ساركوزي يقترح السماح لمستثمرين أجانب بتمويل الصحف

كشف عن خطة دعم حكومية لقطاع الصحافة المكتوبة في فرنسا قيمتها 600 مليون يورو لـ3 سنوات

ساركوزي خلال المؤتمر الصحافي في قصر الإليزيه أمس (رويترز)
TT

بعد خطط إنقاذ المصارف وصناعة السيارات وخطة إعادة إطلاق الحركة الاقتصادية والعمل ومحاربة البطالة والعديد غيرها من الخطط والمشاريع التي أعلنت على مر الأسابيع الماضية، كان أمس يوم الإعلان عن خطة مساعدة وإنقاذ الصحافة الفرنسية. وتجمع للمناسبة أهل المهنة في قصر الإليزيه للاستماع إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يفصّل ما ينوي القيام به من أجل مد يد العون للصحافة الفرنسية التي تعاني من الضائقة الاقتصادية التي ردها ساركوزي إلى ثلاثة عوامل: الأزمة الخاصة بالصحافة نفسها، والأزمة الاقتصادية العامة وأخيرا التحولات التكنولوجية ومجيء الصحافة الرقمية.

وتأتي الخطة بمناسبة انتهاء أعمال مؤتمر إنقاذ الصحافة الذي أطلق في الخريف الماضي عبر لجان عمل متنوعة وصدور «الكتاب الأخضر» الذي يتضمن تفاصيل التدابير الممكن اتخاذها من أجل مساعدتها. كذلك فإن خطة ساركوزي تأتي عقب «الثورة» التي شهدها القطاع التلفزيوني ببدء العمل بالإصلاحات الجدية التي أقرت له.

واعتبر ساركوزي في كلمته أن الآفة الكبرى التي تعاني منها الصحافة الفرنسية، هي غياب المجموعات الصحافية الكبرى القادرة على التنافس في الفضاء الأوروبي والعالمي وضعف الرأسمال الخاص لهذه المجموعات وضعف الاستثمارات فيها. ولمعالجة هذا الواقع، اقترح ساركوزي فتح الباب أمام المستثمرين غير الأوروبيين والسماح لهم برفع سقف حصصهم إلى عشرين بالمائة من رأسمال الشركات الصحافية. وانتقد الرئيس الفرنسي «التقليد» المتبع في فرنسا، والذي يميز بين الناشر من جهة وبين الخط التحريري للصحيفة من جهة أخرى، وإصرار الجسم التحريري على منع الناشر من التأثير على خط وسياسة الصحيفة. وبرأي ساركوزي، فإن هذا التصور «عبثي» إذ يحق للناشر أن يخاطر ويخسر أموالا، ولكن يمنع من أن يكون له رأي وتأثير على ما يموله.

وأعلن ساركوزي الذي يتهم بالتدخل في شؤون الصحافة والتأثير على خطها، عن خطة قيمتها 600 مليون يورو لثلاث سنوات لمساعدة الصحافة التي تحظى الآن بدعم ضعيف من الدولة. كذلك كشف عن مجموعة من التدابير للحد من كلفتها العامة مثل الامتناع عن زيادة التعريفة البريدية لمدة عام، وزيادة مصاريف الدولة الإعلانية في الصحف ومساعدة بائعي الصحف وتوزيعها على المنازل.

وأبدى الرئيس الفرنسي اهتماما خاصا بموضوعي المطابع والتوزيع. تسيطر النقابات اليسارية على هذين القطاعين ما يحرم القراء أحيانا من الحصول على جرائدهم.

وفي بادرة جديدة، قال الرئيس الفرنسي إنه يطلب تمكين كل فرنسي في سنه الثامنة عشرة من الحصول على اشتراك لمدة عام واحد في صحيفة فرنسية واحدة، وذلك كتجربة أولى سيتم تقويمها لمعرفة إمكانية تعميمها وجعلها دائمة. ومن المسائل التي تناولها ساركوزي حقوق المؤلف والجرائد الالكترونية والإعلانات والحوار بين أرباب العمل والمحررين.