فنزويلا: للمغرب حق إغلاق سفارته.. وسنستمر في علاقاتنا الدبلوماسية معه

قالت إنها لا تقبل الأسباب التي أوردتها الرباط.. ولم تتبلغ باتخاذها موقفا عدائيا من المغرب

TT

في أول تعليق رسمي، على القرار الذي اتخذه المغرب قبل أكثر من أسبوع، والقاضي بنقل سفارته لدى جمهورية فنزويلا، من عاصمتها «كاراكاس» إلى عاصمة جمهورية الدومينيكان احتجاجا على ما وصفه بيان مغربي بموقفها العدائي من نزاع الصحراء، قال ريينادو بوليفار، نائب وزير الخارجية الفنزويلي المكلف بالشؤون الأفريقية، إن المغرب له كل الحق في أن يغلق سفارته وينقلها إلى أي مكان آخر في العالم. لكن الدبلوماسي الفنزويلي لم يتقبل الأسباب التي قالت الرباط إنها هي التي حملتها على إغلاق سفارتها والمتمثلة في تقديم الدعم لـ «الجمهورية العربية الصحراوية» التي أعلنتها جبهة البوليساريو منتصف عقد السبعينات من القرن الماضي، من جانب واحد. وأوضح بوليفار، في حديث مع الإذاعة الوطنية لبلاده، أوردت بعض فقراته وكالة الصحافة الفرنسية، في نشرتها باللغة الإسبانية، أول من أمس، أن فنزويلا ستستمر في علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب وفق الأعراف الدولية المتبعة، مشيرا إلى أنه لم يسبق للمغرب قط أن أشعر بلاده بأنها تقف موقفا عدائيا من وحدة المغرب الترابية، مضيفا أن الرباط تعرف أن فنزويلا اعترفت بجمهورية البوليساريو عام 1983 وبالتالي فإنه يعتبر الحملات المغربية على بلاده غير مستندة على أساس، خاصة عندما تقول الرباط إن كاراكاس، تقدم الدعم الحربي والمالي للجبهة، كما أن المغرب لا يجهل منذ عام 1987 أن السفارة الفنزويلية في الجزائر، هي التي تتولى تدبير ملف العلاقات مع «الجمهورية الصحراوية». وختم بوليفار تصريحه بالتأكيد على أن بلاده تتعامل دائما باحترام مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحرص دائما على إبعاد العلاقات الثنائية مع المغرب عن تداعيات ملف نزاع الصحراء. ويلاحظ على تصريحات المسؤول الفنزويلي أنها اتسمت بنوع من الاعتدال، عكس اللهجة الثورية التي يتميز بها خطاب الدبلوماسية الفنزويلية، مع استبعاد عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، إذ يبدو أن وزارة الخارجية المغربية لم تنشر بيانها المقتضب الغاضب، لو لم تكن متأكدة من سلسلة مواقف حيال المغرب صدرت عن فنزويلا في المدة الأخيرة. وبرأي مراقبين دبلوماسيين، فإن كاراكاس، تجاوزت مجرد الاعتراف بجمهورية «البوليساريو»، الذي تتفهم الرباط أسبابه وسياقاته الدولية، كونه جرى قبل أن يصل الرئيس هوغو شافيز، إلى السلطة، وانضمت بأفعال ملموسة إلى صف المؤيدين للبوليساريو. وكانت تقارير غير مؤكدة تداولتها الصحافة المغربية بعد إعلان الأزمة الدبلوماسية مع كاراكاس، تحدثت عن تقديم هذه الأخيرة مساعدات سخية لجبهة البوليساريو، لتمضي في تشييد منشآت فوق منطقة «تيفاريتي» المنزوعة السلاح.