حماس: سنحاور أبو مازن بصفته قائد حركة فتح لا رئيسا

عريقات يؤكد ضرورة التوحد لإعادة الإعمار والحركة تشدد على إطـلاق المعتقلين وتكريس المقاومة كخيار

سيدة فلسطينية في منطقة جنين ترفع لعبة طفلها لتؤكد للجنود الاسرائيليين انها دمية وليست بندقية حقيقية امس (ا ب)
TT

رغم دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للفصائل الفلسطينية للقاء فورا في مصر من اجل المصالحة وتشكيل حكومة وفاق وطني، وذلك بعد دعوة مماثلة من رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، إلا ان «الشيطان الذي يكمن في التفاصيل» ربما يعطل لبعض الوقت مثل هذه اللقاء.

واوضح عضو المكتب السياسي لحركة حماس، رأفت ناصيف، ان موقف حماس لم يتغير، وهي مستعدة للحوار، لكنه «يجب تهيئة الاجواء لإنجاح اي حوار». وهذا يتطلب بحسب ناصيف «ترجمة فورية بوقف الحملة الامنية في الضفة فورا، وبكل اشكالها، بما يضمن الافراج عن المعتقلين السياسيين، ووقف الإقصاء الوظيفي، واستهداف المؤسسات، وملاحقة نشاطات حركة حماس». واكد ناصيف لـ«الشرق الاوسط» انه بدون ذلك لا يمكن ان نذهب لأي حوار.

وقال يحيى موسى القيادي في حماس في غزة إن نتائج الحملة العسكرية على قطاع غزة عززت فرص انجاح الحوار الوطني وإنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني لكنه اشترط ان «يكرس الحوار المقاومة كخيار وحيد للتخلص من الاحتلال».

ورفضت مصادر مسؤولة في فتح الحديث عن تصورات واشتراطات جديدة لاي فصيل من اجل المصالحة واعتبرتها «احاديث سخيفة». وكان الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في القمة الاقتصادية العربية بالكويت قد قال «أسأل الله أن تكون الفرقة المحزنة التي رأينا بعض مظاهرها إلى زوال، فليس لدينا إلا وحدتنا، وليس لنا إلا تفاهمنا وانسجامنا وشراكتنا المصيرية، والمطلوب هو حكومة وفاق وطني تأخذ على عاتقها مواجهة الكارثة الإنسانية ورفع الحصار وفتح المعابر وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة».

وما زالت السلطة تريد للمصالحة ان تتم على ارض مصر. واوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ان ابو مازن طلب من الرئيس المصري ان يدعو الى حوار على ارض مصر باسرع وقت. ويرى عريقات انه يجب التوحد من اجل مواجهة الكارثة الانسانية واعادة الاعمار والاتفاق على موعد محدد للانتخابات.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الى العمل وبسرعة لإعادة الوحدة. وقال فياض في مؤتمر صحافي في رام الله «إن الاستخلاص الرئيسي، والوفاء لتضحيات شعبنا ومآسيه، والرد المباشر على هذه المخاطر، يتطلب الانطلاق فوراً ودون تردد أو المزيد من إضاعة الوقت لمصالحة وطنية، وجوهر هذه المصالحة، تشكيل حكومة توافق وطني مؤقته، تعمل على إعادة الوحدة للوطن، وتتحمل المسؤولية في ادارة شؤون البلاد وإعادة إعمار ما دمره العدوان».

واعتبر فياض ان المدخل الرئيسي للوحدة والمصالحة الوطنية يتمثل في مبادرة الرئيس مبارك التي أجمعت عليها الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن «أي حكومة توافق تتشكل ستوفر البيئة اللازمة، وتفتح الطريق لحوار وطني شامل يعالج كافة القضايا المختلف بشأنها، ويضع الأسس الكفيلة بحماية النظام السياسي الديمقراطي الفلسطيني، وتحقيق الشراكة في إطار السلطة الوطنية وليس معها».

