إسرائيل تعترف بإطلاق قنابل فوسفورية على قطاع غزة خلال الحرب

استخدمت آليات لزرع الألغام وتفجيرها في مناطق مأهولة بالسكان

TT

بعد نفيٍ دام ثلاثة أسابيع، اعترفت مصادر عسكرية في اسرائيل بأن الجيش استخدم قنابل وقذائف تحتوي على مادة الفوسفور الابيض الحارقة. وقالت انها تحقق في ما إذا كان استخدامها تم بشكل غير قانوني. وجاء هذا الاعتراف المفاجئ، بعد يومين من تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية (أمنيستي انترناشنال) تقول فيه إن لديهَا براهينَ قاطعة على إن اسرائيل استخدمت أسلحة محرمة دولية في حرب غزة، بينها القنابل الفوسفورية الحارقة، وان آثار هذه المادة موجودة على مئات الجرحى الفلسطينيين. وقالت مصادر أمنية اسرائيلية لصحيفة «معاريف»، أمس، ان الجيش أطلق قذائف دخانية تحتوي على بطانة مشبعة بمادة الفوسفور، واستخدمها للتغطية على دخول الدبابات والآليات المجنزرة الى أرض المعركة، لكنه ادعى ان هذه القذائف أطلقت فقط على مناطق مفتوحة، كما تنص المواثيق الدولية، وان الجيش يجري تحقيقات في ما إذا كان بعض هذه القذائف سقط على مناطق مأهولة بالخطأ.

من جهة ثانية، اعترفت اسرائيل بأن الجيش استخدم آلية لزرع الألغام وتفجيرها في مناطق مأهولة بالسكان، زاعما انه لا يعرف ان هذه الأسلحة محظورة. وهذا الاعتراف جاء أيضا بعد ان كشف النقاب عنه بأدلة دامغة. والمقصود بهذه الآلة، عربة تقودها دبابة محصنة يستخدمها سلاح الهندسة عندما يفتح الطريق أمام القوات المهاجمة. هذه العربة تحمل كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة، فعندما تمر في شارع تترك وراءها سلسلة طويلة من العبوات. وعندما تنهي مهمتها وتبتعد عن المكان، يتم تفجير هذه العبوات عن بعد بوساطة جهاز الكتروني. وعندما تنفجر، تتسبب في الذعر بين الاهالي وحتى المقاتلين من جهة وفي تدمير المباني المحيطة. وإذا كانت هناك متفجرات أو مخازن أسلحة وذخيرة داخل البيوت أو في محيطها، فإنها تنفجر أيضا وتحدث دمارا أكبر.

وقد كان الجيش الاسرائيلي قد استخدم هذه العربة في حرب لبنان، فانتقد دوليا حيث يحظر استخدامها في المناطق المأهولة، ولكنه ادَّعى يومها انه استخدمها فقط مرة واحدة في زقاقات بنت جبيل، ولكن بعدما أفرغت من سكانها. وأما في غزة، فقد اعترف الجيش باستخدامها في الأحياء المأهولة، خصوصا بعد ان كانت قواته قد انسحبت من غزة مخلفة وراءها إحدى هذه العربات.