جنبلاط ورعد تجنبا حديث الانتخابات وكرسا حق الاختلاف السياسي

في أول لقاء بين الاشتراكي وحزب الله منذ أحداث مايو 2008

TT

قال رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في دارة وزير الشباب والرياضة طلال ارسلان: «بحثنا بعض المواضيع التي لن نفصح عنها الآن وتركنا أموراً أخرى لطاولة الحوار». في حين قال رعد: «لم نبحث في موضوع الانتخابات وعندما يصل الاتفاق إلى القضايا الاستراتيجية يصبح كل شيء ممكنا». اللقاء الذي جمع جنبلاط ورعد هو الاول من نوعه منذ فترة طويلة، وتحديدا بعد أحداث السابع من مايو (ايار) 2008. وهو يختلف عن لقاء الاقطاب اللبنانيين خلال اجتماعات طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وقد عقد نتيجة اجتماعات وتحضيرات عديدة بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«حزب الله»، وكان تولى تنسيق هذه الاجتماعات الوزير طلال ارسلان بتفويض من جنبلاط.

وفي حين أجمعت مصادر الطرفين على اعتبار ان هذا اللقاء ليس انعكاسا لما جرى من مصالحات عربية ـ عربية في قمة الكويت الاقتصادية، تضمن جدول الاعمال مراجعة لنتائج اللقاءات السابقة ورفع مستوى المصالحة، التي يفترض ان تؤدي في آخر المطاف الى لقاء جنبلاط بالامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وأشار جنبلاط اثر اللقاء الى ان «كل لبنان والجبل كان وسيبقى مقاوماً»، كما أكد «حق الاختلاف السياسي في إطار الديموقراطية» وتطرق الى «الحلم الكبير الذي تحقق في الولايات المتحدة، بغض النظر عن السياسة الاميركية الداعمة لإسرائيل، لكن وصول باراك حسين اوباما الى سدة الرئاسة يثبت اننا حيال أمة عظيمة تستطيع من خلال الديموقراطية ايصال من يحمل اسم حسين الى الرئاسة. ليت ذلك يتحقق في عالمنا. وانا قلت مرة ان عملا متواضعا في نيويورك قد يكون أفضل من الزعامة في لبنان». من جهته اعتبر رعد ان «اللقاء أتى في إطار مساعي الحفاط على التواصل الدائم. وأطل على مقاربات سياسية محلية وإقليمية ودولية في ضوء المراجعات الذاتية التي بدأها الكل بعد أحداث مايو (أيار) الفائت واتفاق الدوحة». وأمل أن «تتواصل هذه الجهود حتى تتطابق الرؤى الاستراتيجية كافة خصوصاً ما يتعلق منها بالاستراتيجية الدفاعية أو غيرها من النقاط الاستراتيجية». كما شكر لارسلان مواكبته لهذه اللقاءات التي تصب في مصلحة التهدئة.

وكانت وكالة «الانباء المركزية» قد أشارت الى ان اللقاء الذي ارجئ ثلاث مرات «نضجت ظروف انعقاده في الايام القليلة الماضية ولا سيما ان جنبلاط كان فوّض ارسلان خلال لقائهما الاخير الاتصال بحزب الله، بعدما كان ابدى رغبة في هذا الاتجاه بهدف تكريس مسار المصالحات واستكمالا للخطوات السابقة».