محكمة هولندية تلزم النيابة العامة بملاحقة برلماني هاجم الإسلام

وصفته الجالية المسلمة بأنه انتصار للديمقراطية

TT

أصدرت المحكمة العليا في العاصمة الهولندية أمستردام قراراً أمس يلزم النيابة العامة بالبدء بملاحقات ضد النائب الهولندي اليميني المتشدد غيرت فيلدرز صاحب فيلم «فتنة» المسيء للإسلام. وقالت محكمة أمستردام في بيان إنها أمرت بملاحقة النائب فيلدرز، بـ«تهمة التحريض على الحقد والتمييز». وكان غيرت فيلدرز، مؤسس ورئيس حزب الحرية الذي لديه تسعة مقاعد من أصل 150 في البرلمان الهولندي، نشر على موقعه الالكتروني في مارس (آذار) 2008 فيلما مدته 17 دقيقة بعنوان «فتنة» مسيء للقرآن الكريم. واعتبرت «رابطة العمل المشترك للمغاربة في هولندا» القرار «انتصاراً للديمقراطية». وقال رئيس الرابطة فريد ارزكان إن «قرار المحكمة حدث في غاية الأهمية، ومصدر سعادة لنا».

ونقضت المحكمة حكما سابقا للمدعي العام رفض فيه محاكمة فيلدرز عن فيلم «فتنة» الذي حث فيه المسلمين على تمزيق آيات من القرآن «مليئة بالكره». وقالت المحكمة في بيانها: «محكمة الاستئناف في أمستردام أمرت بمحاكمة عضو البرلمان غيرت فيلدرز بتهمة التحريض على الكراهية والتفرقة العنصرية استنادا إلى التعليقات التي قالها في وسائل إعلام عديدة عن المسلمين ودينهم». وأضاف البيان: «كما تدرس المحكمة محاكمته جنائيا بالشكل المناسب لإهانته المسلمين المؤمنين لمقارنة فيلدرز بين الإسلام والنازية».

ويتضمن فيلم «فتنة» لقطات من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 على الولايات المتحدة وتفجيرات أخرى مع تلاوة في الخلفية لآيات من القرآن. ونقلت وكالة الأنباء الهولندية عن فيلدرز قوله في أول رد فعل له على الحكم «إنه يوم أسود لي ولحرية التعبير. صدمت. لم أكن أتوقعه على الإطلاق». وكان هناك انقسام سياسي في هولندا حول القرار. فرحب حزب العمل اليساري، المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي بقرار المحكمة، بينما قال حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، وهو حزب يميني، بأن قرار المحكمة مثير للقلق. ووصف الحزب الاشتراكي القرار، بأنه جدي جداً. ويأتي ذلك بعد أن أكدت هولندا مخاوفها من أن يؤدي عرض فيلم ينتقد القرآن الكريم، إلى وقوع هجمات إرهابية في البلاد. وجاء ذلك على لسان تيبي يوسترا المنسق الهولندي لشؤون مكافحة الإرهاب، الذي قال في تصريحات للإعلام الهولندي إن خطر الأنشطة الإرهابية ما زال كبيراً. وأضاف يوسترا أن عرض فيلم (فتنة) جعل من هولندا هدفا للأنشطة الإرهابية. ويذكر أن المنظمة التي يعمل بها يوسترا، وهي منظمة التنسيق الوطني لمكافحة الإرهاب، تأسست بعد شهور فقط من قتل المخرج تيو فان جوخ على يد محمد بويري ، وهو متشدد هولندي من أصل مغربي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، لعرضه فيلما يهاجم الإسلام.

وتتولى منظمة التنسيق الوطني لمكافحة الإرهاب مسؤولية تنسيق عمل مكافحة الإرهاب في هولندا التي يسكنها 16 مليون نسمة منهم مليون مسلم.