«أعداء» الولايات المتحدة و«أصدقاؤها» يهنئون الرئيس الجديد بتسلمه مهامه

كوبا تعتبره رجلا طيبا وسورية تتطلع لـ«حوار مثمر».. ومصر واثقة من قدرته على تحقيق مصالح بلاده بالتعاون لا المواجهة

TT

بعد يوم من أداء الرئيس الاميركي الجديد اليمين الدستورية وتسلم مقاليد السلطة، انهالت البرقيات المهنئة من «أصدقاء» و«أعداء» الولايات المتحدة. وفي محور الدول «الاعداء»، تمنى الرئيس الكوبي راوول كاسترو «حظا سعيدا» لاوباما وقال عنه أنه «يبدو رجلا طيبا». وكان رئيس البرلمان الكوبي ريكاركو الاركون قد علق على تسلم اوباما السلطة وقال ان خطاب التنصيب كان «مهما جدا»، لكنه شكك في حصول تغيير في السياسة الاميركية.

من جهته، قال الرئيس السوري بشار الاسد في برقية تهنئة ارسلها الى اوباما، انه يتطلع الى «حوار مثمر» مبني على «المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». ونقلت وكالة سانا الرسمية للانباء السورية، ان الاسد هنأ نظيره الاميركي «على خطابه بعد اداء القسم ونجاحه في الاعلان عن سياسته التي اكد من خلالها الرغبة في احلال السلام في العالم واعتماد الامل بدلا من الخوف كأساس في مقارباته السياسية».

أما الدول الحليفة، فبعد الترحيب الاوروبي الحار في يوم التنصيب، أبدت اسرائيل أمس اطمئنانها لمواصلة علاقات مميزة مع واشنطن مقللة من شأن أي خلافات ممكنة في المستقبل مع رئيس يفضل الحوار على الحرب ضد ما يسمى بـ«محور الشر». وقد رحب القادة السياسيون في اسرائيل بالاجماع بتسلم اوباما مهامه بمن في ذلك قادة اليمين الذين عبروا في الماضي عن تحفظات كبيرة ازاء نهجه السياسي الذي اعتبروه متساهلا جدا تجاه اعداء اسرائيل الالداء مثل ايران. وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي حاييم رامون ان بلاده لا تتوقع اي تغيير في السياسة الاميركية في ظل ادارة اوباما. اما نتانياهو، فيعتبر ان اوباما يتفهم «ضيق» الاسرائيليين و«قسوة الاعداء الذين يقاتلونهم».

وفي أفغانستان، اعتبر الرئيس حميد كرزاي ان رئاسة اوباما تفتح «عصرا جديدا واعدا من التفهم» بين الولايات المتحدة وافغانستان. وقالت الرئاسة الافغانية في بيان ان «افغانستان والولايات المتحدة تواجهان تحديات كبيرة في اطار الحرب على الارهاب ومكافحة المخدرات والتطرف، وينبغي مواجهة تلك التحديات في جهد مشترك وفي اسرع وقت».

ورحبت مصر أيضا بتسلم اوباما السلطة، وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: «إننا نؤيد أوباما في كافة توجهاته ونطالبه بأن يغير سياسة الولايات المتحدة تجاه هذا الإقليم وتجاه المنطقة الإسلامية». وأضاف: «ونثق أن لديه (أوباما) القدرة على تحقيق مصالح الولايات المتحدة مع هذا الإقليم من خلال التعاون والتنسيق والابتعاد عن أي سياسات للمواجهة أو لاستخدام القوة المسلحة».

وفي عمان، اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع اوباما على اهمية «الانخراط الاميركي المبكر» في عملية السلام في الشرق الاوسط، كما افاد الديوان الملكي الاردني في بيان. وقال البيان ان «الملك عبدالله الثاني تلقى اليوم (أمس) اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي باراك اوباما جرى خلاله بحث الاوضاع في المنطقة اضافة الى العلاقات الثنائية». وبحسب البيان، فقد هنأ الملك عبد الله الرئيس اوباما بمباشرة مسؤولياته رئيسا للولايات المتحدة، معربا عن تطلعه الى «العمل معه من اجل حل قضايا المنطقة وخصوصا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على اساس حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة». كذلك دعا الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل احسان اوغلي في برقية تهنئة، الرئيس الاميركي الجديد الى دعم قيام حوار فعال بين الاسلام والغرب. وقال اوغلي في برقيته «ان منظمة المؤتمر الاسلامي ونيابة عن شعوب الدول الاسلامية تود تهنئتكم على توليكم مهام منصبكم كرئيس للولايات المتحدة وتعرب عن ترحيبها الحار بما ورد في خطابكم الرئاسي من رغبة في انتهاج طريق جديد في العلاقات مع العالم الاسلامي على اساس الاحترام والمصالح المتبادلة». وامل اوغلي في برقيته ان يحظى ذلك باولوية رئيسية على جدول اعمال اوباما، وان يشكل ما ورد في خطابه بهذا الصدد «بداية مثمرة لحوار بناء بين العالم الاسلامي والغرب». وهنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس الاميركي الجديد مؤكدا ان تنصيبه سيدشن»عهدا جديدا من الشراكة القوية والفعالة» بين الامم المتحدة والولايات المتحدة. وفي اشارة الى انه وعد بالتصدي لكثير من المشكلات العالمية، كالازمة المالية وارتفاع حرارة الارض والسلام والامن، قال بان في بيان انها «قضايا تسعى الامم المتحدة كذلك الى تحقيقها. اهدافنا واحدة. معا يمكن لاميركا والامم المتحدة ان تصبو نحو عهد جديد من الشراكة القوية التي ستؤدي الى احراز النتائج والتغيير الذي نحن بحاجة اليه».

وكانت الدول الاوروبية قد رحبت اول امس بتسلم اوباما السلطة. وكرر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون امس ان بلاده تريد تعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة. وفي معرض الحديث امام النواب في مجلس العموم، قال براون: «سنحافظ على العلاقة الخاصة القائمة بين بلدينا وسنعززها».