفي الصرح التنموي لأمتنا العربية، ويشكل فرصة سانحة للقطاع الخاص ليساهم في تنفيذ تلك المشاريع والبرامج التنموية».

لكنه نوه بأنه، ومهما كانت المشاريع طموحة والقرارات واقعية، فإن شعوبنا العربية تعلق نجاحها على مدى القدرة على تحويلها إلى واقع عملي يحقق الأهداف المرجوة من وراء ذلك.

وقال «إننا عاقدون العزم إن شاء الله، ومطالبون على متابعة تلك المشاريع والقرارات مع جميع الجهات ذات العلاقة، ضمن آلية جديدة، لتجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي، ويجني ثمارها المواطن العربي.

ويسرني في الختام أن أجدد الشكر لكم إخواني، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، للمشاركة الفاعلة والمساهمات الشخصية في إثراء النقاش، فبفضل حكمتكم ورحابة صدوركم، استطعنا بتوفيق من المولى تعالى أن تحقيق هذه النتائج الخيرة.

وشكر في كلمته الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ووفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على الجهد الواضح والإعداد الجيد لهذه القمة، ولجميع من ساهم في إنجاحها.

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، قد أشاد أمس، بالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بشأن فتح باب المصالحة العربية، حيث عبر الملك البحريني عن تقديره لمبادرة الملك عبد الله «التي تعبر عن روح الأصالة والنخوة العربية، التي تساند الحق وتساعد على وحدة الصف العربي، لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه أمتنا العربية في هذه المرحلة المهمة من تاريخها». وقال ملك البحرين، إن كلمة خادم الحرمين الشريفين «قد رسمت الطريق للمرحلة القادمة لأمتنا العربية، وحددت السبل الكفيلة لتعزيز التلاحم وتجاوز التباينات بين الدول العربية» وأكد الملك حمد بن عيسى تأييد مملكة البحرين لكل ما جاء في هذه الكلمة «التي صدرت عن قائد عربي له مكانة متميزة وكبيرة في العالمين العربي والإسلامي، وفي الدول الصديقة، لما له من مواقف مشرفة وأصيلة في الدفاع عن قضايا الحق والعدل». مشددا على تأييد البحرين «لكل ما يجمع عليه القادة العرب في سبيل تحقيق مصلحة الأمة العربية وشعوبها الشقيقة». وأعرب الملك حمد عن تفاؤله لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك، تصب في خدمة قضايا العرب العادلة، خاصة قضية الشعب الفلسطيني.

وقال ملك البحرين إن هذه الروح التي سادت مباشرة بعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين للمصالحة العربية «وضعت العمل العربي المشترك على طريق جديد وستظهر نتائج ذلك في القريب»، وأوضح أن ذلك يعتبر «نقلة نوعية للعمل العربي المشترك» ويجب طي الخلافات وبدء صفحة جديدة في العلاقات العربية ـ العربية، وأن يتم بذل كل الجهود من جميع الأطراف حتى يمكن توحيد الصف العربي، و«يجب بذل الجهود المشتركة في هذا الاتجاه» .