مؤتمر للمانحين حول غزة في مصر الشهر المقبل... ولندن تضخ مساعداتها عبر مؤسسات دولية لتفادي حماس

وزير بريطاني لـ«الشرق الأوسط» : من مصلحة إسرائيل فتح المعابر

فلسطينيون ينتظرون تسلم المساعدات، أمام أحد مكاتب الأمم المتحدة، في مخيم الشاطئ أمس (أ.ب)
TT

بينما يزداد التنافس بين فتح وحماس حول تولي السلطة للمساعدات المالية المخصصة لغزة بعد الهجوم الاسرائيلي عليها، تفضل دول مانحة الاعتماد على الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية لصرف الاموال المخصصة لاغاثة اهالي غزة. وتدور نقاشات دول توصيل المنح في وقت يستعد المانحون لحضور اجتماع في مصر الشهر المقبل لجمع التبرعات لاعادة بناء قطاع غزة. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض مؤتمر صحافي في رام الله ان مؤتمر المانحين سيعقد منتصف فبراير (شباط) في مصر. وقدر مسؤولون فلسطينيون قيمة الدمار الذي تسبب به الهجوم الاسرائيلي على القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية واستمر 22 يوما بنحو ملياري دولار.

وقال نائب وزير الخارجية النرويجي ارموند يوهانس ان اجتماعا للدول المانحة للسلطة الفلسطينية سيعقد الشهر القادم لبحث سبل مساعدة السلطة الفلسطينية في اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية. وصرح فياض: «هذا تأكيد على ان هناك تحركا دوليا جادا باتجاه تقديم المساعدات لنا لاعادة اعمار ما دمره الاحتلال».

وقال يوهانس للصحافيين في مكتب فياض ان «زيارتي الى المنطقة تأتي بغرض التحضير لاجتماع لجنة تنسيق المساعدات الشهر المقبل وبهدف التنسيق مع السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء الفلسطيني حول طبيعة المساعدات المطلوبة».

وفي لندن، عقد الوزير البريطاني للتنمية الدولية دوغلاس الكساندر مؤتمراً صحافياً مقتضباً امس مع وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية مايكل فوستر الذي عاد للتو من زيارة اسرائيل لتسليط الضوء على جهود بريطانيا للمساهمة في اعمار غزة، حيث شدد الوزيران البريطانيان على اهمية فتح المعابر لتوصيل المساعدات لاهالي غزة، مع التأكيد على عدم التعامل والتنسيق مع «حماس» حتى تقبل بشروط الاعتراف باسرائيل واتفاقيات السلام ونبذ العنف.

وحول استهداف الجيش الاسرائيلي لموظفي الاغاثة والامم المتحدة اثناء الهجوم على غزة، قال اليكساندر: «نحن نعتمد على تقييم الامم المتحدة حول ما جرى، وبالطبع نريد السماح لعاملي الاغاثة بالقيام بعملهم ونحن نقدم دعمنا الكامل لعمل المنظمات الانسانية هناك». واضاف فوستر: «سنوصل 3 سيارات محصنة الى غزة ليستخدمها موظفو الاغاثة الذين يعملون بشجاعة ليحصلوا على الحماية الضرورية». واعلنت الحكومة البريطانية 27 مليون دولار من المساعدات الطارئة لغزة منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على غزة، وقد خصصت 4 ملايين جنيه استرليني منها للجنة الصليب الاحمر الدولية. وقال فوستر في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» بعد المؤتمر الصحافي: «لقد تم تخصيص المساعدات الطارئة لقنوات تابعة للامم المتحدة موثوق بها، مثل برنامج الاغذية العالمي ووكالة الغوث الاونروا الذين يمكنهم دخول غزة». واضاف: «من خلال النقاشات التي اجريتها مع ممثلي هذه المنظمات، اخبروني بانهم واثقون من قدرتهم على توزيع المساعدات بعد تأمين دخولها الى غزة، والموضوع الاساسي هو ادخالها من خلال المعابر». واعتبر فوستر انه في الوقت الراهن الطريق الامثل لتوزيع المساعدات هو من خلال المنظمات الدولية. وحول امكانية التنسيق مع حكومة «حماس» لتوزيع المساعدات واحصاء الاضرار في غزة وطريقة معالجتها، قال فوستر: «هذه من القضايا التي تهم اللاعبين في المنطقة، فلا نريد دعم نظام مازال ملتزما باستخدام العنف، فيجب الضغط على حماس للتخلي عن ذلك والقبول بالشروط التي وضعتها الرباعية». واضاف: «هذا الأمر يجعل التنسيق صعباً جداً بل يؤثر على سكان غزة أنفسهم». وشدد فوستر اثناء زيارته الى اسرائيل حول اهمية فتح المعابر وتسهيل حركة المواد والاشخاص الى غزة من اجل العمل على اغلاق الانفاق. وقال: «قلت للحكومة الاسرائيلية انه عليهم السماح بكميات اكبر من المساعدات من خلال المعابر وخاصة معبر كارني الاستراتيجي بسبب قربه من مدينة غزة اذا أردنا وقف الانفاق لمنع جميع الشحنات من خلالها، التي تشمل المواد الغذائية بالاضافة الى السلاح». واوضح: «من مصلحة اسرائيل اظهار أن الانفاق غير ضرورية لتوصيل المواد الغذائية وادخالها من خلال المعابر الرسمية»، مضيفاً: «لقد كنت واضحاً جداً في طرح هذه النقطة ولقد اعربت الحكومة عن عزمها السماح بالمزيد من المساعدات لغزة.. وقد رأينا تغطية الصحافة الاسرائيلية بأن وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي اسحاق هرزوغ اتفق على العمل للسماح لـ500 شاحنة من المساعدات لتدخل غزة، بدلا من الـ100 المسموح بها الآن». ويذكر ان فوستر لم يزر غزة، معتمداً على تقييم الامم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية للاوضاع هناك. ورداً على سؤال حول ما يمكن ان يضيفه مؤتمر دولي لجهود اعمار غزة، قال فوستر: «الصراع الذي شهدناه خلال الاسابيع الماضية جعل موضوع العلاقات الفلسطينية-الاسرائيلية محورية، واحدى نتائج كل الدمار المأساوي الذي رأيناه وفقدان الحياة التزام جديد للتعامل مع هذه المشكلة واحلال السلام، وربما اجتماع دولي هو الالية لتحقيق ذلك». وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون قد سعى لدعم جهود السلام من خلال انعاش الاقتصاد الفلسطيني. وكانت لندن قد رعت مؤتمراً للاستثمار في غزة نهاية العام الماضي وساهمت في تنظيم مؤتمر مماثل في بيت لحم مايو (ايار) الماضي. وحول تأثير الهجوم على غزة على هذه الجهود، قال فوستر: «من الواضح، الضرر الذي اصاب غزة ادى الى تراجع حظوظ الغزاويين للاستفادة من انتعاش الاقتصاد، وهذه مشكلة علينا مواجهتها، ولكن المؤتمرين اظهروا التزاما ورغبة لاحداث تقدم اقتصادي ولم نخسر هذا الالتزام بل لقد تقوى بسبب المعاناة التي رأيناها على شاشاتنا».