الرئيس الاميركي يقسم اليمين من جديد.. تجنبا لأي طعن في شرعيته

بعد أن تلعثم في أدائه يوم التنصيب

TT

بعد أن تلعثم رئيس المحكمة العليا الذي قاد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما لأداء اليمين الدستورية يوم الثلاثاء الماضي، ولعثم معه الرئيس، أعاد أوباما في اليوم الثاني لتنصيبه أداء قسم اليمين في مكتبه في البيت الأبيض، تجنبا لأي سوء تفاهم محتمل حول شرعية الرئيس. وحضر رئيس المحكمة العليا نفسه، جون روبرتس، إلى البيت الأبيض مساء أول من أمس، وأشرف للمرة الثانية على أداء الرئيس قسمه بطريقة صحيحة. وقبل أداء القسم للمرة الثانية، قال اوباما ممازحا «قررنا أن الأمر كان مسليا جدا...». وبعد لحظات سأله القاضي من جديد «هل أنت مستعد لأداء القسم؟» فأجاب أوباما «أنا جاهز، وهذه المرة سنؤديه بتمهل شديد». وبعد أن أعاد الرجلان كلمات القسم من دون أي خطأ هذه المرة، ولكن من دون وجود كتاب مقدس وهو أمر ليس واجبا ولكنه أصبح تقليدا، ابتسم روبرت وقال «مبروك للمرة الثانية».

وبعد بضع ساعات من تأكيد مساعدي أوباما أن الرئيس ليس بحاجة لأداء القسم مرة جديدة، توصلوا إلى استنتاج بأنه من الأسهل إعادة القسم بسرعة قبل أن يتحدى احد شرعية الرئيس. وقال مستشار البيت الأبيض غريغوري غريغ «نحن نعتقد انه تمت تأدية القسم بطريقة ملائمة في يوم التنصيب، ولكن فقط من باب الحيطة، فقد أشرف رئيس المحكمة العليا روبرتس على القسم للمرة الثانية».

وفي حفل الغداء الذي أقيم على شرف الرئيس الجديد يوم الثلاثاء، شوهد روبرتس على شاشات التلفزة يقول لاوباما إن ما حصل كان خطأه. ووافق على القدوم إلى البيت الأبيض مرتديا رداءه الأسود، لأدائه مرة ثانية. وفيما شاهد أداء القسم الأول ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وحول العالم، لم يكن شاهدا على الخطاب الثاني إلا تسعة أشخاص، من بينهم أربعة من مساعدي الرئيس، وأربعة صحافيين، ومصور البيت الأبيض وبحسب الدستور الأميركي، يتوجب على الرئيس أن يقول «أقسم أنني سأنفذ بأمانة مهمات منصب رئيس الولايات المتحدة وسأعمل بأقصى ما لدي من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه».

وكان الجدل قد بدأ هو شرعية القسم عندما لم يستعمل روبرتس في حفل التنصيب يوم الثلاثاء، كلمة «بأمانة» في مكانها بل في نهاية الجملة، فسكت اوباما الذي كان قد حفظ القسم من قبل بانتظار أن يصحح القاضي خطأه. لكنه عندما بدأ بالحديث قاطعه القاضي ليعيد الجملة، ولكنه تلعثم مرة ثانية بكلمة أخرى. فقال عندها اوباما الجملة بتلعثم أيضا وقلب كلمة «بأمانة» بدوره.

وفي تاريخ البلاد، أعاد رئيسان، هما كالفين كوليدج، وتشيسر آرثر، أداء اليمين. في الحالة الأولى، أثير جدل حول شرعية قسم كوليدج عام 1923، وبدأت تطرح تساؤلات ما إذا كان يجوز أن يؤدي قسم اليمين بإشراف والده الذي كان كاتب عدل، فأعاد كوليدج أداء القسم بإشراف قاض فيدرالي.