موريتانيا: الرئيس المعزول يعد لمبادرة تضمن عودته للسلطة مؤقتاً

يريد الإشراف على الانتخابات وقطع الطريق على بقاء العسكر في الحكم

TT

ذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس الموريتاني المطاح به سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يعتزم طرح مبادرة جديدة لحلحلة الأزمة السياسية القائمة في البلاد على خلفية انقلاب السادس من أغسطس (آب) الماضي الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز.

وفيما لم تتكشف بعد خيوط هذه المبادرة، أكد محمد كابر هاشم مدير ديوان ولد الشيخ عبد الله أن هذه المبادرة لن تحمل تنازلات كبيرة تتنافى مع مطلب العودة للشرعية الذي دعا له المجتمع الدولي والقوى السياسية الموريتانية المناوئة للانقلاب. وتتضمن هذه المبادرة، حسب مصادر مطلعة، عودة ولد الشيخ عبد الله إلى الحكم مؤقتاً للإشراف على تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة لضمان عودة البلد إلى الحياة الدستورية من جهة، وقطع الطريق أمام استمرار بقاء رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال محمد عبد العزيز في السلطة من جهة أخرى. ويرى مراقبون سياسيون أن الرئيس المعزول ربما يحاول من خلال هذه المبادرة أن يفتح الباب مجددا أمام هامش المناورة بعد ظهور مرونة واضحة في الموقف الأوروبي تجاه الأزمة في موريتانيا، فيما كان ولد الشيخ عبد الله يعول كثيرا على أوروبا لاستعادته إلى السلطة، مما سيدفعه للاعتراف بالواقع الجديد مقابل مكاسب مادية وسياسية قد لا ترقى لسقف المطالب الذي كان يتطلع إليه.

وساهم قرار موريتانيا الأخير بتجميد علاقاتها مع إسرائيل، الذي حظي بتأييد سياسي وشعبي واسعين، في امتصاص الجبهة الداخلة المناوئة للانقلاب، الأمر الذي يعتقد أنه خفف من حدة الضغط الخارجي على السلطات الجديدة. ويرى مقربون من ولد الشيخ عبد الله أن الهدف من المبادرة المرتقبة هو لفت انتباه الرأي العام الداخلي والخارجي إلى حجم استعداده للمشاركة في أي حوار من شأنه أن يضع حدا للأزمة القائمة، نافيا بذلك ما يتردد على نطاق واسع من اتهامات له بالتصلب لموقفه الداعي لاستعادته إلى السلطة حتى يكمل فترته المحددة قانونا بخمس سنوات، مضى منها أقل من سنتين. ويتزامن الحديث عن مبادرة ولد الشيخ عبد الله الجديدة مع تكثيف «جبهة الدفاع عن الديمقراطية» المناوئة للانقلاب مساعيها لإبرام تحالف جديد مع زعيم المعارضة ورئيس تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه لمواجهة رئيس المجلس العسكري الذي بات من المؤكد أنه ينوي ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المرتقبة في يوليو (تموز) المقبل. ويفترض أن يعود الرئيس المعزول اليوم إلى العاصمة نواكشوط، قادما من قريته الأصلية لمدن حيث كان يخضع للإقامة الجبرية هناك وبقي فيها لبعض الوقت بعد الإفراج عنه رسميا. وسينظم أنصار ولد الشيخ عبد الله حفلا شعبيا حاشدا عند مدخل العاصمة يتوقع أن يلقي فيه خطابا يرسم ملامح مساره السياسي في المرحلة الراهنة على ضوء التطورات السياسية التي يعيشها البلد منذ إزاحته عن السلطة.