باكستان: مقتل 15 في أول هجوم بصواريخ في عهد أوباما

مسؤولون محليون: معظمهم من «القاعدة» .. وطائرة أميركية من دون طيار نفذت العملية

TT

للمرة الأولى في عهد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، نفذ الطيران العسكري الأميركي أمس ضربتين صاروخيتين على شمالي غربي باكستان، وقتل 15 شخصا، أغلبيتهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية باكستانية. وقال مسؤول في قوات الأمن الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية، رفض الكشف عن هويته، إنه «تم تدمير موقع لمقاتلين متشددين، وقتل خمسة مقاتلين أجانب وثلاثة محليين على الأقل في الهجوم الأول». وأوضح مسؤول آخر أن «الأجانب» الخمسة هم «مقاتلون في القاعدة»، دون أن يحدد هوية الآخرين.

وفي الهجوم الثاني قال مسؤولون محليون وآخرون في الأجهزة الأمنية إن الدفعة الأخيرة من الصواريخ أسفرت «عن سبعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى»، موضحين أن غالبية القتلى من «القاعدة». وأوضح مسؤول أمني رفيع أن الصاروخين أطلقتهما، على الأرجح، طائرة أميركية دون طيار.

وقال ضابط آخر في القوى الأمنية إن «ثلاثة صواريخ أطلقتها طائرات من دون طيار، سقطت على منزل في محيط مير علي» في إقليم شمال وزيرستان، قرب الحدود الأفغانية، والذي يعتبر معقلا لـ «القاعدة».

وأكد هذان المصدران أن الصواريخ أميركية، وقال المسؤولون إن الصواريخ أصابت منزلا بقرية تبعد نحو كيلومترين إلى الغرب عن بلدة مير علي، وهي بلدة رئيسية في الإقليم الواقع على الحدود مع أفغانستان.

وقال إسماعيل وزير، أحد السكان، في اتصال هاتفي لـ«رويترز»: «تم انتشال تسع جثث من تحت الأنقاض). وتقع بلدة مير علي على بُعد 25 كلم شرق ميرنشاه، كبرى مدن الإقليم. وقد أفاد أحد المصدرين بأن «المنزل المستهدف كان أشبه بقلعة محصنة». ووحده الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) اللذان ينشطان في أفغانستان المجاورة، يملكان طائرات دون طيار في المنطقة. وقد تكررت خلال الأشهر الأخيرة هذه الهجمات الصاروخية في مناطق القبائل المحاذية لأفغانستان. وتعترض عليها إسلام آباد علنا، في حين تتحدث وسائل الإعلام الأميركية والباكستانية عن اتفاق سري بين الولايات المتحدة وباكستان للسماح بهذه الهجمات.

وهذا الحادث هو الأول منذ تسلم باراك أوباما مهماته الرئاسية في الولايات المتحدة، علما بأنه أدرج التصدي للمتطرفين الإسلاميين في أفغانستان وباكستان في أولويات سياسته. ويأتي الهجوم أيضا غداة تعيين أوباما الدبلوماسي ريتشارد هولبروك موفدا خاصا إلى أفغانستان وباكستان. ويعتبر الرئيس الأميركي أن تحقيق انتصار عسكري على طالبان في أفغانستان يرتبط بشكل وثيق بالتصدي لقواعدها الخلفية، وتلك العائدة إلى «القاعدة» في باكستان.

وشنت الولايات المتحدة نحو 30 هجوما على من يشتبه في أنهم متشددون، بصواريخ من طائرات دون طيار، في عام 2008، حسب بيانات «رويترز»، أكثر من نصفها شن بعد بداية شهر سبتمبر «أيلول». وقتلت الهجمات أكثر من 220 شخصا، منهم متشددون أجانب حسب تقارير من أجهزة مخابرات باكستانية ومسؤولين محليين وسكان.

وتعترض باكستان على مثل هذه الهجمات قائلة إنها تنتهك أراضيها وتقوض جهودها لمعالجة مسألة المتشددين، لكن السلطات الباكستانية تؤكد أن هذه الهجمات الأميركية تصيب أحيانا المدنيين.

وتظاهر بعد ظُهر الجمعة نحو 1500 شخص في إسلام آباد؛ احتجاجا على هجمات الجيش الباكستاني وإطلاق الصواريخ الأميركية على المنطقة الشمالية الغربية، وذلك تلبية لدعوة الجماعة الإسلامية، أكبر حزب إسلامي في البلاد.

وبضغط من واشنطن نفذت إسلام آباد، حليفة الولايات المتحدة منذ 2001 في «حربها على الإرهاب»، عمليات عسكرية واسعة أخيرا في العديد من أقاليم مناطق القبائل. وتتهم كابل وواشنطن طالبان بإعداد غالبية هجماتها في أفغانستان وتنفيذها انطلاقا من هذه المناطق، وخصوصا ضد نحو سبعين ألف جندي دولي يقاتلون المتمردين الإسلاميين في هذا البلد، نصفهم أميركيون. وردا على ما تعتبره تحالفا مع الولايات المتحدة منذ نهاية 2001، أعلنت «القاعدة» «الجهاد» على السلطات الباكستانية. وأسفرت اعتداءات المتطرفين عن مقتل أكثر من 1500 شخص خلال عام ونصف، في موجة هجمات انتحارية غير مسبوقة في كل أنحاء باكستان.