وجدد فياض ما اعلنته السلطة مرارا، حول ضرورة وجود قوات دولية، في غزة والضفة، تحمي الشعب الفلسطيني من العدوان، والاستيطان، وغيرها من الممارسات الإسرائيلية. ورد ناصيف على ذلك، باعتباره دعوة لاستبدال احتلال بآخر. واكد ان حماس ستتعامل مع اي قوة دولية على انها قوات احتلال. وتابع «رغم اننا اقوى إلا ان المصلحة الوطنية تجعلنا لا نرفع سقف مطالبنا اكثر من ذلك، وان اي ضغوط لن تجدي لان حماس اثبتت انها لا تخضع لاي ابتزاز وصمودنا اثبت صوابية الموقف». وردا على سؤال كيف ستلتقي وستحاور حماس ابو مازن وهي لا تعترف بشرعيته، قال ناصيف، «بالنسبة لنا انتهت ولايته حسب القانون، وهذه مصالحة فصائل ومحمود عباس قائد عام لحركة فتح وسنحاوره بهذه الصفة». واعتبر موسى نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني أن نتائج الحملة العسكرية على غزة عززت فرص انجاح الحوار وإنهاء الإنقسام الداخلي. وقال لـ «الشرق الأوسط»، إن ما سماه بـ «الصمود الاسطوري للمقاومة بقيادة حماس وضع حداً لرهانات البعض بأنه بالإمكان العودة الى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية، وأنه لا يمكن لأي طرف فلسطيني مهما كان أن يحقق مكاسب على حساب طرف آخر من خلال الرهان على الأجنبي». وأكد موسى أنه بعد فشل العدوان على غزة وعجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها بات من الواضح أن هناك مجالا للالتفاف حول برنامج واحد ووحيد، وهو المقاومة، موضحا أن ما جرى عزز القناعة لدى حماس برفض أي صيغة تتقاطع مع اتفاقات أوسلو وخياراتها. وأضاف «بعد صمود المقاومة والالتفاف الفلسطيني والعروبي والإسلامي والإنساني حولها، فإن حماس ملزمة بوضع خيار المقاومة كخيار وحيد على طاولة الحوار مع بقية الفصائل» وشدد على أن حماس سترفض بكل قوة أي مطالب تنتقص من المقاومة، سيما شروط الرباعية وإملاءات أميركا، مشيرا الى أن من يتبنى هذه الشروط أنما يهدف عن سبق الإصرار والترصد إلى إفشال الحوار قبل أن يبدأ». وأوضح موسى أن حركته ستصر على أن الهدف الذي سيجمع الفلسطينيين حول طاولة الحوار هو كيفية العمل على إنهاء الاحتلال، وأن أي قضية أخرى بإمكانها الانتظار. واستدرك قائلاً إن هذا يتطلب من المقاومة وعلى رأسها حماس أن تقيم فوراً «قيادة موحدة لإدارة النضال ضد الاحتلال»، وهذا حسب قوله لا يعني الشروع فوراً في تنفيذ عمليات مقاومة ضد إسرائيل إنما «للتأكيد على اتجاه البوصلة الوطنية للشعب الفلسطيني». وحول ما إذا كانت حركته ستطرح قضايا تفصيلية على طاولة الحوار بخلاف ما طرحته قبل الحملة على القطاع، قال موسى إن كل القضايا التي سبق للحركة أن طرحتها تستند الى الاعتبارات الوطنية وبهدف تحصين الموقف الفلسطيني ومقاومة تآكله، سواءً في ما يتعلق باعادة صياغة الأجهزة الأمنية أو اعادة تفعيل منظمة التحرير على اسس جديدة وغيرها، مشدداً على أن حركته مستعدة لإبداء أقصى درجات المرونة والتنازل في حال تم ضمان الالتفاف حول المقاومة كخيار لإنهاء الاحتلال. وقال «نحن لن نقبل بحال من الأحوال بقاء الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية على حالها، لن نقبل أن يبقى الجنرال الاميركي كيث دايتون هو الذي يحدد أجندة هذه الأجهزة التي أصبحت تفاخر بالتنسيق الأمني مع اسرائيل، ولن نقبل ببقاء منظمة التحرير ناديا للمتخاذلين والمفرطين بالقضية الوطنية كما هو حاصل الآن».

وشدد على أن حركته «سترفض بكل قوة مواصلة التفاوض العبثي مع إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيه استيطانها وتهويدها للمقدسات، حتى لا تتحول هذه المفاوضات الى مظلة تواصل اسرائيل تحتها عدوانها على الشعب الفلسطيني وحقوقه».