مصر: ارتفاع وتيرة العمل بمعبر رفح بعد ثلاثة أيام من وقف إطلاق النار

صحافيون وأطباء يسعون للدخول لغزة

TT

بعد ثلاثة ايام من وقف إطلاق النار المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بدا أن هناك ارتفاعاً كبيراً في وتيرة العمل بمعبر رفح. بينما كانت تنتظر في الجانب المصري من معبر رفح سيارة إسعاف تحمل جثتي فلسطينيين توفيا في احد المستشفيات المصرية، وكانت على الجانب الفلسطيني سيارة تحمل جريحاً فلسطينياً جديداً ما كادت تدخل من بوابة المعبر حتى التف حاولها عدد كبير من المسعفين لنقل الجريح إلى مستشفى العريش. وقبل كل هذا بأمتار كانت تقف عشرات الشاحنات المحملة بالمعونات للدخول إلى قطاع غزة، وعلى جانبها يقف عشرات المراسلين الأجانب بعد أن أوقفت السلطات المصرية دخولهم إلى غزة عبر المعبر، وكذلك عدد كبير من الأطباء العرب والأجانب الذين ينتظرون لحظة السماح لهم بالدخول. هكذا كان المشهد أمام معبر رفح الحدودي. ويقول طارق المحلاوي، مدير مديرية الصحة والإسكان بمحافظة شمال سيناء، إن عدد الجرحى الفلسطينيين الذين يعبرون من قطاع غزة إلى مصر يومياً، ارتفع إذ وصل إلى الأراضي المصرية حتى مساء اول من امس إلى 74 جريحاً و72 مرافقاً، وهو أكبر عدد من الجرحى يصل إلى مصر في يوم واحد منذ بداية الحرب. وقال إن جميع الإصابات بطلقات نارية وشظايا قنابل وكسور مضاعفة جراء الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة؛ ومنهم عدد كبير من الحالات الحرجة جدا. وأضاف أنه يتم تقديم الإسعافات الأولية للجرحى لدى عبورهم الى الجانب المصري وتصنيفهم حسب الحالة لنقلهم إلى المستشفيات الكبرى في القاهرة والإسماعيلية لاستكمال العلاج بها. وتزامن مع وصول الجرحى وصول جثتي فلسطينيين توفيا متأثرين بجراحهما في احد مستشفيات مصر، في طريق عودتهما الى قطاع غزة. وقال مسؤول بالمعبر إن الجثة الأولى كانت لطفل اسمه عبد الله محمد، 6 سنوات، والثانية لشاب اسمه علي محمد علي، 19 عاما، وكانا يعالجان بمستشفى السلام بالقاهرة من إصابتيهما البالغتين. وأمام المعابر الحدودية بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة كان العمل أكثر نشاطا في مجال المعونات حيث وصلت كميات كبيرة من المساعدات المقدمة من سبع دول عربية. وقال المهندس أحمد عرابي، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، إن المساعدات التي وصلت إلى المعبر عبارة عن 92 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية مقدمة من الهلال الأحمر المصري واتحاد الأطباء العرب والجمعية الشرعية المصرية وبعض الجمعيات الأهلية المصرية إلى جانب دولتي اليمن وتونس. ووصلت أيضا إلى معبري العوجة على الحدود بين مصر وإسرائيل وكرم ابو سالم الذي يقع بمنطقة التقاء مثلثة بين مصر وإسرائيل وغزة، حسب قوله، نحو 250 طنا من المساعدات الغذائية والخيام والبطاطين ومواد الإغاثة المقدمة من مصر وليبيا والكويت والجزائر والأردن وسلطنة عمان. وتابع أنه يجري حالياً التنسيق لإدخال هذه المعونات إلى قطاع غزة. وأمام معبر رفح، كان هناك العشرات من الأطباء ينتظرون الموافقة على دخولهم بترقب شديد، وتمكن نحو 46 طبيباً من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية من الدخول إلى قطاع غزة عبر رفح. وقال مسؤول في معبر رفح أن الأطباء الذين سمح بدخولهم هم 23 طبيباً مصرياً و10 أطباء فرنسيين وثلاثة أطباء نرويجيين إضافة إلى طبيبين ماليزيين وآخرين آيرلنديين وطبيبين يونانيين وطبيبين إسبانيين وطبيب أردني، وطبيب تركي.

وكانت مصر قد سمحت بدخول 230 طبيباً من مصر والأردن والبحرين وماليزيا وقطر وآيرلندا وكندا وبريطانيا والسودان وفرنسا وسورية واليونان وتركيا وألمانيا واليمن وإندونيسيا والدنمارك والعراق وبلجيكا والجزائر والمغرب والنرويج وأميركا إلى قطاع غزة على عدة دفعات.

وكان يقف عند المعبر العشرات من الصحافيين والمراسلين الأجانب الذين منعتهم السلطات المصرية من الدخول إلى قطاع غزة بعد أن سمحت بدخول العشرات منهم طوال اليومين الماضيين، وهم في حيرة من أمرهم. فقد طالبت السلطات المصرية منهم التوجه إلى معبر كرم أبو سالم على الحدود بين مصر وإسرائيل للدخول إلى غزة مروراً بأراضي الدولة الإسرائيلية إلا أن إسرائيل رفضت السماح لهم بدخول القطاع أيضا. ووافقت السلطات المصرية خلال الأيام الماضية على دخول نحو 120 صحافيا أجنبيا لتغطية الأحداث داخل القطاع؛ وهم من اليونان وأميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وايطاليا واليابان وألمانيا والدنمارك وآيرلندا وماليزيا. واشترطت مصر موافقة سفارات هؤلاء الصحافيين وموافقة المركز الصحافي المصري كشرط لدخول الصحافيين.