المرشحون لانتخابات مجالس المحافظات يتفننون في حملاتهم.. ويواجهون الناخبين مباشرة

ملصقات وقمصان «تي شيرت».. بل وحتى مناطيد لكسب الناخبين

TT

في مواجهة جمهور متشكك، بل ومعاد في بعض الأحيان، تبادل 13 مرشحا متنافسين على مقاعد مجلس محافظة بغداد الميكرفون، خلال مناظرة دامت على مدار 3 ساعات، أقيمت في مبنى المجلس المحلي هذا الشهر. وخلال المناظرة أمطر الناخبون المرشحين بأسئلتهم، وكانوا يعترضون على إجاباتهم. تساءلت سيدة تجلس في الصف الأمامي: «هل يجب الاستمرار في تزويد العراق بوسائل الدفاع العسكرية؟» وتساءل رجل: «كيف ستتعاملون مع المباني التي لا تتوافر بها الخدمات، ومع أزمة الإسكان؟»، وسألهم صحافي عراقي «كم أنفقتم على حملاتكم الانتخابية، خاصة الأحزاب الدينية الكبرى؟».

بينما لا تزال الأحزاب السياسية القائمة باقية في الساحة، يعمل عدد كبير من الوجوه والتحالفات الجديدة بدأب لنيل التأييد، في وقت بدأ فيه النفوذ الأميركي ينحسر، فيما ازداد عمق السخط على الحكومة العراقية. وعبر جميع أرجاء البلاد، ظهرت الملصقات السياسية على الحوائط الإسمنتية، التي تم إنشاؤها لتقسيم وحماية العراقيين خلال السنوات الأخيرة. وامتلأت الصحف المحلية بإعلانات الحملات السياسية. وتبث وسائل الإعلام المسموعة والمرئية فعاليات الحملات، وتظهر صور المرشحين وشعاراتهم على قمصان «تي شيرت» وبالونات. واتت حسن الطحان- وهو مرشح شيعي للانتخابات في بغداد- فكرة مبتكرة لجذب الناخبين؛ إذ طبع صورته على منطاد بيضاوي الشكل، كالذي يستخدمه الجيش الأميركي للقيام بعمليات المراقبة حول العراق. وقام صابر العيساوي- رئيس مجلس محافظة بغداد، الذي يسعى لإعادة انتخابه– بتوزيع صورة له، تصوره وهو ينظر إلى الأعلى في مقابل صورة لطفل يشرب المياه المتسخة الخارجة من ماسورة متسخة. وأظهر إعلان تلفزيوني لحملة منافسة صورة العيساوي متسائلة: «ماذا فعل هذا الرجل لبغداد؟».

وتلقت مرشحات للانتخابات انتقادات لاذعة في مدينة البصرة الجنوبية وفي الفلوجة بمحافظة الأنبار، بسبب نشر صورهن على الملصقات والإعلانات الانتخابية. يقول جابر حسين علواني- وهو زعيم قبلي في الفلوجة- إنه استاء من عدد الملصقات الانتخابية المروجة لمرشحات من النساء. وأضاف: «ليست لدينا مشكلة مع النساء اللائي يرغبن في أن يتم انتخابهن، إلا أنه لا يتعين عليهن نشر صورهن، فهذا غير مقبول. ويكفيهن نشر أسمائهن فقط». وتقول سها جاسم محمد- المرشحة لعضوية المجلس عن محافظة الأنبار- إنها غير قلقة من الجلبة المحيطة بهذا الأمر. وقضت سها، التي تعمل مديرة بإحدى المدارس، الأسابيع الماضية في توزيع الإعلانات الدعائية التي تحمل صورتها. وتقول سها إن عمليات العنف الأخيرة التي ضربت البلاد دفعت بالنساء إلى مواقع القوة والشهرة، فالكثير منهن تحولن إلى أرامل. وتضيف: «لقد أصبحت المرأة مجبرة على الذهاب إلى العمل، كما أنها ترغب في المشاركة في الانتخابات». وتمثل المرأة 30% من إجمالي المرشحين لهذه الانتخابات، البالغ عددهم 14,431 مرشحا. وبموجب نظام الحصص النسبية، يجب على الأحزاب التي تفوز بالعديد من المقاعد، تعيين امرأة لكل 3 مقاعد يشغلونها في كل مجلس.

* خدمة: «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»