إغلاق القنصلية الأميركية بدبي لأسباب أمنية.. ومسؤول إماراتي يستغرب

قائد شرطة دبي لـ«الشرق الأوسط»: أبلغنا المسؤولين الأميركيين أن التهديد بلاغ كيدي

العلم الاميركي في مركز دبي التجاري الذي يضم مقر القنصلية الاميركية في دبي أمس (أ.ف.ب)
TT

فيما أعلنت السفارة الأميركية في الإمارات عن إغلاق قنصليتها العامة في دبي أمس بعد وصول «معلومات أمنية»، استغرب مسؤول أمني إماراتي كبير القرار الأميركي، وقال لـ«الشرق الأوسط» «ربما الأميركيون لا يثقون في عملنا».

ويأتي رد الفعل الإماراتي في أعقاب إعلان السفارة الأميركية في العاصمة الإماراتية أبوظبي عن إغلاق قنصلية بلادها في إمارة دبي يوم أمس، بسبب ما أسمته ورود «معلومات أمنية» حذرت من وجود تهديدات، مؤكدة أن هذه التحذيرات جاءت من السلطات الإماراتية نفسها، لكن السفارة الأميركية لم توضح طبيعة هذه المعلومات.

وقال الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي إن السلطات الأمنية ألقت القبض على شخص أجرى اتصالا هاتفياً من أحد الهواتف العمومية على الشرطة يدعي على أحد الأشخاص، من الجنسية السودانية، بقيامه بعمل ضد القنصلية «بسبب مشكلة شخصية على ما يبدو»، وأنه هدد بـ«عمل شيء ما في القنصلية».

وأشار الفريق خلفان إلى أنه فور ورود المكالمة للشرطة، تم القبض على الشخص الذي أجرى الاتصال «خلال سويعات»، وتم إبلاغ المسؤولين الأميركيين في حينه بأن التهديد لا يعدو كونه «بلاغاً كيدياً».

وقال الفريق ضاحي «أعتقد أن الأميركيين إما أنهم لا يثقون في عملنا، وإما أنهم لا يصدقوننا أصلا، أو أنهم يتخوفون أكثر من اللازم»، لكنه أكد من جديد حق الأميركيين في اتخاذ ما يرونه مناسباً لأمنهم.

وفي حين اعتبر المسؤول الأمني الإماراتي إغلاق القنصلية «حقاً من حقوق السلطات الأمريكية»، إلا أنه استغرب البيان الأميركي الذي أشار إلى تلقيهم معلومات أمنية، «ولم يذكروا في بيانهم أن البلاغ كيدي».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول التأثيرات التي يمكن أن تطال دبي من جراء هذا الإعلان، قال قائد عام شرطة دبي «سواء أغلق الأميركيون قنصليتهم لمدة يوم أو أسبوع أو حتى شهر، فإن ذلك لن يؤثر إطلاقاً على دبي، إجراءاتنا الأمنية تسير كالمعتاد»، معتبراً طريقة الإعلان الأميركية «من باب المخالفات».

وأعلنت سفارة واشنطن في أبو ظبي في بيان أصدرته أمس الأول، أن القنصلية الواقعة بمركز دبي التجاري العالمي ستغلق أبوابها بالنسبة لخدمات الجنسية الأميركية والمقابلات الخاصة بالتأشيرات. غير أن المبنى الذي تقع به القنصلية لم يغلق أبوابه أمام الزوار، وكانت الإجراءات الأمنية كالمعتاد.

وقالت القنصلية إنها ستصدر رسالة جديدة فور أن تعيد فتح أبوابها.

غير أن السفارة الأميركية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ظلت مفتوحة دون أن يطالها الإغلاق كما هو الإجراء الذي اتخذ في القنصلية العامة في دبي.

 ويأتي هذا التهديد، الذي أدى إلى تعليق الخدمات القنصلية العامة يوم أمس، بعد يوم واحد من تنصيب باراك أوباما في منصب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة.

وأوردت السفارة في بيان أرسلته إلى المواطنين الأميركيين مساء أمس الأول، أنه «بالاستناد إلى معلومات أمنية محددة أوردتها سلطات دبي إلى القنصلية العامة، ستقفل القنصلية الأميركية العامة في وجه العموم بتاريخ 21 يناير (كانون الثاني) 2009.

وبالرغم من إغلاق القنصلية يوم أمس، إلا أن أفراد طاقم العمل قدموا إلى العمل، وتوقفت القنصلية عن تقديم أي خدمات خلال فترة إغلاقها.

ويأتي التحذير بعد أقل من أسبوعين على إصدار السفارة الأميركية في أبوظبي، توجيهات للعاملين في البعثة الأميركية والمواطنين الأميركيين بتجنب أماكن في أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة بسبب التخطيط لمظاهرات مناهضة للعدوان العسكري الإسرائيلي على غزة.

ويقدر عدد الأميركيين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة بنحو 15 ألف مقيم، يشكل ذوو الأصول العربية جزءاً مهماً منهم.

وقال ستيف بايك المتحدث باسم السفارة الأميركية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، إنه لا يجدر للشركات المتصلة بالولايات المتحدة أن تقلق بشأن الإقفال، وأن عمليات السفارة في أبوظبي تسير على شكل متكامل.

وأضاف أن مسؤولين يراجعون حالياً مسألة ما إذا كانت دائرتا التأشيرات وخدمات المواطنين الأميركيين ستفتحان للعموم غداً (اليوم).

وكانت سفارة الولايات المتحدة في أبوظبي قد حذرت مواطنيها في يونيو (حزيران) الماضي، من ما أسمته حصول خطر اعتداء حقيقي فعلا، «ولهذا السبب يتعين على الرعايا الأميركيين التنبه باستمرار إلى مستوى التهديد المرتفع وخصوصاً في الأماكن العامة».

وشكلت تلك التحذيرات الأمريكية حينها، مفاجأة لدى السلطات الرسمية الإماراتية، التي استغربت إصدار السلطات الأميركية مثل هذه التحذيرات، دون التنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.

وكانت السفارة الأمريكية في أبو ظبي وكذلك القنصلية العامة في دبي، قد علقت نشاطها في مارس (آذار) 2004 وذلك في ضوء تهديدات محددة لمبنى السفارة في أبوظبي، وفقاً للجانب الأمريكي.

ولم يلحظ أي إجراءات أمنية مشددة على باقي المنشآت الحيوية في الإمارة، التي تعد العاصمة الاقتصادية للإمارات.