أسرة بيضاء جاءت لاحتفال التنصيب من أيوا التي بدأت منها رحلة أوباما

رود هاردسون: كلهم أميركيون.. أليس كذلك؟

TT

جاء رود هاردسون من مدينة ديزموينس (ولاية أيوا)، ومعه زوجته جانيت هاردسون وابنهما كارل، لحضور حفل تنصيب باراك أوباما. يعمل رود في دائرة الصحة في ديزموينس، وجانيت مدرسة في مدرسة ابتدائية. لم تكن هذه الأسرة الصغيرة تعتزم الحضور إلى واشنطن في هذه الأيام الاستثنائية، لكنها تلقت دعوة من الفريق الانتقالي قبل أسبوعين، لتكون ضمن المدعوين لحفلات التنصيب.

رود وجانيت كانا من بين الذين صوتوا لصالح باراك أوباما في المجمعات الانتخابية التي نظمت في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي في ولاية أيوا، وكانت هي أول ولاية يفوز فيها باراك أوباما، يومها قال أوباما قولته الشهيرة: «قالوا لن يأتي هذا اليوم، لكنه أتى. قالوا إن هذا البلد منقسم ومشتت لدرجة لا يقدر فيها على الاتحاد من أجل هدف واحد، لكن في هذه الليلة من يناير (كانون الثاني)، وفي هذه اللحظة التاريخية، فعلتم ما ظن الذين يسخرون أننا لن نتمكن من فعله». من هذه الولاية التي شكلت انطلاقة أوباما جاء رود وزوجته جانيت.

سألت رود لماذا وقع الاختيار عليه هو شخصيا وأسرته الصغيرة لحضور الاحتفالات، وما إذا كان الأمر وليد صدفة، فأجاب: «نحن مسجلون في اللوائح الانتخابية كديمقراطيين (الأمر غير ملزم)، ولقد صوتنا في المجمعات الانتخابية (الكوكس) لصالح أوباما، وربما وقع علينا الاختيار لهذا السبب».

سألت رود: لكن لماذا صوتم لصالح أوباما (في الانتخابات التمهيدية)، وليس لصالح هيلاري كلينتون أو جون إدواردز؟

فأجاب: «خطاب أوباما كان واضحا ومحددا، وهو يريد الاهتمام بالطبقة الوسطى وخلق وظائف جديدة، وإنهاء حرب العراق. إن شقيق زوجتي قتل هناك، أليس ذلك كافيا؟».

- لكن ما هو انطباعكم وأنتم وسط هذه الأمواج من الأفارقة الأميركيين؟

- «كلهم أميركيون، أليس كذلك؟ الذي انتصر هو أميركا، أليس كذلك؟ أوباما لم يقل في يوم من الأيام إنه من هذا العرق أو ذاك».

وتدخلت زوجته لتقول: «لقد سمعنا أوباما أمس (أول من أمس أمام النصب التذكاري لأبراهام لينكولن) يقول بلغة صادقة إن هناك أمة واحدة، لا بيض أو سود أو لاتينو أو آسيويين أو مواطنين أصليين».

- هل تعتقدون أن أوباما سيحقق طموحات الذين صوتوا له؟

يجيب رود بقوله: «إذا حقق 40 في المائة مما وعد به فسيكون ذلك شيئا عظيما».

كان كارل الصغير (تسع سنوات) يحمل علما أميركيا يلوح به، والأسرة الصغيرة تحاول أن تزحف إلى الصفوف الأولى مع حشود تقدر بمليونين، قرب المسلة الشهيرة في ساحة المتاحف المجاورة لشارع بنسلفانيا، وكانت الحشود قد بدأت تزحف إلى الحديقة الواسعة التي تمتد من نصب واشنطن التذكاري إلى مبنى الكونغرس، منذ الليلة قبل الماضية، حيث فرضت السلطات في واشنطن إجراءات أمنية غير مسبوقة.

وأسر كثيرة من البيض مثل أسرة رود، من البيض الليبراليين، خاصة من الشباب الذين صوت معظمهم لصالح باراك أوباما، جاؤوا لحضور مناسبة لحظة قالت عنها صحيفة «واشنطن بوست»: «إنها لحظة أوباما التي حانت».

هؤلاء ركزت عليهم كثيرا وسائل الإعلام الأميركية، على اعتبار أن حضور السود بكثافة أمر متوقع، لكن حضور البيض هو قطعا الأمر اللافت.