الجزائر: خصوم رئيس أبرز حزب إسلامي يهددون بتأسيس حزب بديل

مناصرة: سنلجأ إلى كل الخيارات إذا تعنت سلطاني في غلق منافذ التغيير

TT

هدد جناح معارض في «حركة مجتمع السلم»، التي تعد أبرز حزب إسلامي في الجزائر، بتأسيس حزب بديل احتجاجاً على «انحراف رئيس الحركة عن نهجها». وأعلن دعمه للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشح لانتخابات الرئاسة المرتقبة في مطلع أبريل (نيسان) المقبل.

وصرّح عبد المجيد مناصرة قائد «تيار التغيير» بـ «حركة مجتمع السلم» في مؤتمر صحافي بالعاصمة أمس، بأن قيادات الحزب المعارضة لسلطاني، «ستلجأ إلى كل الخيارات إذا تعنت سلطاني في غلق منافذ التغيير وأجهض مبادرات الحوار». وأضاف مناصرة أن سلطاني والقيادات الوفية له «تدفعنا إلى الخروج من الحزب». وسئل ما إذا كان وارداً أن يطلق حزباً بديلا عن «حركة مجتمع السلم»، فقال: «كل الخيارات مطروحة».

ويجمع سلطاني ومناصرة صراع حاد منذ وفاة المؤسس محفوظ نحناح، وتولى سلطاني القيادة في 2003. وترشح مناصرة لرئاسة الحركة في المؤتمر الأخير، لكنه انسحب في اليوم الثاني من الجلسات. وتوقع المناضلون نهاية الصراع، لكن سرعان ما عادت المواجهة بينهما وقامت «لجنة صلح» في الحزب للتقريب بينهما، لكن أعلن الأسبوع الماضي عن فشل مساعيها.

وقال مناصرة إن الحركة «لو طبقت قوانينها بحذافيرها، لكان أبو جرة سلطاني أول شخص يطرد منها لأنه خرج من الحزب وترشح في صفوف حزب آخر، ثم عاد إلينا». والشائع أن سلطاني ترشح في قائمة لـ «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» في انتخابات البرلمان التي جرت نهاية 1991 وفاز فيها. وبعد أن ألغى الجيش نتائج الانتخابات، عاد سلطاني إلى حزبه الأصلي الذي كان يسمى حينها «حركة المجتمع الإسلامي». وفي عام 1992 أطلق مساعي لتأسيس حزب جديد لكنه فشل.

ورفض مناصرة أن توصف «جماعة التغيير» التي يتزعمها، بأنها قيادات منشقة عن الحزب، فقال: «نحن لسنا متمردين وإنما أصحاب رأي وموقف، وقد التزمنا الصمت منذ المؤتمر الرابع، فاسحين المجال أمام فرص لتوحيد الصف، وللأسف لاحظنا استمرارا في ممارسة الهيمنة والإقصاء الجماعي على مستوى القاعدي وأغلق باب الحوار، وتم فرض الواقع وأنكر سلطاني وجود أزمة ومرض يستدعي العلاج». وقد اتهم سلطاني خصومه بـ «رفض الانصياع إلى رأي الأغلبية» التي مكنته من ولاية ثالثة في المؤتمر. وهدد حوالي 70 عضوا بمجلس الشورى موالين لمناصرة، بالإقصاء نهائياً من الحزب بسبب مقاطعتهم المستمرة لاجتماعاته. وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «هؤلاء الإخوة يرفضون الاحتكام إلى الشرعية وقد أقصوا أنفسهم بأنفسهم من الحزب، وأمامهم شهر واحد فقط ليرجعوا إلى رشدهم. وفي النهاية نحن نعتبرهم أبناء عاقين ومستعدون لاحتضانهم من جديد». يشار إلى أن سلطاني عضو في الحكومة حيث يشغل منصب وزير دولة. أما مناصرة فقد كان وزيرا للصناعة قبل ثماني سنوات.

وأعلن «تيار التغيير» عن دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حال ترشح للانتخابات الرئاسية، وقال مناصرة إن هذا القرار اتخذ من طرف الأغلبية في «جماعة التغيير» التي تضم وزراء سابقين وبرلمانيين سابقين وحاليين وعدداً كبيراً من المنتخبين بالمجالس المحلية. وفهم قياديون موالون لسلطاني، أن هذه الخطوة بمثابة مزايدة على قيادة الحزب التي اختارت منذ شهور دعم ترشح بوتفليقة. وتذكر مصادر مطلعة أن محيط الرئيس رحّب بمبادرة مناصرة.