عناصر باكستانية وأميركية تستجوب سعودياً يشتبه بأنه أحد «مدبري» اعتداءات لندن

غموض حول عملية اعتقال سبعة مشتبه بانتمائهم لـ«القاعدة» في بيشاور

TT

أجرت الحكومة البريطانية اتصالاً بنظيرتها الباكستانية للحصول على معلومات تفصيلية أمس بشأن هوية مسلحين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» الذين ألقت الاستخبارات الباكستانية القبض عليهم في بيشاور صباح أول من أمس. وأشارت مصادر أمنية باكستانية إلى أن أحد المعتقلين، يدعى زبيح الطائفي، وهو سعودي الجنسية ومطلوب لدى الشرطة البريطانية لصلته بتفجيرات لندن التي وقعت 7 يوليو (تموز) 2005. ولم يتضح بعد إن كان اسم زبيح الطائفي هو الاسم الحقيقي للمعتقل أم كنية. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن محققين باكستانيين استجوبوا سعوديا يعتقد أنه قيادي في تنظيم القاعدة بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه). وعلى الرغم من أن السلطات البريطانية رفضت التعليق على الحادثة ولم تؤكد أن هناك مطلوباً سعودياً مرتبطاً بتفجيرات لندن، إلا أن مسؤولا باكستانيا رفيع المستوى صرح بأنه: «حتى الآن لم يتم تقديم طلب رسمي لترحيل المتهم، لكن الحكومة البريطانية اتصلت بنا للتعرف على الهوية الحقيقية للمقبوض عليهم خلال الغارة التي نُفذت صباح الأربعاء». ويذكر أنه تم نقل المعتقلين إلى إسلام أباد مساء أول من أمس، تم استجوابهم من قبل وكالة الاستخبارات الداخلية الباكستانية. ومازال هناك تضارب حول عدد المعتقلين، إذ تقول بعض المصادر إن هناك خمسة معتقلين كلهم يتحدثون العربية، بينما تقول مصادر أخرى إن هناك 7 معتقلين 4 منهم يتحدثون العربية. إلا أن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك انه «تم اعتقال 7 إرهابيين في بيشاور بينهم 2 مهمين جداً». وأضاف مالك في تصريحات للصحافيين بعد حفل تخريج في أكاديمية الشرطة أمس إن القوات الباكستانية «تقوم بعمل جيد ضد الإرهاب». ومن جهة أخرى، أعلن الجيش الباكستاني أن «هناك بعض الأجانب» بين المعتقلين، لكن لم تعلن هوياتهم أو جنسياتهم. ومن جانبهم، رفض المسؤولون الباكستانيون التعليق رسمياً على تفاصيل العملية الاستخباراتية في ضواحي مدينة بيشاور. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الباكستانية شهيد الله بيغ لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لدي أي تعليق». وأشارت مصادر استخباراتية إلى أن هدف الغارة كان إلقاء القبض على العقل المدبر ومخططي الهجمات على قوافل الإمدادات التابعة لحلف الناتو المارة عبر المناطق القبلية الباكستانية. ويذكر أن 75 في المئة من إمدادات قوات الناتو تمر عبر الأراضي الباكستانية، ومنذ ثلاثة شهور تتعرض القوافل لهجمات من قبل عناصر قبلية مسلحة داخل المناطق القبلية الباكستانية، ما يثير مشكلات للحكومة الباكستانية. وأشار مسؤول استخباراتي إلى أنه: «ليست لدينا فكرة عن وجود صلات بين الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم في بيشاور وتفجيرات لندن عام 2005، إلا أنه بإمكاني التأكيد أن أحدهم عربي يحمل اسم زبيح الطائفي». كما نفى المسؤول مشاركة أي عنصر أجنبي في الغارة. ومع ذلك، تعج وسائل الإعلام الباكستانية المحلية بتقارير حول تصريحات لسكان محليين يقولون فيها إن بعض الغربيين كانوا متواجدين بالقرب من فريق العمل الاستخباراتي. وروى مسؤولون كبار في القوات الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية - طالبين عدم ذكر هوياتهم - أن عملية المداهمة باغتت الرجال السبعة ولم يتمكنوا من المقاومة في إحدى ضواحي بيشاور، كبرى مدن شمال غرب البلاد قرب المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان حيث أعادت طالبان والقاعدة تشكيل صفوفهما. وأوضح أحدهم أن «العملية تمت بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية وضباط من وكالة الاستخبارات المركزية». وأكد مسؤولون في قوات الأمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن محققين أميركيين حضروا عملية الاعتقال وأن طائرة من دون طيار كانت تحلق فوق المنازل المستهدفة قبل عملية الدهم وخلالها. ووحدهما الـ«سي آي إيه» والجيش الأميركي المنتشر في أفغانستان المجاورة يملكان مثل هذه الطائرات في المنطقة.

ويذكر أن المنزل الذي عُثر على الطائفي بداخله يخص أحد اللاجئين الأفغان. وأكد أحد المسؤولين أن ما بين ثلاثة وأربعة مواطنين أفغان أُلقي القبض عليهم أيضاً خلال الغارة. وشكلت الغارة عملية كبرى شارك بها ما يزيد على 200 من قوات الأمن. وقال مسؤولون إنه لم يقع تبادل لإطلاق النار خلال الغارة، وأن عملاء القاعدة استسلموا بصورة سلمية بعد إدراكهم أنه تمت محاصرتهم من الجهات كافة.