الإنترنت توصل العالم بلحظة تاريخية في قلب واشنطن

مواقع الأخبار والتعارف الإلكترونية تضج بتعليقات العامة.. والبيت الأبيض يغير صفحته الأولى

TT

بينما احتشد أكثر من مليوني متفرج أمام مبنى الكونغرس وسط واشنطن أمس، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وشارك مئات الآلاف في احتفالات حول العالم، من كينيا إلى المملكة المتحدة، كان ملايين آخرون يتابعون الأحداث حول العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة. وعلى الرغم من أن البث المباشر على قنوات فضائية جعل من الممكن للملايين بكافة اللغات متابعة اليوم التاريخي، فإن الإنترنت شكلت المنفذ الأكثر تفاعلا مع تنصيب أوباما. فقد خصصت مواقع إخبارية ومواقع التعارف الاجتماعي صفحاتها الأولى لمتابعة التنصيب، وإتاحة الفرصة للمشاهدين حول العالم للمشاركة في الحدث، من خلال وضع تعليقاتهم على المواقع الإلكترونية، تزامنا مع تطورات الأحداث.

وكان التعاون بين قناة «سي إن إن» الإخبارية وموقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي لتغطية حدث التنصيب حدث فريد من نوعه، ويشكل انطلاقة جديدة للإعلام. فبينما كانت «سي إن إن» مسؤولة عن بث أحداث التنصيب على الموقع، أعطى موقع «فيسبوك» التفاعلي فسحة لتفاعل المشاهدين. وبعد ساعة من تنصيب أوباما، كان هناك أكثر من 129 ألف تعليق من المراقبين للتنصيب على صفحة «فيسبوك» الخاصة بـ«سي إن إن» بعد أن سجل 1.25 مليونا من مستخدمي «فيسبوك» انضمامهم إلى صفحة «سي إن إن» على الموقع. وكانت صفحة «سي إن إن» – «فيسبوك» فريدة، إذ سمحت للمستخدمين بالتواصل مع أصدقائهم مباشرة والتعليق على تنصيب أوباما، بالإضافة إلى التفاعل مع أي من متصفحي الصفحة الإلكترونية. وتكررت جملة «إننا نشهد لحظة تاريخية» من قبل المعلقين على مواقع مختلفة، مع شعور العالم بأهمية الحدث. وعلقت باربرا كارسيكولو وهي من ولاية تنسي الأميركية «سأتذكر هذا اليوم، إنني فخورة لكوني أميركية». وعلق روبرت الاي، وهو كيني، على موقع «فيسبوك»: «إنه أخي أوباما، نحن في كينيا فخورون بأوباما».

ويأتي التفاعل مع أوباما عبر الإنترنت تماشيا مع نمط التفاعل الشعبي الذي اتبعه أوباما منذ انطلاق حملته للرئاسة. وكان فريق أوباما المختص بالتكنولوجيا منشغلا أيضا بمتابعة التطورات على الإنترنت، إذ تغير موقع البيت الأبيض الإلكتروني في الساعة 12.01 بتوقيت واشنطن، أي بعد دقيقة بالضبط من تنصيبه، لتقول الصفحة الرئيسية الإلكترونية «التغيير قد جاء إلى البيت الأبيض» مع صورة كبيرة لأوباما. وكانت الرسالة الأولى على الموقع من ماكون فيليبس، مدير «الإعلام الجديد للبيت الأبيض»، التي قال فيها «الملايين من الأميركيين ساعدوا الرئيس أوباما في رحلته إلى البيت الأبيض، والكثير منهم استخدموا الإنترنت للعب دور في تحديد مستقبل بلادنا. موقع البيت الأبيض سيكون بداية لجهود الإدارة الجديدة للتوسع وتعميق هذا التواصل الإلكتروني».

ولم تقتصر مشاركة مستخدمي الإنترنت على «سي إن إن» و«فيسبوك»، فمواقع إلكترونية لوسائل إعلام أخرى مثل صحف «غارديان» و«تايمز» البريطانيتين، ومجلات مرموقة مثل «تايم» و«نيوزيويك» و«دير شبيغل»، كلها خصصت مساحة لتعليق قرّائها على التنصيب، بالإضافة إلى تعليق مراسليها مباشرة على الأحداث، لينافسوا قنوات التلفزيون. وكان موقع «افاز» الخاص بتقديم العرائض عبر الإنترنت لقضايا تهم الرأي العام مثل القضية الفلسطينية، قد خصص صفحة خاصة لتعليقات الآلاف من المستخدمين حول تنصيب أوباما، تجددت كل 5 دقائق. وسجلت فريجيني تعليقا من كندا «ربما نضع آمالا كثيرة عليك يا سيد أوباما، وسيكون علينا مغفرة بعض الأخطاء، ولكن أعرف أنك رجل جيد، وستفعل أفضل مع يمكنك من أجل الصالح العام». وقال سايمون «انتخابك يعني الكثير بالنسبة للكثيرين منا، إنه يوم عظيم للولايات المتحدة». وقال لوسيان من بلجيكا: «إنني مدرس متقاعد من بلجيكا وزوجتي أفريقية، ولدينا أمنية مهمة، كن رئيس السلام للشرق الأوسط، أعط الشعب الفلسطيني، بعد 60 عام من المعاناة، الحرية والسيادة، ستكون أفضل إنجازاتك». وطلب ألبرتو من كوبا منه «أوباما رجاءً أَنْهِ الحصار على كوبا».

ولم تكن جميع التعليقات على الإنترنت مؤيدة لأوباما. فإحدى الصفحات على موقع «فيسبوك» حملت عنوان «حان الوقت لمغادرة الولايات المتحدة بعد تنصيب أوباما». وقال ترنت نفارو، وهو طالب في ثانوية أميركية «رحبوا بالاشتراكية»، بينما قال براندون باول «إنني غاضب من الضجة حول تنصيب (أوباما)، فهو ليس مختلفا عن أي رئيس آخر، إلا أنه أسود، وذلك يعني أن هذه الضجة هي العنصرية بعينها». ولم تكن مواقع الإنترنت الخاصة بالأخبار هي الوحيدة التي خصصت مواقعها الإلكترونية لتنصيب أوباما، فقد خصصت قناة «ام تي في» للموسيقى، صفحتها الرئيسية على الموقع الإلكتروني للحدث التاريخي، ودعت القناة متصفحي الموقع إلى تقديم تعليقاتهم مباشرة لأوباما، وتعهداتهم في مساعدته على تغيير الولايات المتحدة للأفضل.