الفلسطينيون ممن دُمرت منازلهم يبيعون المساعدات.. ليشتروا ملابس للشتاء

قالوا إنهم يحتاجون إلى سيولة نقدية لا توفرها الجهات الداعمة

فلسطينية تحمل امتعتها من تحت ركام منزلها المدمر في مخيم جباليا لتواجه مصيرها أمس (أ.ب)
TT

آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة تركوا منازلهم بما فيها من أمتعة وملابس تحت القصف الإسرائيلي، الذي امتد على مدار 22 يوما، وعادوا إليها بعد وقف إطلاق النار فوجدوها أكواما من الحجارة، بفعل استهدافها من الطائرات الحربية الإسرائيلية بالصواريخ، الأمر الذي حرم هؤلاء الفلسطينيين ملابسهم وأمتعتهم، وأصبحوا لا يمتلكون سوى الملابس التي يلبسونها على أجسادهم، مما اضطرهم إلى بيع بعض المساعدات، التي تلقوها من الدول العربية الشقيقة عبر الحكومة المقالة التي تقودها حركة حماس، للتجار والمواطنين، بينما قامت بعض النساء ببيع الذهب لشراء ملابس ثقيلة تقيهم برد الشتاء.

المواطنة «أم محمد»، والتي تبحث عن منزل لتعيش فيه هي وأسرتها، بعد أن قصف منزلها بالصواريخ الإسرائيلية وتساوى بالأرض، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «خرجنا من المنزل وتركنا كل شيء، واتجهنا إلى مدرسة تابعة (للأنروا) للاحتماء من الصواريخ الإسرائيلية، ولم نملك سيولة نقدية بالمطلق، واعتمدنا في غذائنا خلال فترة وجودنا في المدرسة على المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث يوميا للمشردين، من وجبات غذاء وأغطية، وعندما عدنا إلى المنزل بعد وقف إطلاق النار وجدناه ركاما من الحجارة، ولم نستطع أن ننتشل من تحت الركام أوراقنا الشخصية وملابسنا، الأمر الذي اضطرنا إلى بيع بعض المساعدات الغذائية التي وصلت إلينا من جهات عدة، لشراء الملابس وبعض المستلزمات». وأضافت أن الإنسان لا يمكن أن يعيش دون سيولة نقدية لشراء مستلزمات لا توفرها الجهات الداعمة، معربة عن شكرها الكبير لكل من ساهم بتقديم المعونة لها ولأبنائها.

وتابعت حديثها: «خرجنا من مدرسة الأنروا، وأعيش الآن عند أخي، الذي يعاني من ظروف اقتصادية سيئة وضيق في مكان السكن، وأبحث عن منزل للإيجار لأسكن فيه أنا وزوجي وأبنائي السبعة»، ووصفت وضعها الاقتصادي رغم ما وصلها من مساعدات نقدية وغذائية بـ«الصعب»، وتتمنى أن يعود منزلها كما كان. وتساءلت: «ما ذنبي وأطفالي أن نعيش هذه الحياة الصعبة؟ وماذا فعلنا للجيش الإسرائيلي لكي يحرمنا من مأوانا؟».

وأكد «أبو خليل»، 55 عاما، الذي دُمر بيته المكون من أربعة طوابق، أنه اضطر إلى بيع ما لدى زوجته من ذهب بمبلغ 400 دينار أردني، وقام بشراء الملابس وبعض الأدوات المنزلية البسيطة، بعد أن تمكن من استئجار منزلين له ولأبنائه المتزوجين. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «وصلتني مساعدات من عدة جهات، بما فيها الأنروا والجمعيات الخيرية والحكومة المقالة، ووعدوني بالمزيد خلال الأيام القادمة». ودعا المعنيين والمسؤولين عن الإعمار إلى الإسراع في البناء بكل الجهود.

وأكد بأن حركة حماس قدمت له مبلغ 4000 شيكل بشكل فوري عقب تدمير منزله، له ولأبنائه الأربعة المتزوجين، ووعدوه بإعادة بناء منزله في المستقبل القريب. وفي نفس السياق قال المواطن «إبراهيم عبد الله»: «ما إن بدأ العدوان الإسرائيلي على القطاع حتى ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، وبحثت عن (الدقيق) فلم أجده، وبعد أسبوعين من العدوان عثرت على شوال طحين من أحد التجار، ومكتوب عليه «هدية من الشعب التركي إلى الشعب الفلسطيني» بمبلغ 140 شيكلا»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه وجد لدى التاجر بعض المساعدات من معلبات، وأكد أنه رأى بعض المواطنين يعرضون بعض المساعدات التي حصلوا عليها للبيع لدى التاجر الذي اشترى منه «الدقيق».

وفي الموضوع ذاته يعرض بعض التجار السلع على بسطات في مدينة غزة بأسعار عادية، في ظل الرقابة من قبل الحكومة المقالة، التي تلاحق التجار وتتبع ظاهرة ارتفاع الأسعار.

هذا وتقوم جمعيات خيرية كثيرة في القطاع بتقديم المعونة للمنكوبين، في خطوة تضامنية منهم، ومحاولة التخفيف من معاناتهم، وحمايتهم من العيش في خيام بلاستيكية في فصل الشتاء.