باكستان ترسل وفد سلام إلى الهند لخفض التوتر بين البلدين

«المسار الثاني» الدبلوماسي يتأثر بعد هجمات مومباي

TT

غادر أمس وفد من نشطاء سلام باكستانيين، يتألف من 20 عضوا برلمانيا وسياسيا وإعلاميا، قاصدين الهند في جولة تستمر أسبوعين، وذلك بهدف ممارسة بعض الضغوط لتخفيف التوترات واستئناف الحوار بين الجارتين. ويقود وفد السلام أسامة جيهانغير، المحامي البارز والناشط في حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ساسة وأعضاء برلمانيين من حزب الشعب الباكستاني الحاكم، ومجموعات برلمانية أخرى. وطبقا لما أفاد به أعضاء الوفد، فمن المرتقب أن يلتقي الوفد مع ساسة هنود، لإقناعهم بضرورة استمرار التواصل والحوار بين البلدين على المستوى الرسمي، لهزيمة مخططات الإرهابيين. وعلق المراقبون الدبلوماسيون أهمية كبرى على زيارة وفد السلام الباكستاني، وذلك على أساس حدوثها في وقت قطعت فيه الهند وباكستان المباحثات الرسمية على جميع المستويات في أعقاب هجمات مومباي. واجتاز الوفد الحدود بين البلدين من نقطة واغاه الحدودية لدخول الهند، وذلك على أساس أنهم في حاجة إلى زيارة مدينة عمراتيسار الحدودية أولا. وقال عضو وفد السلام ورئيس جمعية «ساوث إيشا فري ميديا» امتياز علام لـ«الشرق الأوسط» قبل مغادرته «إن انقطاع المحادثات بين باكستان والهند يصب في صالح الإرهابيين فقط، الذين يواصلون العمل في أجندة عمل خطيرة بالمنطقة». وقبل مغادرة وفد السلام إلى الهند، استقبلهم وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي في مكتبه بإسلام اباد. وقال الوزير الباكستاني في بيان «مهمة (الوفد) هي إجراء حوار غير رسمي يهدف إلى تسهيل تفاهم أكبر بين الهند وباكستان، عبر المراسلات والنقاشات بين العلماء والمفكرين البارزين». وقبل بضعة أيام، كان قرشي شدد على الحاجة لاستئناف الحوار بين الجارتين أملا في تنسيق أفضل للتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الهندية قطعت عملية الحوار بينها وبين باكستان غداة الهجمات على مومباي، وهي الاتصالات المستمرة بينهما قبل عام 2004، وبموجبها أحرزت الهند وباكستان تقدما في حل النزاعات السياسية القائمة بينهما. ولم تكن عملية الحوار بين البلدين هي الضحية الوحيدة بينهما إبان هجمات مومباي، إذ بات واضحا أن المسار الثاني الدبلوماسي - الذي ساعد في الماضي على تقليل التوتر بين الجارتين النوويتين – وقع، هو الآخر، ضحية التوترات القائمة بالمنطقة حاليا. وكان من المقرر أن يلتقي المسؤولون العسكريون المتقاعدون والدبلوماسيون السابقون في شهر مارس (آذار) المقبل، لمناقشة سبل تحسين العلاقات بين البلدين كجزء من المسار الدبلوماسي الثاني. وأوضح عضو باكستاني بالجماعة أن الجانب الباكستاني أبلغ عن عدم قدرته على المشاركة في محادثات المسار الثاني. ومن المعروف أن اسم المسار الثاني يُطلق على المباحثات التي تتم بين المواطنين الشخصيين من البلدين، الذين شغلوا في وقت من الأوقات مراكز هامة داخل المؤسستين العسكرية أو السياسة الخارجية. ويُذكر أن المسار الثاني الدبلوماسي - الذي ساعد على الحد من التوترات بين الهند وباكستان خلال أزمة كارجيل - قد حظي في السابق بموافقة حكومية.