كلينتون في يومها الأول: بدأ عصر جديد.. والدبلوماسية أهم الأدوات لتحقيق أهدافنا

اتصلت بعباس لتؤكد التزامها مسيرة السلام.. وماكين من أبرز الداعين لتثبيتها من دون تأخير

كلينتون تحيي موظفي وزارة الخارجية الذين تجمعوا للترحيب بها في أول يوم لها في الوزارة (أ.ف.ب)
TT

بدأت هيلاري كلينتون أول يوم لها كوزيرة للخارجية الأميركية أمس بعد أن صوت الكونغرس على تثبيتها الليلة قبل الماضية. وانتقل الرئيس باراك اوباما إلى وزارة الخارجية في بادرة تدل على دعمه القوي للوزيرة الجديدة، وعقدا لقاء مغلقا ضم كبار المسؤولين في الوزارة ورؤساء الأقسام والمصالح، ناقشا فيه الخطوط العريضة للسياسة التي ستنهجها الإدارة الجديدة، وحضر اللقاء نائب الرئيس جو بايدن ومستشار اوباما للأمن القومي جيمس جونز.

وكانت كلينتون قد دخلت مباني الوزارة في المنطقة التي تعرف باسم «فوقي بوتوم» ليس بعيدا عن البيت الأبيض، من شارع «سي ستريت»، واحتشد مئات من موظفي الوزارة في باحة داخلية وقابلوا الوزيرة الجديدة بعاصفة من التصفيق وصيحات الترحيب. وكان مجلس الشيوخ ثبت الليلة قبل الماضية كلينتون في منصبها كوزيرة للخارجية بأغلبية كاسحة، بعد مناقشات طويلة حول السياسة الخارجية التي ستنهجها وجدل حول تضارب عملها مع مؤسسة زوجها الخيرية التي تتلقى تبرعات أجنبية قد تؤثر على عملها.

وقالت كلينتون في تصريحات، موجهة حديثها للدبلوماسيين الذين احتشدوا في باحة الوزارة «هذا عصر جديد، هناك ثلاث ركائز للسياسة الخارجية: الدفاع والدبلوماسية والتنمية. ونحن مسؤولون عن ركيزتين من هذه الركائز». وأضافت «سنجعل من الواضح ونحن نتقدم في عملنا إلى الأمام أن الدبلوماسية والتنمية أدوات مهمة لتحقيق الأهداف التي تصبو إليها الولايات المتحدة». وقالت إنها تشعر بالسعادة لأنها أصبحت وزيرة الخارجية رقم 67 في تاريخ الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن إدارة باراك اوباما ملتزمة بالدفاع عن الأمن القومي وحماية المصالح الأميركية واحترام القيم الأميركية حول العالم. وقالت إنها تحدثت أمام الكونغرس عن «القوة الذكية»، وفي قلب هذه القوة الذكية «يوجد أناس أذكياء». وأكدت أنها ترحب بالنقاش والنصائح الجيدة. وقال مصدر في الخارجية إن كلينتون استهلت بعد ذلك أول يوم عمل لها بإجراء مكالمات هاتفية مع عدد من قادة الدول خاصة البلدان التي تفصلها ساعات طويلة عن نهار واشنطن بسبب فارق التوقيت. قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن كلينتون «تحدثت مع الرئيس عباس عن ضرورة العمل معا، ودعمها للرئيس عباس والسلطة الفلسطينية لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة، في أقرب وقت ممكن». وأضاف أن عباس أكد لكلينتون «التزامه الكامل بعملية السلام ومبادرة السلام العربية، وضرورة بذل كل الجهود من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقيق السلام الشامل في المنطقة». ورأى أبو ردينة أن «اتصال أهم مسؤولين في الإدارة الأميركية، الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية، في أقل من 24 ساعة، إشارة أخرى إلى مدى اهتمام الإدارة الجديدة بعدم إضاعة الوقت من أجل إنجاح عملية السلام في المنطقة». وأشار إلى «تغير حقيقي في توجهات الإدارة الأميركية الجديدة، تقديرا منها لأهمية القضية الفلسطينية لدى الإدارة، وتأثيرها على الصراع في منطقة الشرق الأوسط».

وأشار المصدر إلى أن توضيحات ستصدر في وقت لاحق حول القادة الذين اتصلت بهم كلينتون. وكانت كلينتون أمضت أول من أمس في ردهات الكونغرس في انتظار تصويت مجلس الشيوخ على تثبيتها، وأظهرت نتيجة التصويت «شعبية» كبيرة لهيلاري بين زملائها السابقين، حيث صوت لصالحها 94 سيناتورا وعارض التعيين اثنان، وذلك بعد أن ألغى السيناتور الجمهوري جون كورنين طلبا لتقديم مزيد من المعلومات حول التبرعات الخارجية التي تلقتها «مؤسسة كلينتون».

وكان من أبرز الذين دعوا إلى تثبيت هيلاري كلينتون، السيناتور جون ماكين المرشح الجمهوري الخاسر، وقال ماكين للمراسلين «يجب أن لا يتأخر القرار، ولا يجب أن نذكّر أحدا في المجلس بأننا نخوض حربين، وهناك وقف هش لإطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، ويبدو أن الوضع تدهور من جديد في كوريا الشمالية».